القنابل تفرض على سكان الغوطة العيش تحت الأرض

  • 2/23/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بيروت - بالنسبة لسكان الغوطة الشرقية في سوريا، فرضت خمسة أيام من القصف المكثف نمطا جديدا من الرعب في منطقة تعاني بالفعل من الحصار منذ سنوات. وتفرض الحرب الأهلية السورية منذ فترة طويلة إيقاعها على الحياة اليومية في الغوطة الشرقية أكبر منطقة خاضعة للمعارضة قرب العاصمة دمشق إذ تفصلها عن العالم الخارجي وتحد من وصول الوقود والكهرباء والغذاء والدواء إليها. ومنذ الأحد، تشهد المنطقة قصفا عنيفا بالصواريخ والطائرات تقول الحكومة إنه ضروري لوقف هجمات بقذائف المورتر على دمشق. يصل التحذير الأول في الغالب عبر الهواتف وهي متصلة بشبكة محلية متقطعة تقدم خدمات الجيل الثالث وتتصل بالعالم الخارجي عبر قمر صناعي. وتقول الرسائل إن طائرات تحلق في السماء. ويبقى أناس يراقبون الوضع على مشارف الجيب خاصة في الشمال قرب قاعدة الضمير الجوية ويتصلون بنظام التحذير الذي يديره الدفاع المدني. ويرسل النظام تحذيرات عبر تطبيقات للتراسل الفوري تنبه إلى أن الطائرات على بعد دقائق. ومعظم الناس في الملاجئ، وهي في الغالب أقبية بمنازل قائمة تحميها أكياس من الرمال. لكن الناس حفروا أيضا أقبية أخرى بين منازلهم أو في الأزقة الضيقة. ومن لا يجد يحتمي بأي مكان في الطابق الأرضي بمنزله. وقال بلال أبوصلاح "بالملجأ مطرح ما أنا جالس هلق، فيه بطارية 12 فولت بتضوي لمبة صغيرة. كل واحد بيجي بيجيب معو فرشته وبطانيته. ما في ماء جارية والدكاترة حذروا من الجرب والقمل". وقال إن أسرته تشترك في الملجأ مع سبع أسر أخرى مشيرا إلى أن المراحيض به بدائية والتهوية سيئة والرائحة لا تطاق. ويجلس الناس أو يرقدون على حشايا في الظلام في أغلب الأحوال. وفي ملاجئ أخرى تمكنت الأسر من تأسيس اتصالات ضعيفة بالانترنت. وبينما يحاول الناس النوم تبدأ القنابل في التساقط. خوف وخلال الأسبوع الجاري شهدت الفترة من الضحى وحتى منتصف الليل أسوأ قصف. وقال محمود في بلدة حمورية بالغوطة الشرقية "اتضرب بيتي يوم الاثنين". وكان داخل المنزل أسرته المؤلفة من تسعة أفراد بينهم أربعة أطفال. وكان هو بمنزل جيرانه. وأضاف "عشت معاناة اني شيلهم من تحت الردم. فقدت وعيي وصرت أصرخ. كل مرة كنت أسحب ولد كنت أفرح وأتأمل وأخاف على الباقين". ويباشر الدفاع المدني المعروف باسم الخوذ البيضاء عملية إنقاذ لرفع الحطام وانتشال المصابين ونقلهم إلى المستشفيات. وأعضاء الدفاع المدني هم أكثر الناس عرضة للهجمات نظرا لعملهم في العراء خلال أخطر الأوقات. وقال سراج الذي يعمل في الخوذ البيضاء "يتم استهداف الطاقم الإنساني والآليات. قتل أربعة من المتطوعين المدنيين في بداية الهجوم". وتنفي الحكومة السورية استهداف المدنيين وتتهم الخوذ البيضاء بفبركة تسجيلات فيديو عن عمليات الإنقاذ وبالعمل مع جماعات المعارضة المسلحة وهو ما ينفيه العاملون في الخوذ البيضاء. وقالت الأمم المتحدة إن المستشفيات جرى استهدافها عدة مرات هذا الأسبوع. وداخل المستشفيات يعاني المسعفون في ظل قلة المعدات وتقادم الأدوية. وقال أحد المتطوعين ويدعى خالد "ما عاد بقى عنا خيطان جراحية. تضررت سبع سيارات إسعاف خلال أربعة أيام ماضية. ما بقا عنا مخدر (ولا) مطهرات أو مضادات حيوية". وقال متطوع آخر اسمه محمد "وصل الطاقم الطبي إلى مستوى ضغط نفسي وجسدي لدرجة ما بقا فيهم يتحملوا". نشاط في الفجر يقل القصف عند منتصف الليل تقريبا. وقال مؤيد الحافي "الصبح بكير بيروحوا الناس على بيوتهم ليصلحوا الأضرار أو يجيبوا أغراض من بيوتهم المدمرة وأنا بروح بشوف عيلتي إذا بدهن شيء من برا". والمهام كثيرة. وقال محمود الذي يقطن في حمورية "الشباب بيظهروا لينضفوا الشوارع من الردم حتى تقدر سيارات الإسعاف تمرق. مستحيل نقدر نعمل هيك الصبح. والفجر هو الفترة التي تشهد أكبر نشاط في الشوارع حيث يحاول الناس إيجاد أي محال مفتوحة لا يزال يتبقى لديها أطعمة للبيع وهو أمر نادر. وقال الحافي "عيلتي عم تاكل أي شيء بيلاقوه بالبيت أو بالشارع". وتوجد أيضا مهمة أخرى يتم القيام بها بين منتصف الليل وشروق الشمس قبل قدوم الطائرات الحربية. وقال محمود "بندفن المتوفين الصبح بكير العيل (العائلات) بتطلع بالسرقة حتى ما تشوفهم طيارات الاستطلاع وتقصفهم".

مشاركة :