القيادي الكردي صالح مسلم يتبادل الاتهامات مع خبير عسكري قريب من الجيش الحر ويكرر مواقف الأكراد بشأن تحالفهم مع واشنطن وحزب العمال الكردستاني والتعاون مع النظام في مسألة الدفاع عن عفرين، فما هو الجديد في موقفه؟ شهدت حلقة "مسائية DW" مشادات كلامية واتهامات على خلفية الدفاع عن الحلفاء بين القيادي الكردي صالح مسلم وبين العميد أحمد رحال القريب من الجيش الحر، إذ اتهم الأخير الأكراد بقطع الطريق على الجيش الحر والتقلب بين الحلفاء، بينما اختار مسلم أن يتهم الجيش الحر بضم عناصر مسلحة تابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية". ونفى القيادي الكردي تماماً أن يكون هناك أي أعضاء من حزب العمال الكردستاني التركي متواجدين في عفرين أو إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية في منطقة "روج آفا" كلها (الإدارة الذاتية شمال سوريا)، مضيفاً أن الأكراد "لا يصنفون أي حزب كردي كإرهابي بما فيه حزب العمال الكردستاني". ودعا أحمد رحال نظيره الكردي للتفكير بكون تركيا الأحق بالتحالف بسبب البعد الجغرافي من واشنطن التي يتحالف معها الأكراد. رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي السابق وعضو الهيئة الدبلوماسية في هيئة المجتمع الديمقراطي السوري مسلم، اتهم تركيا بوضوح أيضا بممارسة "ابتزاز" على الدول التي صنفت الحزب فعلاً كإرهابي (الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من بينها)، بسبب ما اعتبره عداءً للأكراد بصورة عامة كون "أي كردي في تركيا يصنّف كإرهابي"، حسب قوله. واتهم مسلم تركيا بدعم الإرهاب وصناعة تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف بـ "داعش"، وضم أعداد منه إلى الجيش الحر، إلا أنه وبالرد على اتهامات له في زيارة تركيا والتحاور معها، أكد أنه زارها أربع مرات للتفاوض وأنه يلتقي فعلا قيادات من حزب العمال الكردستاني. وأكد رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي السابق أن قوات سوريا الديمقراطية "قسد" عقدت اتفاقا عسكريا "فقط" مع النظام السوري وبوساطة روسية، مبينا أن النداءات للنظام بدأت من الإدارة الذاتية في عفرين منذ نحو 23 يوماً (منذ بداية عملية غصن الزيتون التركية)، وأن الهدف من النداءات كان أن تتحمل الحكومة السورية مسؤولياتها وتدافع عن سيادتها في المنطقة الشمالية. وبخصوص أي صفقات أو مقايضات تمت مع النظام السوري في الاتفاق المذكور، أصرّ مسلم على أن الاتفاق الوحيد المبرم ذو طابع عسكري فقط كون النظام السوري هو المعترف به في المؤسسات الدولية، موضّحا أن أي جانب سياسي لم يتم الاتفاق عليه بما في ذلك ما يمكن أن يجنيه النظام بالمقابل. وأبدى القيادي الكردي مسلم تفهما لوجود "مصالح" لكل طرف موجود في سوريا، وأن تلاقي واختلاف المصالح سبب في التحالفات، موضحا أن قوات سوريا الديمقراطية قامت فعلا بالتحالف مع واشنطن لسببين: الأول أنه لم يكن هناك من تتحالف معه، والثاني لأن واشنطن كانت تهدف لمحاربة "داعش"، مستدركا أن الأمريكيين "لا يؤثروا على القرار الكردي". وحول منطقة عفرين تحديدا، أعفى مسلم واشنطن من "التقصير" في حماية قوات سوريا الديمقراطية، مشيرا إلى أن تحالف "قسد" مع واشنطن لم يشمل منطقة عفرين باعتبار أن المنطقة أساسا كانت تحت السيطرة الروسية. واستبعد مسلم أن يكون فعلا هناك اتفاق بين واشنطن وأنقرة لإبعاد وحدات حماية الشعب الكردية (العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية) من منبج، كما أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو، معتبرا أنه من الصعوبة فصل القوات الكردية عن بقية قوات سوريا الديمقراطية. ونفى مسلم أن يكون الأكراد في سوريا "انفصاليين" أو أنهم دعوا إلى الانفصال عن سوريا "مطلقا"، مبينا أن الإدارة الذاتية للأكراد هي "الطرف الوحيد الذي لديه مشروع لوحدة الأراضي السورية ولمّ فسيفسائها" في مشروع لامركزية يتم طرحه وشرحه اليوم للمجتمع الدولي. ف.م/ع.ش
مشاركة :