رحلات الطيران الإيراني.. مغامرة محفوفة بالموت

  • 2/23/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كارثة جوية ثانية يتسبب بها الاسطول الجوي الإيراني بعد مضي أقل من شهرين على العام 2018، راح ضحية الحادثتين أكثر من 137 شخصا. ووفقا لشبكة سلامة الطيران العالمية، فإن حوادث الجو التي تواجه الطيران الإيراني تفوق المعدلات الطبيعية حيث وقعت 31 حادثة طيران في إيران منذ العام 1989 ومن أبرز هذه الحوادث؛ حادثة العام 2014 حين تحطمت طائرة تابعة لشركة "سباهان" بالقرب من طهران بعد دقيقة على إقلاعها مما أدى إلى مقتل 40 راكبا وتوقف شركة الطيران عن العمل بسبب تهالك طائراتها. في العام 2011 تحطمت طائرة بوينغ 727 في شمال غرب إيران والتي تديرها "إيران للطيران" مما أسفر عن مقتل 78 شخصا في حين توفي 168 شخصا في العام 2009 بسبب حادث لطائرة إيرانية كانت في طريقها لأرمينيا. طائرات عمرها 40 عاما إذا أردت أن تشن حروبا بالوكالة فلا بد أن تنسى شؤونك الداخلية، لتستفيق يوماً على أصوات الجموع الغاضبة من الفساد والجوع والمرض والبطالة والخراب المتغلغل بكل مفاصل الدولة ومؤسساتها، تماماً كما حدث في إيران من موجة غضب شعبية بدأت تظهر نتائجها جلية بعد سنوات من التدخلات الإيرانية في دول بعيدة لا تعني شيئا للشعب الإيراني. وإذا كانت تدخلات إيران قد آذت السوريين والعراقيين واليمنيين فإنها أثرت بشكل لا يقل سوءاً على الداخل الإيراني الذي يواجه مشكلات عميقة لا حل لها إلا بتغيير أسلوب النظام وبالتالي رفع العقوبات وحدوث انفتاح اقتصادي في البلاد الأمر الذي لن يحدث لأن وجود هذا النظام مرتبط بتحريك الميليشيات والعيش على نشر المذهبية وبالتالي لن يأتي التغيير في إيران إلا بشكل مدوي يسحق النظام الحالي ويضع نظاما مختلفا يخلص إيران من العزلة الدولية. واذا كان نظام "الجمهورية الإسلامية" قد اعتقد يوماً أن العقوبات الغربية على نظامه ستجعله والشعب الإيراني في صف واحد في مواجهة الغرب فإن رهان النظام كان خاطئاً فبعد أن أصبحت "ولاية الفقيه" جمهورية عجوز كل ما فيها لا يلبي طموحات الشباب الإيراني، أصبح الإيرانيون يحملون النظام وعبثه الخارجي مسؤولية جلب الويلات على البلاد عبر العقوبات الغربية التي منعت إيران من مجاراة تطورات العصر، لا بل حرمت الشباب الإيراني حتى من القدرة على التحليق بشكل منفرد لتلبية طموحاته بعيداً عن طهران حيث أصبح جواز السفر الإيراني بمثابة عائق يضع بين المواطن الإيراني والعالم حواجز عديدة رغم تعطش الشباب الإيراني ولهفته على ركوب موجة التطور التي باتت هاجس الإيرانيين أكثر من أي وقت مضى في ظل حملة تغيير ودفعة أمل شاملة يقودها أمير شاب في الجارة السعودية التي لطالما استخدمها النظام الإيراني كفزاعة أمام جماهيره وادعى أنها سبب أساسي لجموح إيران الميليشياوي في دول عربية، فصارت المرأة في السعودية تشغل الكثير من المناصب المهمة بما في ذلك ضمن مؤسسات أخذ القرار إضافة إلى الامتيازات الكبيرة التي أعطاها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للشباب حيث وضعهم في كل مفصل من مفاصل الدولة السعودية لمراقبة عجلة التطور فيما لا يزال "روحاني" هو الأكثر شباباً في النظام الإيراني. وعلى الرغم من بساطة المعادلة القائمة على عبث إيران الذي يواجه بعقوبات تؤدي إلى انهيار البنية التحتية الإيرانية وانتشار الفقر، لا تزال طهران تلقي باللوم على العقوبات المفروضة عليها حين يتعلق الأمر بانتقاد سوء أسطولها الجوي، حيث تدعي طهران أن العقوبات الأميركية تمنعها من شراء طائرات جديدة أو حتى قطع للطائرات مما أدى إلى تدهور حال الأسطول الجوي الإيراني وكثرة الحوادث التي تتعرض لها الطائرات الايرانية، اذ تستمر إيران بتشغيل أقدم الطائرات في العالم على الإطلاق بمتوسط عمر 21 عاما للطائرة أما أكبر طائراتها "ايرباص" فتجاوز عمرها الـ38 عاما. وبحسب "تلغراف السفر العالمي" فإن إيران مسؤولة عن تحليق اثنين من أقدم 10 طائرات في العالم يبلغ عمر كل منها 40 عاما. كما تتعامل إيران بلا مبالاة كبرى مع معايير الأمان في أسطولها الجوي فطائرة "ايرمان اسيمان" التي تحطمت نهاية الأسبوع الماضي، وعمرها 24 عاما كانت قد طارت مؤخراً لأول مرة بعد سبع سنوات من محاولات إصلاحها كما كانت قد واجهتها مشاكل فنية أثناء الطيران قبل بضعة أسابيع من الحادثة وما تزال إيران تمتلك خمس طائرات من طراز الطائرة المحطمة أحدثها يرجع للعام 1993. هذا التدهور في سوء الأسطول الجوي الإيراني والذي رافقه رفض من إدارة ترمب تجاه صفقة بوينغ لإيران يعتبر مقدمة لمشكلات أكبر قد تتفشى في السنوات القادمة وتنتهي بعدم امتلاك إيران لأي طائرات قابلة للاستخدام خاصة أن الطائرات القديمة أصلاً تزداد قدماً مع السنوات في ظل عدم وجود أي حل يلوح في الأفق، ينبئ بقدرة إيران في أي وقت قريب على تجديد أسطولها الجوي.

مشاركة :