مقالتي اليوم ليست الوحيدة، ولن تكون الأخيرة التي حملت أو ستحمل عنوانًا موجهًا لمعالي المستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، طالما أننا يومًا بعد آخر نلمس من هذه الشخصية العديد من القرارات الإيجابية التي تصب في دعم الشباب السعودي “بجنسيه”، ليس رياضيًّا فحسب، بل في كثير من اهتماماته.. ـ لا تسمح مساحة المقالة بتعداد المجالات التي التفت إليها آل الشيخ، وأعلن عن مسابقات فيها، ولعل آخرها اللعبة الشعبية الاجتماعية “البلوت”، التي تحظى باهتمام الكثير من السعوديين مثلما هي كرة القدم، بل ربما أن “البلوت” تجد اهتمامًا أكبر؛ لأن الكثير من كبار السن ممن لا يهتمون بكرة القدم، يهتمون بها كثيرًا، بل يعشقون ويمارسون لعبة “البلوت” بشكل يومي لعقود من الزمن.. ـ لن أطيل في التهيئة، بل سأخوض في موضوع المقالة مباشرة، وهو “من العنوان” يتعلق بالثقافة التي أراها جزءًا مهمًّا ورئيسًا في بناء شخصية الشباب “من الجنسين”.. ـ قبل عدة عقود عندما كنت أدرس في المراحل الابتدائية، ومن ثم المتوسطة والثانوية، كانت إدارات التعليم تقيم مسابقات ثقافية بين المدارس، تكون في مجالات العلوم التي ندرسها وكذلك الثقافة العامة.. ـ كانت تلك المسابقات تحظى باهتمام كبير من قبل إدارات المدارس؛ طمعًا في الفوز بلقب السباق الثقافي.. ـ بل إن حضورًا كبيرًا وتشجيعًا لا محدودًا من طلبة المدرستين المتباريتين “ثقافيًّا” كان العنوان الأكبر لتلك المنازلات.. ـ اليوم غابت تلك المسابقات ومعها ـ ومع التقدم التكنولوجي ـ بدأت ثقافة الشبان والشابات تتراجع، معتمدين في “معظم” حياتهم على وسائل التواصل الاجتماعي الذي ـ في غالبه ـ مكتسب، وليس صادرًا عن إبداع شخصي!! ـ محركات البحث “أعدمت” عقول التفكير والإبداع لدى الشباب، إذ بلمسة زر يجد الشاب أو الشابة كل ما يريده خلال ثوانٍ معدودة!! ـ أتمنى من معالي المستشار “وتفعيلًا لمقولة إن النادي هو أيضًا ثقافي”، النظر في إمكانية إقامة مسابقة ثقافية على مستوى المملكة بين كل الأندية السعودية، تنقل تلفزيونيًّا وتحمل اسمًا من رموز الوطن، وتكون جوائزها المالية مغرية.. ـ ننتظر تفعيل الجانب الثقافي للأندية، وليكن ذلك على يد المستشار تركي آل الشيخ..
مشاركة :