ستوكهولم- قال صالح مسلم القيادي السوري الكردي البارز، الذي يُعتبر الحركة الكردية السورية السياسية الاساسية، ان تركيا ما كان يمكن ان تنجح في عمليتها بدون دعم روسي. وانتقد مسلم، بعد عقده مؤتمرا صحافيا في ستوكهولم، روسيا لاعطائها "الضوء الاخضر" لتركيا لشن عملية عسكرية في منطقة عفرين السورية، وقال ان هذا ما كان يمكن ان يحدث بدون موافقة موسكو. وتمكنت قوات تركية مدعومة من مقاتلين في المعارضة السورية الأحد من السيطرة على مدينة عفرين في شمال غرب سوريا من وحدات حماية الشعب الكردية. وقال مسلم "الروس خيبوا املنا لان هناك بعض الواجبات التي ترتبت عليهم عند مجيئهم الى سوريا...لقد وعدوا بانهم سيقومون بحماية الاراضي السورية". واضاف "روسيا لم تقم بشيء (حول التوغل التركي) اعطوا الضوء الاخضر لتركيا، والكل متأكد انه لو لم تحصل تركيا على الضوء الاخضر من روسيا ما كانت لتقوم بذلك". وبدأت أنقرة بعمليتها العسكرية في يناير ضد وحدات حماية الشعب، الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي الذي تقول انه متحالف مع حزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا عسكريا ضد تركيا منذ عام 1984. وتعتبر تركيا اضافة الى دول غربية حليفة لها، حزب العمال الكردستاني ارهابيا. لكن وحدات حماية الشعب كانت تعمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة في الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، وهذا التعاون اثار استياء تركيا. مسلم مطلوب في تركيا بسبب تفجير وقع في انقرة في فبراير عام 2016 اودى بحياة 29 شخصا وتلقي تركيا بمسؤوليته على المقاتلين الأكراد وقال مسلم حول ما اذا كانت واشنطن لم تهتم لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا، "اذا كان شريكك (ضد تنظيم الدولة الاسلامية) يُطعَن في الظهر، عندها يجب ان تفعل شيئا ما". وادت العملية العسكرية في عفرين الى نزوح نحو 250 الف مدني ومقتل العشرات اضافة الى مقتل 1500 مقاتل كردي، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. وقتل ثلاثة جنود اتراك، الخميس، خلال ازالتهم الغاما في المنطقة، وقال مسلم "هذا يعني ان الحرب مستمرة وعفرين لم تنته بعد". وتأتي زيارة مسلم الى ستوكهولم في تحد لمذكرة تركية صادرة بالقبض عليه وبعد شهر على توقيفه في براغ ثم اطلاق سراحه لاحقا ووقف الادعاء العام التشيكي اجراءات تسليمه. وقد وصف حادثة توقيفه في تشيكيا بأنها إحدى المحاولات التركية المستمرة والمستميتة لتكميم صوته، مشددا على أنه لا يستبعد أن تقوم تركيا أو تنظيم داعش بمحاولة جديدة لتكميم صوته، ولكن بشكل أكثر جدية ودرامية عبر تصفيته جسديا. وقال في أول تصريح له عقب إطلاق سراحه “أنا ملاحق من داعش وتركيا وسوف أتخذ تدابيري الاحترازية تجاههما وبالطبع لا أستبعد من تركيا وداعش أن يقوما بمحاولة اغتيالي وسنتخذ تدابيرنا، بالطبع كل شيء متوقع بالنسبة إلينا، داعش هو تركيا، الإثنان واحد”. وكانت أنقرة حثت براغ، حليفتها في حلف شمال الأطلسي، على تسليم صالح مسلم لتتم محاكمته بتهمة الإرهاب، حيث اعتبرت تركيا أن قضية مسلم تشكل “اختبارا” لتشيكيا، في خطوة وضعها مراقبون في خانة محاولة التأثير على القضاء التشيكي. وعلى إثر صدور القرار، سارعت الخارجية التركية إلى مهاجمة تشيكيا ووصفها بالدولة “التي تشجع على الإرهاب”. ومسلم مطلوب في تركيا بسبب تفجير وقع في انقرة في فبراير عام 2016 اودى بحياة 29 شخصا وتلقي تركيا بمسؤوليته على المقاتلين الأكراد. وتم توجيه الاتهام اليه في هذه القضية وهو يواجه عقوبة قد تصل الى السجن ثلاثين عاما في حال ادانته، لكن مسلم ينفي بشدة هذه الاتهامات ويقول ان تركيا تحاول "اسكاته".
مشاركة :