قالت مجلة «ناشيونال إنترست» الأميركية: إن الجيش السعودي يخاطر بخلق أجيال جديدة من المتطرفين الذين سيكرسون جهودهم لزعزعة الأنظمة الموجودة في شبه الجزيرة العربية، بينما لا يزال الحوثيون -أعداء الحملة السعودية- أقوياء لا يشارفون على الهزيمة.انتقدت المجلة التجاهل الأميركي لأزمة اليمن، وقالت إنه فيما شجبت إدارة ترمب حصار السعودية للموانئ، فإنها صمتت إزاء الأضرار التي سبّبتها الطائرات السعودية على المدنيين، بالإضافة إلى تزويد الرياض بالمساعدة العسكرية لمواصلة عمليات اليمن. ولفتت المجلة إلى أن دعم الولايات المتحدة للنظام السعودي في حربه باليمن لم يأتِ مفاجئاً للمراقبين؛ نظراً للعلاقة بين البلدين التي تشمل تصدير النفط والحضور العسكري الإقليمي لواشنطن بالمنطقة، فضلاً عن رغبة البيت الأبيض في كبح جماح إيران. تقول المجلة: «إنه وبينما يصب إرساء سلام في اليمن تحت حكم الرئيس عبدربه منصور هادي في مصلحة أميركا، فإن الأضرار التبعية التي يسببها التحالف السعودي في تلك الدولة التي مزّقتها الحرب يعدّ مبعث قلق جدياً». وتابعت المجلة أن الإدارة الأميركية السابقة بقيادة أوباما عرضت على السعودية المساعدة في الحد من الضحايا المدنيين عن طريق تحسين دقة الضربات الجوية والتحقيق في الظروف التي أدت إلى الأخطاء السابقة، فإن الجيش السعودي لم يظهر أية رغبة في تغيير أساليبه القتالية. ولفتت الصحيفة إلى أن السعوديين تعمدوا استهداف البنية التحتية اليمنية؛ بهدف إحداث أزمة أمن غذائي في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، وشمل ذلك المزارع والأسواق ومنشآت تخزين الغذاء، بينما دُمر أكثر من 200 مركب صيد. واستطردت المجلة بالقول بأن «التحالف السعودي- الإماراتي دمّر موانئ اليمن بالغارات الجوية؛ بحيث لم تعد قادرة على العمل بطاقتها كاملة، ما نجم عنه تأخير في مستلزمات الغذاء الأساسية والإمدادات الطبية. المخاطر، كما تقول المجلة، لا تقتصر على الجانب الإنساني القاسي، فبسبب الحرب السعودية زاد تنظيم القاعدة المتطرف من نفوذه، والذي استفاد من عمليات نقل أسلحة من السعودية إلى ميليشيات تابعة لها داخل اليمن؛ حيث سقطت تلك الأسلحة في يد عناصر القاعدة في نهاية المطاف. تتابع المجلة: إضافة إلى ذلك، فإن التكتيكات العدائية التي تستخدمها السعودية دفعت بكثير من اليمنين إلى اعتبار الرياض قوة استعمار مزعزعة للاستقرار داخل بلدهم، أدت إلى تعزيز انضمام كثير من الشباب للقاعدة. وأكدت المجلة أن استمرار الحرب السعودية على اليمن سيسبب مزيداً من الضرر للمدنيين، ويزيد من خطر إعادة تأسيس تنظيم القاعدة لقوته وتوسيع نفوذه في شبه الجزيرة العربية. وترى المجلة أن المشاكل السعودية لم تقف عن حد خلق كارثة إنسانية وزيادة نفوذ القاعدة، فبعد كل الخراب الذي أحدثه، لم يخلق التحالف السعودية أي فرصة لإنهاء الصراع بعد ثلاث سنوات، اذ صار اليمنيون أكثر انقساما، كما تجلى في الاشباكات التي دارات في عدن بين فصائل موالية للإمارات والسعودية، أهم عضوين في التحالف. وكي لا ينزلق اليمن إلى مزيد من الفوضى، دعت المجلة الولايات المتحدة إلى ضرورة البدء في الضغط على السعودية علانية وخلف الأبواب المغلقة لتغيير تكتيكات القتال، خاصة أن واشنطن تتمتع بنفوذ كبير في السعودية يمكن استخدام لتغيير سلوكها. ولفتت المجلة كذلك إلى أن التوترات الأخيرة بين السعودية وحليفها الإمارات أظهرت أن الطرفين لا يعبآن سوى بحرب الحوثيين وإيران، وليس لهما أي هدف آخر في اليمن. كما أن الظروف الحالية جعلت السعودية في أمسّ الحاجة لحلفاء مستقرين يمكنهم دعمها في الصراع، وهو ما أدى بها إلى إعادة النظر في استراتيجتها كلها.;
مشاركة :