قطر والشباب والفراغ والجدة

  • 2/23/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ما قاله وزير الخارجية السعودي عادل الجبير من أن قطر لا تزال ترعى الإرهاب، يعني أن نظام الدوحة لا يعتبر، ولا يريد أن يتخلى عن دوره القذر في نشر الخراب واستهداف البشر والحجر، فنحن أمام حالة شاذة في تاريخ الدول والسياسات، وأمام وضعية من الصعب على أي محلل سياسي أو قارئ للأحداث أن يبرّر ما يصدر منها وعنها إلا بأن يكون ناتجاً عن خلل نفسي عميق، أو عن عقيدة فاسدة ككل عقائد الجماعات الإرهابية عبر التاريخ، وإلا ما الذي يجعل نظام الدوحة يصرّ إصراراً ويلحّ إلحاحاً على دعم الإرهاب في المنطقة، وتبنّي كل متطرّف ومتشدّد وتكفيري ومتآمر وخائن لوطنه وأمته ؟ وما الذي يدفع به إلى تبديد ثرواته في شراء الذمم وتمويل الأبواق وتزييف الحقائق من أجل تلميع صورته، إذا كان بإمكانه أن يتراجع عن تصرفاته السابقة ويعود إلى أحضان أشقائه؟ وهل يرى نظام الدوحة أن التودد للصهاينة ليكونوا جسر تواصل بينه وبين البيت الأبيض، وليعمّدوه في تل أبيب، أفضل له من أن يطرق باب الرياض، معلناً طي صفحة الماضي، وفتح صفحة جديدة لما فيه مصلحته ومصلحة شعبه؟ وهل أن دعم المئات أو الآلاف من الإرهابيين والخونة والمرتزقة، خير له من علاقات أخوية طبيعية مع أبناء شعوب الخليج والأمة العربية ؟ إن مشكلة نظام الدوحة تكمن في أن القائمين عليه اعتقدوا، أو ربما هناك من أقنعهم، بأنهم أذكى من غيرهم، وأنهم يستطيعون إعادة رسم خريطة المنطقة، عبر إسقاط الدول وتغيير الأنظمة ونهب الثروات وتنصيب دمى يحركها حيثما يشاء وكيفما يشاء، مثلما حاول أن يفعل في الحالة الليبية عندما أراد تسليم مقاليد الحكم لتابعه عبد الحكيم بالحاج، أو في الحالة المصرية عندما ذهب في ظنه بعد انتخابات 2012 أنه وصل إلى وضع اليد على قاهرة المعز بواسطة مملوكه الإخواني مرسي العياط. ورغم أن حمد بن خليفة قد ذهب في سبيله، فإن نجله الشاب اختار أن يسير على منهجه، أولاً لأن العرق دساس، وثانياً لأن الشباب قد يخدع صاحبه، خصوصاً عندما يلتقي مع الثروة الطائلة، والفراغ الناتج عن الدفع بالمسؤوليات والمهمات إلى ذلك الأجنبي القابع من وراء الستار، والذي يفكرّ ويخطط ويرتّب الأوراق ويحدد الأولويات ويصدر القرارات ويكتب البيانات ويؤمّن الحكم بدلاً من الأمير وحاشيته، بينما لا يزال الإرهاب صاحب أسهم مهمة في بورصة اللعب على التناقضات بالمنطقة، ولا يزال الإرهابيون خيولاً يراهن عليها أصحاب المصلحة في تخريب المنطقة وإعادة خلط أوراقها بما يخدم مصالح أعدائها أولاً، كما لا تزال قطر حصان طروادة الذي يُستعمل في هذا السياق.

مشاركة :