تقدم الدورة الرابعة من مهرجان «دبي كانفس» التي تنظمها «براند دبي»؛ الذراع الإبداعية للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، بالشراكة مع «مراس» في «لا مير» بمنطقة جميرا 1، على مدار الأسبوع الأول من مارس المقبل، مجموعة من الفنون الإبداعية الحديثة تعرض للمرة الأولى في الإمارات والمنطقة.يأتي ذلك في إطار حرص المهرجان على استقطاب أهم المبدعين الذين حققت أعمالهم نجاحاً كبيراً في دولهم، أو على مستوى المشاركات والفعاليات العالمية الكبرى.ومن جديد المهرجان الذي سيشاهده الجمهور هذا العام، أعمال سيتم تنفيذها بالرسم باستخدام أدوات غير تقليدية مثل «الشريط اللاصق»، علاوة على الأعمال الفنية المطاطية المملوءة بالهواء، والرسم المجسم على الرمل، وأخرى تنتمي لمدرسة «فن إعادة تشكيل الأشياء»، إضافة إلى «رسوم الجرافيتي المتداخلة»، وهي فنون بصرية ذات طبيعة خاصة ابتعد فيها مبدعوها عن السياق التقليدي المتعارف عليه لفن الرسم. وتنسجم الأعمال المشاركة مع روح المهرجان، الذي اعتمد منذ انطلاقه على فكرة تبنّي الأعمال الفريدة التي لم يعهدها عامة الجمهور في هذه المنطقة من العالم على نطاق واسع، في حين يأتي الحدث الفني في قالب مختلف لا يتقيد بالأجواء التقليدية للمسابقات والفعاليات المتعلقة بالفنون التشكيلية، التي طالما تتخذ من قاعات العرض مقراً لها. ويسهم «دبي كانْفس» في بناء جسور تواصل بين الفن والناس، بصورة تتيح للجانبين التفاعل واستلهام الأفكار لمزيد من الإبداع. وتعتمد نوعية الفنون التي يحرص المهرجان على استقطابها في المقام الأول، على مدى إبداع الفنان وقدرته على المزج بين الأشكال الفنية، وربط العمل الفني بالبيئة المحيطة، ليظهرا وكأنهما عنصرين متكاملين في إطار واحد، يحفز مخيلة المتلقّي ويذكي روح الإبداع داخله. وقالت عائشة بن كلّي، مديرة مشروع «دبي كانفس»: استوحى «براند دبي» فكرة المهرجان من روح المدينة التي انطلق منها؛ فدبي أصبحت رمزاً للإبداع الذي يمكن أن نلمسه في كل ركن من أركانها، وفي كل مبادرة تخرج منها، فدبي مدينة تركز اهتمامها على صنع المستقبل، وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا بالإبداع والخروج على أنماط التفكير التقليدية، وهذه رسالة مهمة نريد أن نوصلها من خلال المهرجان، وهي أن الإبداع أسلوب حياة نعيش به ونستمد منه الطاقة الإيجابية للتطور. وتمتزج الأعمال المشاركة بالخلفية المميزة التي توفرها منشآت «لا مير»، الوجهة الشاطئية التي راعت «مِراس» في تطويرها، أن يكون الإبداع حاضراً في كل تفاصيلها، حيث جاء اختيار هذا الموقع الفريد، تقديراً لانسجامه مع روح ورسالة المهرجان، وامتداداً للشراكة النموذجية التي جمعت «براند دبي» ب«مراس» على مدار ثلاث دورات متعاقبة للمهرجان السنوي. يشارك الفنان الأمريكي توم بوب لأول مرة في مهرجان «دبي كانفس»، وهو من أشهر مبدعي فن «إعادة تشكيل الأشياء»، وفيه يقوم الفنان بإنتاج تكوين إبداعي بالاعتماد على غرض موجود بالفعل في الواقع، ومن ثم رسم عناصر تتكامل معه وتضفي عليه أبعاداً جديدة، بما يُظهر الفكرة التي يسعى الفنان إلى طرحها ويعبر عنها في قالب مبتكر. وينفذ بوب مجموعة متنوعة من الأعمال الفنية في موقع المهرجان، مستخدماً كل ما يتواجد أمامه من أشياء. ويعد هذا الأسلوب الفني من سلسلة التغيرات في المفاهيم الفنية المتعارف عليها، التي ظهرت في أوائل الستينات من القرن الماضي، وقد استطاع توم بوب، من خلال أعماله المنتشرة في مدينة نيويورك، أن يضع نفسه في طليعة المختصين بهذا الصنف الفني؛ لما يتمتع به من قدرة كبيرة على استخدام أي شيء يتواجد في الطرقات أو على الجدران مهما كان حجمه، وتحويله إلى عمل فني مبهر يضفي مزيداً من الجمال على البيئة المحيطة به. وسيكون جمهور «دبي كانفس» على موعد مع إبداع من نوع جديد، يقدمه الرسام البريطاني سام كوكس، الشهير باسم «مستر دودل» الذي ابتكر صنفاً فنياً يُعرف باسم «اسباجيتي الجرافيتي» «Graffiti Spaghetti» أو الرسم المتداخل؛ نظراً لأنه يتكون من وحدات وأشكال وأجسام مصنفة في مجموعات متكررة، يقوم الفنان بتنفيذها على أي سطح بما يشمل الأوراق والجدران والمفروشات والملابس. وتبدو رسوم «مستر دودل» على الرغم من كثرة تعاريجها ومنحنياتها وكأنها خط واحد متصل، وهو سر التفرد الذي تتمتع به أعماله. ولأول مرة يقدم الفنان النيوزيلندي جيمس هاركينز، عروضاً يومية للرسم ثلاثي الأبعاد على رمال الشاطئ في «لا مير» يومياً، من السادسة وحتى الثامنة صباحاً، ابتداء من الأول وحتى السادس من مارس، ويقوم بتنفيذ رسوم لمناظر طبيعية باستخدام تقنيات الخداع البصري، ما يجعلها مشابهة للرسومات ثلاثية الأبعاد، التي يبدعها الفنانون على الجدران. رسم بالشريط اللاصق تشهد دورة العام الحالي مشاركة فريق «تيب أوفر» المتخصص في الرسم بالشريط اللاصق للمرة الأولى، والذي يعد واحداً من أحدث الأشكال الفنية على الساحة العالمية. كما يشارك الفريق الذي تنتشر أعماله في الكثير من بلدان العالم، بتقديم ورش عمل متخصصة للتعرف إلى هذا الشكل الفني وشرح أسلوبه الذي يتسم بالتنوع والعناية بالتفاصيل.تعتمد الأعمال الفنية للفريق على البساطة والتداخل السلس بين مجموعة من الأشكال المجردة، وتستخدم الشرائط الملونة أو الأبيض والأسود لإنتاج الأعمال التي يصفها البعض بأنها أسهمت في ترسيخ هذا الصنف الفني وتعريف الجمهور به. أعمال إبداعية يضفي الفنان البريطاني لوك إيجان، طابعاً فريداً على فعاليات المهرجان من خلال أعماله الفنية الإبداعية التي يستخدم في تنفيذها المطاط المملوء بالهواء، وهو يمارس هذه الهواية التي ما لبثت أن أصبحت مهنة، منذ منتصف العقد الأول من القرن الحالي. يقدم لوك أعماله منفرداً أو بالشراكة مع فنانين آخرين. ويتسم أسلوبه بالجموح، وحبه لتنفيذ التكوينات كبيرة الحجم، ولكن بشكل يتسق مع ما يتواجد حولها من عناصر البيئة المحيطة.
مشاركة :