تأتي الجنادرية في إطلالتِها المُشرقة كل عام تحمل في طياتها عَبق الماضي الأغر العريق وحاضرنا الزاهر المُشرق الوضّاء إن شاء الله. دشّن هذه التظاهرة الثقافية وهذا العُرس العالمي الكبير في دورتها (32) خادم الحرمين الشريفين ملك الحزم والعزم (حكيم العرب) سلمان بن عبدالعزيز، وسط حضور نخب كبيرة من ضيوف الدول من الأشقاء، والأصدقاء. وقد بدأت فعاليات النشاطات الثقافية، والأدبية الحوارية تحت قبة الحوار الهادف البنّاء في اليوم التالي وسط أجواء كرنفالية وزخم يفوح بعبق الخزامى، مما يُضفي على الاحتفالية وهذا العُرس الثقافي والملتقى الأخوي ألقاً ووهجاً. يُمثل هذا المهرجان مُنعطفاً وصورة صادقة وناطقة لتاريخ وتُراث المملكة، ويُظهر مدى تمسُك وتشبُث المواطن السعودي واعتزازه وفخره بدينه، ثم بقيادته وبهويته التي تضرب في أعماق الأرض، ويُعيد لنا تاريخ الآباء والأجداد الذي هو نبراس طريقنا إلى ما نصبو إليه بإذن الله. تكتمل صورة التراث في المملكة في قرية الجنادرية التي تجمع في أروقتها مختلف مُدن المملكة بكل حضاراتها وموروثاتها وثقافاتها العريقة فضلاً عن مشاركات بعض دول الخليج الشقيقة بكل ما يحملون من ثقافات وموروثات. زار ملك العزم والحزم (حكيم العرب) موقع مؤسسة محمد بن سلمان الخيرية «مسك الخيرية»، وهي مؤسسة غير ربحية، تكرس أهدافها لرعاية وتشجيع التعلم وتنمية مهارات القيادة لدى الشباب من أجل مستقبل أفضل للمملكة العربية السعودية، تركز المؤسسة على الاهتمام بالشباب وتوفر وسائل مُختلفة لرعاية وتمكين المواهب والطاقات الإبداعية، وخلق البُنية الصحية لنموها، والدفع بها لترى النور واغتنام الفُرص في مجالات العلوم والفنون الإنسانية. تأتي استضافة جمهورية الهند الصديقة، لاستعراض أهم ما تحظى به من ثقافات وقطاعات صناعية خفيفة وثقيلة، وتُعد الهند من الدول الصناعية الرائدة ذات جذب كبير، وهي أرض خصبة للاستثمار، وتتميز الهند في مجال التقنية والإلكترونيات. جاء تشريف ملك الحزم والعزم (حكيم العرب) سلمان بن عبدالعزيز لسباق الهجن الكبير بحضور عدد من الأمراء والشيوخ، والوزراء من دول مجلس التعاون الخليجي، ومشاركة شعبية ضخمة من مختلف مناطق المملكة ليُبرهن وبالحجة الدامغة على اللحمة الخليجية على المستويين الرسمي والشعبي، وما يربطنا من وشائج قُربى ونسيج اجتماعي وثيق بإخواننا في منطقة الخليج على مُختلف الصُعد، تؤكد هذه المشاركات في مُختلف مناطق ومحافظات المملكة ذلك التمازج الاجتماعي في العروض الشعبية التي صاحبت الاحتفالات، وتؤكد على ما يربط الشعب بقيادته الرشيدة. المهرجان الوطني والعُرس الثقافي الكبير العالمي يُعد نقطة وحلقة التقاء لا تنفصم عُراها.. إن هذه التظاهرة ينتظرها السعوديون سنوياً في مناطق المملكة، وفي المحافظات والهجر، لأنها لقاءات خير ومحبة، لتحاكي الأمم أننا أُمة وشعب واحد في هذا الخليج المعطاء والمُستقبل الواعد إن شاء الله، لأننا نملك إرثا حضاريا وثقافيا وتراثيا نفتخر به، تمتد جذوره في أعماق الأرض، ومُنذ العصور الماضية، الذي تكتنزه الجزيرة العربية، والذي يقودنا إلى الحاضر الزاهر، والتطلعات إلى مستقبل واعد دون النظر إلى الخلف، وأصبحنا في الصفوف الأولى، ولنا كلمتنا وحضورنا في المجتمع الدولي، ويُشار إلينا بالبنان. العمل على قدم وساق بتحقيق رؤية 2030 بفضل ما وفرته حكومتنا الرشيدة بقيادة الملك المُفدى (حكيم العرب)، والمتابعة الدؤوبة والنظرة الثاقبة من وليّ العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان الذي يسعى بكل ما أُوتي من قوة ورجاله المخلصون بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين لتحقيق الأهداف المرجوة.
مشاركة :