المشروعات الصغيرة إحدى الوسائل التي تساهم في دعم الاقتصاد الوطني وخلق فرص عمل متنوعة كما إنها فرصة عظيمة لتنمية الاستثمارات والدخول في محافظ المال الجريء، كما أن المشروعات الصغيرة بحد ذاتها مغامرة يمر أصحابها بأوقات محزنة وأخرى مفرحة ومع ذلك فإننا نجد أكثر الشباب والشابات الذين ينخرطون في بدء مشروعاتهم الصغيرة لدينا حديثوخبرة بل إن بعضهم عادة ما يردد نود أن نجرب حظنا، فبعض هؤلاء يدخل في مغامرة محفوفة المخاطر معتمدًا فقط على الحظ دون أي مقومات أخرى وعندما يفشل تجده يلوم حظه ولا يلوم نفسه لأنه لم يعد نفسه الإعداد الجيد لمثل هذه المغامرة. صاحب المشروع الصغيرة هومغامر من الدرجة الأولى فهولا يغامر فقط بماله بل وبوقته وجهده واسمه وطموحاته وآماله والبعض قد يغامر أيضًا بوظيفته التي كان يعمل فيها ويجني منها راتبًا (مضمونًا) في نهاية كل شهر بل وقد يغامر بمال غيره، ومع كل هذه التضحيات وفي كثير من الأحيان نجد البعض يخوض تلك المغامرة دون أن يحسب حسابًا لما يمكن أن يحدث ولا يبالي بعواقب الفشل إن وقعت بل لا يعمل على تأهيل وإعداد نفسه بشكل علمي لخوض هذا المجال. بداية المشروعات الصغيرة مغامرة تحفها العديد من المخاطر منها التصاريح الرسمية المطلوبة لإطلاق المشروع وفقًا لنوعيته وما يتبع تلك التصاريح من أحكام وتشريعات وقوانين وأنظمة وإجراءات يتم تطبيقها، كما يجب القيام بدراسة جدوى وبحوث تسويقية تتضمن حجم السوق والفئة المستهدفة والإمكانات المتوفرة والمنافسين الموجودين حاليا والمواصفات المطلوبة يضاف لذلك توفر التمويل المطلوب للمشروع والكوادر البشرية المؤهلة للعمل فيه والإجراءات المحاسبية الخاصة بإدارة السجلات المالية والقدرة على المتابعة ومواجهة التغييرات المحتملة في خطة المشروع وغيرها من الإجراءات التي قد تعترض صاحب المشروع عند البدء فيه. نحن نطلق عليها مسمى مشروعات صغيرة لكنها في حقيقتها هي مشروعات كبيرة وضخمة مقارنة بمؤهلات ومقومات من يبدأ بها كما إنها تتطلب مهارات وكفاءات مميزة وقدرات علمية ومحاسبية غير متوفرة لدى الجميع وقد أفاد أحد المختصين عن أكبر المخاطر التي تعترض هذا النوع من المشروعات الصغيرة والمتمثل في ضعف الكفاءة والخبرة الإدارية وتراكم الديون نتيجة ضعف المبيعات والتركيز على منتج واحد وعدم وجود القراءة الجيدة للسوق وارتفاع حجم المدينين والمخزون والسحب من الحساب الجاري للمشروع دون وجود أرباح، إضافة إلى ارتفاع المصروفات الثابتة. كلنا يعرف أهمية وحجم المشروعات الصغيرة ودورها في بناء الاقتصاد وقد حرصت العديد من الجهات على توفير بعض مقومات نجاح هذه المشروعات وفي مقدمتها (التمويل) ولكننا حتى الآن لم نتمكن من تأهيل هذا المغامر بالشكل المطلوب ليواجه تلك المخاطر التي استطاع العديد من الوافدين تجاوزها مما جعلهم يسيطرون على العديد من قطاعات المشروعات الصغيرة الحالية. Ibrahim.badawood@gmail.com
مشاركة :