"الولايات المتحدة تمزّق سوريا إلى قطع، بالضغط لإخراج روسيا"، عنوان مقال أندريه بولونين، في "سفوبودنايا بريسا"، عن اتهام موسكو واشنطن بجعل الأكراد يقتطعون جزءا من سوريا. وجاء في المقال: الولايات المتحدة تعمل منهجيا لعزل جزء من سوريا ووضعها تحت سيطرتها. ذلك ما تحدّث عنه وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، في مقابلة مع يورونيوز، الجمعة 16 فبراير. وفي الصدد، التقت "سفوبودنايا بريسا" مدير مركز أبحاث "الشرق الأوسط-القوقاز" بمعهد الدول الأحدث الدولي، ستانيسلاف تاراسوف، فقال للصحيفة: تحدث المحللون عن خطط الولايات المتحدة قبل عامين، لكن وزارة الخارجية الروسية فضلت عدم الاهتمام بذلك، وكان الدبلوماسيون الروس مشغولون بعقد محادثات مغلقة مع الأمريكيين حول سوريا. والآن، اتضح أن الأمريكيين أكدوا خططهم الأولية لإقامة دولة كردية تسيطر عليها الولايات المتحدة في الأراضي السورية. في رأيي، الولايات المتحدة تحاول "عزل" قطعة من سوريا من دير الزور إلى الشمال، إلى الحدود مع تركيا. وهل يمكن أن تفعل تركيا الشيء نفسه فتقتطع لنفسها جزءا من الأراضي السورية؟ أعتقد – لا. فمن الملفت، من وجهة نظري، أن رئيس البنتاغون جيمس ماتيس، أطلق للمرة الأولى تسمية "متمردين" على عناصر حزب العمال الكردستاني. ومن خلال ذلك، ساوت الولايات المتحدة بين الأكراد الأتراك والسوريين، وأشارت، بحكم الأمر الواقع، إلى أنه لا وجود لحدود بين سوريا وتركيا، من الآن فصاعدا. وهذا يعني أن تركيا نفسها مهددة بفقدان جزء من الأراضي، وليس لها أن تفكر بضم قطعة من سوريا. وما هي الخطوات التي ينبغي انتظارها من الأمريكيين؟ ستعيق الولايات المتحدة بالتأكيد عملية التسوية السياسية في سوريا بكل الطرق الممكنة، وستستمر في لعب الورقة الكردية. بالإضافة إلى ذلك، سيحاولون إشعال خلاف بين تركيا وإيران. كما لجأت الصحيفة إلى ألكسندر شاتيلوف، عميد كلية علم الاجتماع والسياسة بالجامعة المالية التابعة للحكومة الروسية، فقال: رهان الولايات المتحدة على الأكراد تكتيكي، فالأكراد دون سواهم قادرون على دعم خطط الولايات المتحدة لتفتيت سوريا، ويمكنهم التطلع إلى الأراضي السورية التي ستكون تحت سيطرتهم المشتركة مع الولايات المتحدة، كنموذج أولي لدولتهم المستقبلية. وألاحظ أن جميع اللاعبين تقريبا في المنطقة يعارضون هذه الخطط. فـ"مع" المشروع، فقط الولايات المتحدة... فيما روسيا تبدو في وضع غامض. فقد كان واضحا أن الولايات المتحدة تريد المشاركة في تقسيم "الفطيرة" السورية... ومع ذلك، لا أرى رغبة لدى موسكو في التصعيد مع واشنطن، وخاصة عشية الانتخابات الرئاسية في روسيا. وهكذا فمن المرجّح، في هذه المرحلة، أن تكون الولايات المتحدة قادرة على احتلال جزء من الأراضي السورية، وخلق شبه دولة كردية تحت الحماية الأمريكية.
مشاركة :