ميدل إيست مونيتور : هجوم قطري «ساحر» على دول الحصار في مؤتمر ميونيخ

  • 2/24/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قال ثيمبيسا فاكود، الباحث بمركز الجزيرة للدراسات: إن صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد، حاز مكانة رفيعة حين أصبح أول رئيس دولة يلقي كلمة في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر ميونيخ للأمن، مشيراً إلى أن وضع سمو الأمير في جدول أعمال اليوم الأول للمؤتمر هو تأكيد على أهمية قطر ومكانتها. وأضاف الكاتب، في مقال نشره موقع «ميدل إيست مونيتور» البريطاني: إن مؤتمر ميونيخ للأمن هو إحدى المنصات السنوية المهمة للقادة السياسيين العالميين، لافتاً إلى أنه منذ إنشائها في عام 1963، وفرت مساحة للسياسيين وأصحاب المصلحة لمناقشة القضايا الملحّة في العالم في مجالات السياسة والدفاع والأمن.أشار الكاتب إلى أن أمير قطر تولى الحكم بعد تنازل غير مسبوق من قِبل الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في عام 2013، لافتاً إلى أن الفضل يرجع إلى الأمير الوالد في التحول السياسي والاقتصادي في قطر وإنشاء شبكة الجزيرة الإعلامية. وقال الكاتب: إن خطاب الشيخ تميم في المؤتمر كان موجهاً إلى حد كبير إلى الرد على ما وصفها بـ «تكتيكات البلطجة» للبلدان التي تحاصر قطر، وهي الإمارات ومصر والبحرين والمملكة العربية السعودية، مضيفاً أن «الحفاظ على السيادة وصنع القرار المستقل لبلدان مثل قطر يضمن التنمية المتسارعة». ولفت الكاتب إلى أن الحصار الذي فرضته هذه الدول على قطر منذ يونيو الماضي دفع الحكومة في الدوحة إلى إقامة تحالفات جديدة في أوروبا، مشيراً إلى أن السياسيين القطريين، بقيادة وزير الخارجية سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، شاركوا في «هجوم دبلوماسي» فعّال للغاية منذ بدء الحصار، تعزز من خلال سياسة خارجية طموحة وعملية تؤكد على تأييد حرية التعبير في المنطقة. وتابع الكاتب: «كما استخدمت قطر الدبلوماسية الرياضية لفتح مجتمعها للعالم، إضافة إلى فعالية الخطاب الرسمي. وقد دعت البلاد واستضافت عدداً من الفعاليات الرياضية الدولية، بما في ذلك بطولة قطر المفتوحة للتنس التي انتهت يوم الاثنين. وعلاوة على ذلك، ستكون استضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم في عام 2022 بمثابة دفعة دبلوماسية للدولة». وأوضح الكاتب أن هذه الأحداث وضعت قطر في موقف مختلف تماماً على صعيد السياسة العالمية، كما شجعت بعض التطورات السياسية والاقتصادية الإيجابية في البلد، وأدى تطوير البنية التحتية على نطاق واسع إلى خلق فرص عمل لآلاف العمال الأجانب والقطريين على حد سواء. ومضى في قوله: «الأحداث أيضاً مكنت الحكومة من التنظيم الذاتي عندما يتعلق الأمر بتنفيذ حقوق العمال؛ ولا تزال حقوق الإنسان بجميع أنواعها أمراً نادراً في المنطقة. وقد يساعد ذلك على تحويل قطر إلى نموذج ديمقراطي في الشرق الأوسط وجذب المزيد من الدعم الأوروبي للبلاد». ورأى الكاتب أنه من المهم منح حقوق متساوية لجميع سكان قطر وتوسيع الحقوق المتساوية للوافدين. وأوضح الكاتب أن الحصار الذي تقوده السعودية دفع دولة قطر إلى البحث عن تحالفات جديدة خارج الشرق الأوسط. ومع ذلك، دخلت البلاد أراضي سياسية جديدة في محاولة لضمان بقائها وسط الجيران المعادين. وفي حين يمكن القول بأن تصرفات حكومة قطر هي في صالح شعبها، فإن السياسة من الأعلى إلى الأسفل التي يشارك فيها الأوروبيون يجب أن تتم إدارتها بعناية. ولا يزال المجتمع المحافظ في قطر يعتبر أبناء المنطقة حلفاءهم بدلاً من الأوروبيين. واختتم الكاتب مقاله بالقول: «في الواقع، كثير من القطريين يفضّلون إصلاح الجدران بدلاً من بناء جدران جديدة. وفي هذه الأثناء، ستستمر بلا شك «الهجمة السحرية» التي يقودها أمير قطر، والتي تعززت بظهوره في مؤتمر الأمن في ميونيخ».;

مشاركة :