التنقيب عن الغاز يثير توتراً بين دول شرق المتوسط

  • 2/24/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

سفن حربية وتهديدات وصفقات بمليارات الدولارات... يحيي التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط آمالاً في تحوّل اقتصادي يمكن أن يقرّب بين دول هذه المنطقة، لكنه يثير في الوقت نفسه توتراً ويبرز خلافات كامنة بينما تتسابق هذه الدول على المطالبة بحصصها. قبالة سواحل جزيرة قبرص المقسّمة، اعترضت بوارج حربية تركية عمليات التنقيب التي تعتزم القيام بها مجموعة «إيني» الإيطالية ما أعاد إلى الواجهة خلافاً عمره عقود، وزج بمصر والاتحاد الأوروبي في القضية. في الوقت نفسه، تسعى الولايات المتحدة إلى التوسط بين إسرائيل ولبنان لحل خلافهما حول حدود بحرية تطمح بيروت إلى أن تنال بعد تسويتها حصة لها في الحقول البحرية. ورأى الباحث لدى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن يكوس تسافوس أن «ما نراه هو أن التوتر بين الدول ينتقل إلى مجال الطاقة». بدا الشهر الجاري وكأنه يحمل أخباراً سارة لقبرص، عندما أعلنت مجموعتا «إيني» الإيطالية و «توتال» الفرنسية العثور على مخزون إضافي ضخم من الغاز قبالة سواحلها الجنوبية. لكن، عندما توجهت سفينة تنقيب تابعة لـ «ايني» إلى المنطقة، اعترضتها بوارج حربية تركية بحجة أنها تقوم بمناورات حربية في المنطقة. وبعدما كان يُنظر إلى الغاز كحافز لإعادة توحيد هذه الجزيرة، يبدو أنه بات عقبة كبرى أمام استئناف محادثات السلام المتوقفة منذ العام الماضي. وطلبت نيقوسيا تدخل الاتحاد الأوروبي الذي ينظر إلى موارد المنطقة كمصدر طاقة بديل محتمل، ويحذر من أن محادثات السلام لن تُستأنف ما لم تحترم تركيا «الحقوق السيادية» لقبرص. ودخلت القاهرة التي تملك أكبر احتياطي للغاز في المنطقة، على الخط، على خلفية توقيعها اتفاق تطوير ضخم مع قبرص، ونشر الجيش المصري لقطات مصورة عدة لحاملة المروحيات «ميسترال» وغواصات وفرقاطات تقوم بتأمين حقل «ظهر»، الذي كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دشن نهاية الشهر الماضي المرحلة الأولى من إنتاجه، وتعول القاهرة عليه في سداد حاجتها من الغاز مع نهاية العام الجاري. كما أعلن الناطق باسم الجيش أول من أمس، عن تدريبات بين البحرية المصرية والفرنسية تهدف إلى تأمين «الأهداف الحيوية والاستراتيجية» في البحر المتوسط. وقال المحلل لدى «آي أتش أس ماركيت» أندرو نيف :»لا أعتقد أن تركيا تريد إثارة مواجهة، لكن لا يمكن في الوقت نفسه استبعاد ذلك نهائياً». وأضاف: «إذا توغلت إحدى سفن التنقيب بعيداً في المناطق البحرية المتنازع عليها، فربما تلجأ أنقرة مجدداً إلى ديبلوماسية البوارج الحربية دفاعاً عن مصالحها». أيضاً في شرق المتوسط، كانت إسرائيل أول من عثر على مخزون للغاز في أعماق البحر عام 2009. وأعلن رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو الإثنين الماضي عن توقيع اتفاق «تاريخي» لتصدير الغاز إلى مصر بقيمة 15 مليار دولار. لكن الرئيس المصري اعتبر أن الاتفاق بمثابة «إحراز هدف (..) على طريق أن تصبح بلاده مركزاً إقليمياً لتداول الطاقة»، كما ألمح إلى سحب البساط من تركيا. لكن الوضع مختلف إلى الشمال من إسرائيل. فقد وقع لبنان مطلع الشهر الجاري اتفاقه الأول للتنقيب عن الغاز مع كونسورسيوم إيطالي- فرنسي- روسي. ويشمل الاتفاق منطقة موضوع خلاف ضمن الحدود البحرية المتنازع عليها، تصر إسرائيل على أنها تابعة لها. وسط تصاعد الحرب الكلامية، على رغم محاولات واشنطن للوساطة. ويؤكد محللون أن أياً من الجانبين «ليس مستعداً لخوض حرب». وقال رئيس قسم تاريخ الشرق الأوسط في «جامعة تل أبيب» أيال زيسر: «لا أعتقد أن هناك أي مجال لحصول ذلك، لأن أحداً ليس مهتماً بالدخول في نزاع. إنها مسألة أموال: الجميع يمكن أن يخسر والكل يمكن أن يربح».

مشاركة :