منذ بعثة رسول الله محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وآله – ودعوة القرآن الكريم من آمن به الى استخدام العقل، والحديث حولهما ما زال متواصلا.. ولقد كان لفلاسفة المسلمين ومجتهديهم الجهد الكبير في هذا الحقل حتى قيل: «ما حكم به العقل حكم به الشرع».. ولقد صدرت أخيراً دراسة أكاديمية من الدكتور عباس نيكزاد، وهو استاذ جامعي، تناول فيها رأي صدر الدين الشيرازي (ملا صدرا) حول هذا الموضوع. والملا صدرا هو أحد الفلاسفة الكبار، الذي جاء في القرن السادس عشر الميلادي وكتب عدة كتب قيمة من اهمها الكتاب الفلسفي الواسع الصيت «الاسفار الاربعة»، والذي جمع بين الفلسفة والعرفان، والذي كتب بالعربية.. ولقي الصدود في بداية حياته، فانزوى جانبا مكملا دراساته التي اثبتت مع الايام عمقها وغزارتها، وما زالت البحوث الجامعية الاكاديمية ودراسة الماجستير والدكتوراه تكتب حول فلسفته. وقد قام الفيلسوف الفرنسي هنري كوربين، المتوفى عام ١٩٧٨م، بترجمة العديد من آرائه الى الفرنسية، بعد ان ناقشها في مناظرات عديدة مع آية الله السيد محمد حسين الطبطبائي، مؤلف كتاب «الميزان في تفسير القرآن»، المعروف لأهل الاختصاص. ومن الجدير بالذكر ان هذه المناظرات قد طبعت بالفرنسية والعربية. كتاب «التوفيق بين العقل والدين» طبع بالعربية، وهو يتناول آراء العديد من فلاسفة المسلمين وعلمائهم، ابتداء بالملا صدرا والسيد محمد حسين الطبطبائي والشهيد مرتضى مطهري والشيخ مصباح يزدي والشيخ جوادي الآملي، وأنصح بقراءته للمختصين ولأهل الاهتمام ولطلبة الفلسفة. ويمتاز الباحث بانه لا يكتفي بعرض آراء الفلاسفة هؤلاء، بل يناقشها ويبين جوانب قوتها وضعفها باسلوب علمي راق. ويطلق على هؤلاء انهم ينتمون الى مدرسة «الحكمة المتعالية»، وهو الاسم الذي اشتهرت به فلسفة الملا صدرا في دراساته الالهية، ودور العقل في فهم الدين. عبدالمحسن يوسف جمال ajamal2@hotmail.com