قال أبو الطيب المتنبي :إذا أنت أكرمت الكريم ملكتهوإن أنت أكرمت اللئيم تمرداويقول المثل (الكحل في العين الرمدة خسارة) فقد استضافت منذ أيام الكويت مؤتمرا لإعادة إعمار العراق وساهمت بتبرع سخي مقداره ملياري دولار في الوقت الذي تشطب وزارة التربية والتعليم العراقية دولة الكويت من مناهجها فهي غير موجودة في المناهج التعليمية العراقية فقد تم طمس المكانة التاريخية والجغرافية لدولة الكويت في المناهج العراقية لجميع المراحل الدراسية .هذه القضية أثارها السيد وليد عبدالله الغانم وهناك رسالة بهذا الخصوص متداولة في وسائل التواصل الاجتماعي وهناك حالة من الاستغراب والدهشة حول تجاهل وزارة الخارجية الكويتية هذه القضية وعدم استدعاء السفير العراقي وتسليمه مذكرة احتجاج واستهجان حول المناهج العراقية التي لا تزال تثير الفتنة وتزرع الكراهية في قلوب وعقول الطلبة مما يكرس ثقافة تبعية الكويت للعراق وعودة الفرع إلى الأصل وهي التي كان حزب البعث العفن ونظام الطاغية المقبور صدام يفرضها على الشعب العراقي سواء في المناهج الدراسية أو عبر وسائل الإعلام وهذا السلوك للأسف مازال مستمرا إلى الآن .إن على الحكومة الكويتية ممثلة بوزارة الخارجية أن تتخذ إجراءات تأديبية ضد الحكومة العراقية وأقلها وقف المساعدات المادية وربطها بتعديل المناهج العراقية في المدارس وكشف الحقائق للأجيال العراقية التي لم تعاصر الغزو العراقي وتسمية الأشياء بمسمياتها وأن المعاناة التي يعيشها العراق اليوم هي نتيجة كارثة الغزو وأن المقبور صدام ارتكب جريمة لاتغتفر بحق الكويت والشعب العراقي يدفع ثمنها الآن وأن هناك شهداء كويتيين أعدمهم نظام الطاغية صدام الذي دمر الكويت وأحرق الحرث والنسل وفجر آبار البترول الكويتية والشعب الكويتي يتذكر كل سنة هذه الكارثة وهي محفورة في ذهنه ولن ينساها مهما تطورت وتحسنت العلاقات الكويتية العراقية فهناك تاريخ ينبغي أن يدرس للأجيال سواء الكويتية وكذلك العراقية حتى يكون بالإمكان فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدين.هناك أيضا دور مهم لأعضاء مجلس الأمة الذين يمثلون الشعب الكويتي أن يتقدموا بطلب جلسة خاصة لمناقشة هذه القضية وسكوت وزارة الخارجية الكويتية على تجاهل الحكومة العراقية لدولة الكويت وشطبها من المناهج العراقية وكذلك طمس كارثة الغزو العراقي الغاشم وكأن الحكومة العراقية تنشر وتؤيد نفس الثقافة التي كان ينشرها نظام المقبور صدام ولابد من التحقق من هذه المعلومة المتداولة في وسائل التواصل الاجتماعي وإن صحت فلابد من محاسبة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية على السكوت على هذه المهزلة بل تنظيم مؤتمر لإعادة إعمار العراق كأننا نكافئ الحكومة العراقية على ماتقوم به من طمس وشطبها الكويت من المناهج العراقية وهي قضية خطيرة لايمكن السكوت عليها .إن الكويت تمد يد العون للعراق وتتطلع إلى علاقات متميزة وفتح صفحة جديدة ونسيان جروح الماضي ولكن للأسف العراق يقابل الإحسان بالإساءة ويستخدم سياسة التقية فهو يظهر عكس مايبطن وكما يقول بيت الشعر (يعطيك من طرف اللسان حلاوة ويروغ منك كما يروغ الثعلب) . جاء في الحديث الشريف (لايلدغ المؤمن من جحر مرتين) وعلى حكومة الكويت أن تكون حذرة في التعامل مع النظام العراقي فهو امتداد للنظام البعثي العفن في جزئية الكويت فما زال هناك ثقافة موجودة في المناهج العراقية تطمس تاريخ الكويت وتعتبرها جزءا من العراق ولذلك ينبغي أن تتغير هذه الثقافة ولايكون ذلك إلا بتغيير المناهج العراقية واجتثاث الثقافة التي تثير الحقد والكراهية لدى الشعب العراقي للكويت تماما كما استطاع النظام العراقي الجديد اجتثاث حزب فكر وحزب البعث العفن وكل الأفكار التي كان يؤمن بها .بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني وعيد التحرير نتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى مقام صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله وولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد حفظه الله والشعب الكويتي الكريم ونسأل الله أن يرحم شهداء الكويت وأن يتم العثور على رفاة بقية الشهداء الذين لم يعثر عليهم إلى الآن وأن ينعم الله على الكويت بنعمة الأمن والأمان والاستقرار في ظل حكم أسرة الصباح الكريمة .أحمد بودستور
مشاركة :