تركيا تمنع قوات موالية لدمشق من دخول عفرين وتعتزم محاصرة المدينة

  • 2/21/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أطلقت تركيا، أمس، «نيراناً تحذيرية» في اتجاه القوات الموالية للنظام السوري التي دخلت منطقة عفرين في شمال غرب سورية ومنعتها من دخول المدينة، فيما أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس، أن قوات بلاده ستحاصر المدينة خلال أيام، حيث دخلت عملية عسكرية تنفذها أنقرة ضد مقاتلين أكراد شهرها الثاني، مؤكداً إحباط نشر محتمل لقوات سورية في عفرين بعد محادثات مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. في حين تسبب القصف الجوي والمدفعي، الذي تشنه قوات النظام بكثافة على الغوطة الشرقية، في مقتل نحو 200 مدني وإصابة العشرات بجروح منذ الأحد، في تصعيد اعتبرت الأمم المتحدة أنه «يُخرج الوضع الإنساني عن السيطرة»، داعية إلى وقف فوري له. اتهم مسؤول كردي موسكو بوضع العقبات أمام الاتفاق للسماح  لقوات شعبية بدخول عفرين. وقالت وكالة «أنباء الأناضول» التركية، إن تركيا أطلقت «نيراناً تحذيرية» في اتجاه القوات الموالية للنظام السوري التي دخلت منطقة عفرين. وأضافت أن «الجماعات الارهابية الموالية للنظام التي تحاول التقدم الى عفرين تراجعت الى مسافة نحو 10 كلم من المدينة نتيجة النيران التحذيرية». وقالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن «القوات التركية قصفت المناطق السكنية بالقرب من القوات الشعبية التي وصلت لدعم عفرين في مواجهة العدوان». وقال مصدر كردي، طلب عدم الكشف عن هويته، إن خمس قذائف على الأقل سقطت قرب الطريق الذي استخدمته القوات السورية. وحذرت أنقرة دمشق أول من أمس، من إرسال قوات لدعم الأكراد. من جهته، قال الرئيس التركي في خطاب ألقاه أمام أعضاء حزبه في البرلمان: «خلال الأيام المقبلة، وبشكل سريع، سنحاصر مركز مدينة عفرين»، ودافع عن العملية التي تشنها بلاده في شمال سورية. وأضاف «لم نذهب إلى هناك لتدمير وإحراق ما هو أمامنا، ذهبنا لخلق بيئة آمنة وقابلة للعيش لمئات آلاف (السوريين) الذين يعيشون على أراضينا»، في إشارة إلى ثلاثة ملايين لاجئ سوري عبروا الحدود منذ اندلاع النزاع عام 2011. وتقول السلطات التركية إن عملية عفرين تهدف إلى ضمان الأمن في شمال سورية، للسماح بعودة اللاجئين إلى بلادهم. والعملية التي تشنها القوات التركية مع فصائل سورية موالية لها منذ 20 يناير، تستهدف، على ما تقول أنقرة، مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية، الذين تصنفهم أنقرة «إرهابيين»، فيما تدعمهم واشنطن في تصديهم لتنظيم «داعش». وشهدت العملية، التي تطلق عليها أنقرة اسم «غصن الزيتون»، إرسال قوات برية وتنفيذ ضربات جوية ومدفعية على المنطقة. وعلى الرغم من اعتراف أنقرة بمقتل 32 جندياً، فهي تؤكد أن الهجوم يجري «كما هو متوقع». وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن القوات التركية والفصائل الموالية لها تمكنت من السيطرة على أكثر من 30 قرية وبلدة، لكنها تقع معظمها في المناطق الحدودية إلى شمال منطقة عفرين. وعلى الصعيد الدبلوماسي، أدت العملية إلى تصعيد التوتر بين أنقرة وواشنطن، وهددت تركيا، أخيراً، بتوسيع هجومها نحو الشرق، خصوصاً مدينة منبج التي تسيطر «قوات سورية الديمقراطية» عليها، وحيث تنشر واشنطن قوات، ما أثار مخاوف من وقوع مواجهة عسكرية بين قوات الدولتين الشريكتين في الحلف الأطلسي. وسعياً للتخفيف من حدة التوتر، زار وزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، الأسبوع الماضي، أنقرة، وأجرى محادثات مطولة مع أردوغان ووزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو. وفي ختام هذه الزيارة، اتفقت واشنطن وأنقرة على العمل «معاً» في سورية لتخطي الأزمة، على أن يشكل حل الخلاف المتعلق بمدينة منبج «أولوية». وازداد الوضع تعقيداً مع إعلان الإعلام الرسمي السوري، أول من أمس، أن قوات شعبية موالية للحكومة ستدخل عفرين «خلال ساعات» للتصدي للهجوم التركي. وبحسب وسائل الإعلام التركية، فإن أردوغان أبلغ نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، خلال مكالمة هاتفية، بأن أي مساعدة ستقدمها دمشق لـ«وحدات حماية الشعب» في عفرين «ستكون لها عواقب». من ناحية أخرى، تسبب القصف الجوي والمدفعي، الذي تشنه قوات النظام بكثافة على الغوطة الشرقية، في مقتل نحو 200 مدني وإصابة العشرات بجروح. وتقصف قوات النظام، منذ ليل الأحد الماضي، بالطائرات والمدفعية والصواريخ مدن وبلدات الغوطة الشرقية، التي تحاصرها بشكل محكم منذ عام 2013، بالتزامن مع استقدامها تعزيزات عسكرية تنذر بهجوم وشيك على معقل الفصائل المعارضة الأخير قرب دمشق. وغداة مقتل 17 مدنياً بينهم خمسة أطفال، الأحد، شهدت المنطقة، الاثنين، يوماً دموياً وثق فيه المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 127 مدنياً على الأقل، بينهم 39 طفلاً، في حصيلة قال إنها «أكبر حصيلة قتلى يومية في المنطقة منذ أربع سنوات». وجددت قوات النظام، أمس، غاراتها الجوية على الغوطة الشرقية، موقعة 50 قتيلاً مدنياً بينهم 13 طفلاً، وفق حصيلة للمرصد. وتصدى «جيش الإسلام»، أبرز فصائل الغوطة الشرقية، أمس، لمحاولة تقدم قامت بها قوات النظام السوري في منطقة المرج الواقعة جنوب دوما، التي طالتها غارات كثيفة بحسب المرصد. وذكرت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطات، أمس، أن الضربات التي تنفذها وحدات الجيش «تمهيد لعملية الغوطة الموسعة التي قد تبدأ برياً في أي لحظة». وحذرت الأمم المتحدة من أن «الوضع الإنساني للمدنيين في الغوطة الشرقية يخرج عن السيطرة». وقال منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سورية، بانوس مومتزيس، في بيان: «لابد من إنهاء هذه المعاناة الإنسانية التي لا معنى لها، الآن»، مشدداً على أن «استهداف المدنيين الأبرياء والبنى التحتية، يجب أن يتوقف حالاً».

مشاركة :