صعّبوها الهلاليون..

  • 10/27/2014
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تقول النكتة القديمة: إن شابا مهووسا بالطيران صعد لقيادة طائرة مستعينا بكتاب تعليمي، ونجح في التحليق بها، وعندما همّ بالهبوط، وبحث في الصفحات التعليمية عن طريقة العودة إلى الأرض، وجد العبارة التالية: طريقة الهبوط ستكون في الجزء الثاني من هذا الكتاب التعليمي. فبقي الرجل معلقا في السماء، لا يمكن لمتابع أن يطلق عليه لقب طيار محترف. وربطا بالنكتة، فريق كرة قدم يستحوذ على الكرة في كل مكان في الملعب، النسبة تتجاوز الثلثين في مقابل الثلث، ولا يسجل، بل لا يفوز، وماذا بعد؟ ماذا فعلت بهذا الاستحواذ؟ ما هو التالي؟. لا أريد أن تستخدم القصة التالية في الإساءة لأحد، ولذلك سأذكرها دون أسماء. أحد اللاعبين المعروفين بصناعة النكتة في فريقه، واحد من الذين يوجدون المرح والفكاهة في المعسكرات بتعليقاته وصوره وحركاته. جاءهم مدرب جديد يعتمد في طريقته على الاستحواذ العالي، قال له اللاعب بعد شهر: طيب استحوذنا على الكرة، وبعدين ماذا نفعل في المقدمة؟ كيف سنهاجمهم ونصل إلى مرماهم ونسجل؟ رد المدرب: استحوذوا على الكرة وستفتح لكم مسارات في جسد الفريق المقابل. هزّ اللاعب رأسه موافقا مؤتمرا بأمر مدربه. .. في إحدى المباريات من دورينا، كانت نسبة الاستحواذ لفريقه 70 مقابل 30، والكرة في حوزتهم معظم الدقائق الـ 90، يتناقلونها من اليمين إلى الشمال، ومن كل نقطة إلى كل نقطة، لكنهم لا يصلون إلى مناطق الخطر لأن الفريق المقابل منكمش في مناطقه همه الأول حماية المرمى فقط، ولا تهمه الكرة أين تكون ما دامت لا تصل إلى مرماه. اللاعب الطُرفة اقترب من المدرب وقال بخبث ممزوج بالنكتة: "استحوذنا وبعدين، (ملينا) من الكورة كوتش، نرجعها لهم خلاص". .. وهذا ما حدث في مباراة ويسترن سيدني أمام الهلال، الأزرق فعل كل شيء ولم يهز الشباك، إذا لم يفعل أي شيء في النهاية، بينما المضيف لم يفعل شيئا غير أنه هز الشباك، هو فعل أهم شيء، بل كل شيء. في كل مباريات ويسترن التي فاز بها في دوري الأبطال الآسيوي لم تتجاوز نسبة استحواذه على الكرة الفريق المقابل، لم يصل إلى 49 في المائة، ورغم ذلك كان يفوز، لماذا؟ لأنه فريق يعرف كيف يصل إلى المرمى، ويحمي المرمى، فريق يعرف مدربه جيدا أنه لا يملك لاعبين يتناقلون الكرة برشاقة ومهارة، ولذلك تخلى عن الخوض في رهان خاسر، وذهب إلى الطريق التي تُمكنه من بلوغ الهدف. في الجهة الأخرى، أعتقد أن لاعبي الهلال لم يتعاملوا بفكر المحترفين في المبارة، وغلبت عليهم صفات الهواة ومغامراتهم. لم أشاهد فريقا يدير المباراة بقدر ما كان فريق يستجيب لصيحات المشجعين، ناهيك عن البطء الواضح في تفاعلات مدربه مع الأحداث. وهنا أعلق الجرس قبل مواجهة الرد، الهلال سمح للأستراليين بكتابة سيناريو نزال الرياض ومشاهده السوداء أكثر من البيضاء. صعّبها الأزرق على نفسه، وإن سار في الطريق ذاتها، ستكون النتيجة ذاتها. ------------ * نقلا عن (الاقتصادية) 27/10/2014

مشاركة :