دعا رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، إلى "أنسنة" مؤسساتنا الوطنية وشركاتنا وأجهزتنا الحكومية والأهلية، مؤكداً أن "المؤسسة التي ليس لها قلب نابض، قلب حي، يشعر ويتفاعل، ويؤثر ويتأثر، ما تلبث أن تصبح مؤسسة بيروقراطية مهما كانت دقة تنظيمها". وأوضح "أن هذه الآلية في (أنسنة) المؤسسة، وترويض أنساقها الإدارية، وتخليصها من شبح التوحش، وإضفاء الحس والمشاعر الإنسانية عليها، قد يبدو هامشياً بالنسبة للبعض ممّن يتوهمون أن قوة الصلاحيات وصلابة الأنظمة، وصرامة التطبيق كفيلة بتحقيق أفضل المنجزات لهذه المؤسسة أو تلك، وهذا تصور تنقصه الدقة والحقيقة؛ لأن الموظف حتى إن بذل لك أقصى جهده لخوفه من تلك الضوابط، فإنه لن يعطيك ما وراء جهده، وهو نفحات روحه وانطباعها عن ذلك العمل". وفي كتابه "الخيال الممكن" الذي يحظى بحالة حوارية جادة ومثيرة عبر وسائل التواصل، يدعو الأمير سلطان؛ المسؤولين في الأجهزة والمؤسسات التي تتقاطع علاقاتها ومصالحها، إلى "ارتداء عباءة واحدة هي عباءة الوطن، حتى إن كانوا يمثلون جهات متعددة"، مشيراً إلى أن ذلك يدفع إلى العمل بروح الفريق الواحد الذي يبحث عن المصلحة العامة. وكشف الأمير سلطان؛ عن لغز "العلم الأحمر" الذي يستخدم أحياناً بين أروقة هيئة السياحة والتراث قائلاً: "اختصاراً للمسافات بين المسؤولين كافة في الهيئة فيما بينهم، وصولاً الى المسؤول الأول، ولكيلا تتوقف دائرة العمل لأي سبب كان، تبنينا سياسة الباب المفتوح، وهي السياسة التي تنتهجها القيادة السياسية، حتى لا يكون هذا الباب المفتوح مدعاة لإهدار الوقت بلا فائدة أو صرفه في جزئيات غير مهمة على حساب ما هو أهم، جاءت فكرة تطبيق "العلم الأحمر" كتعبير مجازي أو رمزي يشير الى وجود مشكلة ما تستدعي استعانة المسؤول برئيس الهيئة، أو النائب المعني، أو مديره المباشر لاستعمال صلاحياته في حلها، وهي ليست أكثر من صيغة تنظيمية لفتح خطوط التواصل بين مجموعة العمل".
مشاركة :