توقعت شركة "BP"، النفطية العملاقة أن يرتفع الطلب العالمي على النفط الخام حتى أواخر العقد الثالث من القرن الحالي، على أن يبدأ بمراوحة مكانه بعد وصوله لذروته، مرجعة ذلك بشكل أساسي إلى ارتفاع عدد السيارات والشاحنات الكهربائية، وفق توقعاتها السنوية. وتعتقد "BP"، أن 320 مليون سيارة كهربائية ستكون على الطريق بحلول عام 2040، مقارنة مع حوالي 2 مليون سيارة في عام 2016. كما المركبات الكهربائية سوف تصل إلى نقطة تحول تنطلق معها بشكل فعلي واسع النطاق بعد عام 2035. وتمثل توقعات الشركة انقلابا في طريقة فهم سوق الطاقة، فقبل عقد من الزمن كان العالم يشعر بالقلق إزاء الكميات التي يمكن ضخها سنويا ومدى قدرتها على تلبية الحاجات المتزايدة، وأدت تلك المخاوف لفترة وجيزة إلى ارتفاع الأسعار إلى 147 دولار للبرميل الواحد. ويعتبر العالم الآن غارقا في النفط، وأدى الإمداد الزائد، الذي كان مدفوعا إلى حد كبير بثورة الصخر الزيتي في الولايات المتحدة، إلى اتفاق أوبك وروسيا على ضبط الإنتاج خلال العام الماضي. وتختلف توقعات شركة BP عن الطلب على النفط بحلول عام 2040، عن نظرة "أوبك" للمستقبل. وتوقع "الكارتل النفطي"، هو اتفاق ناتج عن تجمع بين مؤسسات وطنية أو دولية لتحديد أسعار المنتجات، تقوده المملكة العربية السعودية في نوفمبر/ تشرين الثاني، أن يستمر تعطش العالم للنفط الخام في النمو خلال عام 2040. إلا أن "أوبك" اعترفت بأن الطلب على النفط "سيتباطأ بشكل تدريجي" بسبب تباطؤ النمو الاقتصادي وارتفاع أسعار النفط وزيادة كفاءة الطاقة و"المنافسة القوية من مصادر الطاقة الأخرى". وتوقعت شركة "رويال داتش شل" العملاقة النفطية أن يصل الطلب على النفط إلى ذروته خلال 15 عاماً، على أن يبدأ بالتراجع بعد ذلك. وذكرت وكالة الطاقة الدولية أن مبيعات السيارات الكهربائية، مثل "تسلا"، "شفروليه بولت"، ارتفعت في السنوات الأخيرة. غير أن الكهرباء لا تزال تشكل 0.2 في المائة، فقط من إجمالي عدد سيارات الركاب. وتوقعت BP وبحلول عام 2040، أن يساهم النفط بنسبة 85 في المائة، من إجمالي الطلب على وقود النقل، مقارنة مع 94 في المائة اليوم. كما أن الوقود البديل سوف "يخترق نظام النقل" وستصبح المركبات التقليدية أكثر كفاءة بكثير، مما يعني أن استهلاكها للوقود سيتراجع بشكل كبير. واعترفت BP بصعوبة التنبؤ بشعبية السيارات الكهربائية في المستقبل، لأنها تعتمد على عوامل مثل السياسة الحكومية والتكنولوجيا والأفضليات الاجتماعية. وتشير توقعات الشركة إلى ارتفاع الطلب على النفط، ما يجعل شركات النفط الأخرى قد تحتاج إلى الهروب من رهاناتها في المستقبل أيضاً.
مشاركة :