واصلت قوات النظام السوري، أمس، قصفها العنيف والدموي على الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق، ما تسبب، منذ الأحد، بمقتل نحو 300 مدني، بينهم 71 طفلاً على الأقل، فيما دخلت مجموعات جديدة من القوات الموالية للنظام السوري، وأعادت انتشارها بمنطقة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي، بينما أعلن «الجيش السوري الحر»، المدعوم من تركيا، السيطرة على عدة قرى في عفرين.وأورد المرصد السوري، أن قوات النظام جددت، أمس، غاراتها وقصفها بالبراميل المتفجرة والصواريخ على مدن وبلدات عدة في الغوطة الشرقية، ما تسبب بمقتل 24 مدنياً، بينهم ثلاثة أطفال، وإصابة أكثر من مئتي مدني آخرين بجروح. وقتل معظم الضحايا، أمس، في قصف بالبراميل المتفجرة على بلدة كفربطنا. ومنذ بدء التصعيد، قُتِلَ نحو 300 مدني بينهم 71 طفلاً، وأصيب أكثر من 1400 آخرين بجروح. وسجل المرصد في اليومين الماضيين، حصيلة يومية «تعد الأكبر في الغوطة الشرقية منذ أربع سنوات» بحسب المرصد. وقال مصدر في الدفاع المدني في غوطة دمشق الشرقية «شن الطيران الحربي أكثر من سبع غارات، صباح أمس، على بلدات حمورية وكفر بطنا وجسرين وسقبا، كما ألقت الطائرات المروحية أربعة براميل متفجرة على بلدتي كفر بطنا وحمورية شرقي دمشق». وأضاف المصدر «تعرضت أيضاً مدينتا دوما وحرستا لقصف صاروخي ومدفعي من القوات الحكومية، التي قصفت بلدة اوتايا بحوالي 60 قذيفة هاون وصاروخ من راجمات الصواريخ مخلّفة قتلى وجرحى إلى جانب الدمار الذي أحدثته».وفي العاصمة دمشق سقطت قذيفتان، صباح أمس، على حي باب السلام، كما سقطت ثلاث قذائف هاون على شارع الملك فيصل وحي باب توما شرقي دمشق.ومن جانبها، علقت مدارس مدينة جرامانا الدوام المدرسي، ليومي الأربعاء والخميس، على أن يعاود الدوام بشكل طبيعي، يوم الأحد القادم. وكانت وزارة الداخلية السورية، قد ذكرت في بيان أن 13 مدنياً قتلوا، وأصيب 77؛ جرّاء سقوط 144 قذيفة، الثلاثاء، على أحياء وساحات وميادين رئيسية في العاصمة دمشق. ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء عن وزارة الدفاع قولها، في وقت متأخر مساء الثلاثاء، إن أضراراً لحقت بمركز روسي لمراقبة وقف إطلاق النار؛ جرّاء قصف من منطقة الغوطة الشرقية. من جهة أخرى، قال المرصد السوري، أمس، إن القوات التابعة للنظام السوري بدأت انتشارها في مدينة عفرين السورية، بالتزامن مع قيام القوات التركية بعمليات قصف مناطق في تلك المدينة، ضمن عملية «غصن الزيتون». وقال المرصد، إن القوات التابعة للنظام، التي دخلت مدينة عفرين، مساء الثلاثاء، بدأت الانتشار في نواحي عفرين، وبدأت توزيع نقاطها على خطوط التماس مع القوات التركية في نواحي جنديرس والشيخ حديد وراجو وشرا من جنوب غرب عفرين إلى شمال شرقها، باستثناء جبهة بلبلة. وأضاف، أن العمليات العسكرية، التي تنفذها القوات التركية في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي تواصلت، على الرغم من انتشار القوات الموالية للنظام السوري. وذكر المرصد، أنه تم رصد قيام طائرات تركية عسكرية بغارات استهدفت مناطق في ناحية جنديرس، وأماكن أخرى في ريفها جنوب غربي عفرين. وقال مصدر في القوات الشعبية «دخلت حوالي 50 سيارة بعضها زود برشاشات، وتحمل أكثر من 250 مقاتلاً منطقة عفرين عبر معبر الزيارة؛ لتعزيز الجبهات، التي انتشرت عليها المجموعات التي دخلت الثلاثاء». وأكد المصدر أن «القوات دخلت دون تغطية إعلامية كما حصل، الثلاثاء؛ تحسباً لاستهدافها من قبل المدفعية التركية، ودخلت على شكل مجموعات ولم تدخل قافلة واحدة». ومن جهته، قال قائد عسكري في غرفة عمليات «غصن الزيتون»، إن مقاتلي «الجيش الحر» حققوا تقدماً خلال الساعات ال 24 الماضية، وسيطروا على أكثر من 15 قرية، وسيطروا بشكل كامل على الشريط الحدودي، واستطاعوا وصل مناطق أعزاز في ريف حلب الشمالي مع منطقة أطمة بريف إدلب، مشيراً إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى من عناصر الوحدات الكردية. إلى ذلك، سيطرت «جبهة تحرير سوريا» على مدينتي معرة النعمان وأريحا، وبلدة ترملا بريف إدلب الجنوبي، أمس؛ بعد انسحاب عناصر «هيئة تحرير الشام» منها؛ إثر اشتباكات متقطعة. وقال قائد عسكري في «جيش إدلب الحر»، إن «اشتباكات متقطعة تجري بين الجانبين في قرى ريف إدلب، ونشر عناصر «جبهة تحرير سوريا» نقاط تفتيش، كما أقاموا حواجز لهم في محيط معرة النعمان وأريحا». (وكالات)
مشاركة :