رغم بدء سريان مشروع القرار الذي اتخذه مجلس الأمن بالإجماع مساء أول من أمس، لوقف القتال في سورية وإطلاق هدنة لمدة 30 يوما لإفساح المجال أمام المساعدات الإنسانية في المناطق المتضررة وأبرزها الغوطة الشرقية قرب العاصمة دمشق، واصل طيران النظام السوري قصفه أمس على الغوطة الشرقية، في وقت وثقت تقارير ميدانية سقوط ما لا يقل عن 500 قتيل وآلاف الجرحى في الغوطة، منذ الأسبوع الماضي. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن طيران النظام جدد قصفه على بلدات عدة في الغوطة، وأسفرت الهجمات عن مقتل 7 أشخاص، بينهم طفلان وإصابة العشرات بجروح. تداعيات دولية يأتي ذلك في وقت أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل محادثات هاتفية، أمس، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، للحض على تنفيذ القرار الأممي وخريطة الطريق السياسية المطلوبة لتحقيق سلام دائم في سورية، داعين إلى ضرورة احترام الهدنة الإنسانية وفتح المجال أمام المساعدات الطبية والإغاثية، في وقت أكدت فصائل المعارضة المسلحة احترامها للهدنة الأممية. من جانبها، صرحت إيران على لسان رئيس أركانها، الجنرال محمد باقري، قوله إن طهران والنظام السوري سيواصلان الهجمات على ضواحي دمشق، لكنهما «سيلتزمان بالقرار الأممي بوقف إطلاق النار، الأمر الذي عده مراقبون مراوغة وتناقضا إيرانيا واضحا في التصريحات العلنية من جهة، والتحرك الميداني من جهة أخرى». اشتباكات ميدانية قالت مصادر ميدانية، إن مناطق متفرقة شهدت اشتباكات عنيفة بين ميليشيات النظام وإيران من جهة، وفصائل المعارضة المسلحة من جهة أخرى، مشيرة إلى أن الاشتباكات تركزت في ريف دمشق، وأحياء الغوطة الشرقية. وأوضحت المصادر أن مواجهات عنيفة دارت بين الجانبين عند خطوط التماس في منطقة المرج التي تنقسم بين الأطراف المتصارعة، ما أسفر عن مقتل 13 عنصراً من قوات النظام مقابل 6 مقاتلين من «جيش الإسلام»، فيما تجددت الاشتباكات مع «فيلق الرحمن» في حي جوبر التابع للعاصمة دمشق.
مشاركة :