استلهم سعوديون فكرة مشروع سويدي يبيع علب الهواء، مطلقين مشروعهم ببيع الهواء أيضاً، ولكنه «هواء الطائف» المعبأ في أكياس بلاستيك مخلوطاً بالورد الطائفي، وعلب جمعت فيها قطرات المطر من سماء مدينة الطائف الساحرة، إضافة إلى تسويق مجموعة «غريبة» من البضائع الأخرى، عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي. ربما تصيب الدهشة كل من يطالع إعلان المجموعة عبر حسابهم في «إنستغرام»، إذ أصبح الهواء وقطرات المطر مصدر دخل جيد في أغرب تجارة - ربما - مرت على السعوديين، ففكرة تعبئة هواء الطائف في أكياس وبيعها بمبالغ لا تتجاوز 25 ريالاً، ربما تبدو فكرة مستبعدة، بل مستحيلة! ويسوق القائمون على هذا المشروع الفكرة عبر حسابهم، برسالة يسألون فيها «هل جو الطائف يعجبك؟ ولكنك لست من سكان هذه المدينة، لا تحمل هماً وجدنا لك الحل، سنبيع عليك هواء الطائف الجميل، والهدا بالتحديد، في مقابل مبلغ رمزي»، هذه الرسالة قد يظنها القارئ في المرة الأولى مزحة أو كذبة، لكن من خلال زيارة الحساب سيصدم من البضاعة المعروضة، ومن عدد الذين يرغبون في شراء هواء الطائف، ومطره، والذين تجاوزوا الـ10 آلاف مشترك. ولم يقتصر الحساب على بيع هواء الطائف ومياه الأمطار، بل بدأ التسويق لبيع «تراب الطائف النقي»، ما جعل كثيراً من المشتركين في الموقع يتساءلون عن جدية هذه التجارة، وسأل أحدهم: «هل هذه مزحة أم مقلب مضحك؟»، بينما حفز المشروع مجموعة من الشباب لإطلاق مشاريع مماثلة في مدن وقرى سعودية أخرى. «الحياة» تواصلت مع القائمين على هذا المشروع، للاستفسار عن جديتهم، وما إذا كان الأمر مجرد مزحة، أم هو مشروع جدِّي، بيد أن القائمين على الحساب لم يتجاوبوا، إلا أنه مع ذلك وجد معجبون كثر بهذه الفكرة، التي وصفها بعضهم بـ«الغريبة»، في حين أطلق عليها آخرون مسمى «المشروع المضحك». ولا تعد إقامة مثل هذا المشروع، وبالتحديد في الهدا المركز السياحي لمدينة الطائف الساحرة، مستحيلاً، كون هذا المعلم السياحي المهم يرتفع عن سطح البحر حوالى ألفي متر، وهي منطقة جبلية تكسو الخضرة جبالها الشامخة، وتشتهر بجاذبيتها السياحية، وخصوصاً جوها المعطر في فصل الشتاء، ويقصدها السائحون من داخل المملكة وخارجها. ويعتقد كثيرون أن هذا المشروع «لا يتعدى كونه مزحة طريفة، نجح فيها مؤسس هذا الحساب»، معللين بأن «طريقة العرض والأدوات البدائية المستخدمة توحي بأن المشروع غير جدِّي»، إضافة إلى تعليقات السخرية التي يمتلئ بها الحساب، ناهيك عن عدم وجود خط إنتاج واضح ولا وسائل تواصل، عدا الرسائل الخاصة داخل التطبيق، الأمر الذي يشير إلى أن بيع هواء الطائف لا يعدو كونه «مزحة». وفي السويد بلد ولادة هذه الفكرة الغريبة، يصطف آلاف المواطنين والسياح في طوابير طويلة من أجل شراء علبة صفراء تحوي «هواء السويد النقي»، بشعار «اشتر الهواء السويدي الطازج»، والمعبأ بطريقة آلية دقيقة، تمكن المشتري من استنشاق هواء السويد، وهو مغمض العينين ليشعر بأنه على أراضيها الساحرة، ولاقى هذا المشروع في بداياته موجة من الضحك والاستهزاء لغرابته، لكنه حقق نجاحاً لافتاً، ما جعل الباريسيين يطلقون المشروع ذاته ويبيعون «هواء باريس النقي». يبيع السويديون هواءهم في مكاتب خاصة في هيئة تنشيط السياحة، وأكشاك أمام السائحين، الذين يفدون إليها ويرجعون بهواء طازج، وأصبحت فيما بعد أشهر هدية يقدمها السائح لأهله وأصدقائه، ويحرص السويديون الراغبون في السفر بعيداً عن الوطن على اقتناء هذه العلب الصفراء، والذين يستنشقون محتواها ليذكرهم برائحة الوطن، ليتحول مسمى المشروع إلى «السويد في علبة».
مشاركة :