فصائل المعارضة السورية التي تسيطر على الغوطة الشرقية تتهم قوات النظام باستخدام غاز الكلور يوم أمس الأحد، والإدارة الصحية التابعة لها تعلن في بيان مقتل طفل وإصابة نحو 18 شخص بحالة اختناق. قالت الإدارة الصحية في منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة السورية في بيان إن أشخاصا عانوا من أعراض مماثلة لأعراض التعرض لغاز الكلور في منطقة الغوطة الشرقية التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة قرب دمشق يوم الأحد وإن طفلا واحدا لقي حتفه. وقال البيان إن الضحايا وقائدي سيارات الإسعاف وآخرين استنشقوا غاز الكلور بعد "انفجار هائل" في منطقة الشيفونية بالغوطة الشرقية، مشيرا إلى أن 18 شخصا على الأقل تلقوا علاجا بجلسات الأكسجين. ولم يصدر عن النظام السوري أي تعقيب إلى غاية اللحظة، غير أنه طالما نفى استخدام الأسلحة الكيماوية في الحرب التي ستدخل عامها الثامن قريبا. من جهتها، اتهمت وزارة الدفاع الروسية، التي تدعم نظام بشار الأسد في سوريا، مقاتلي المعارضة يوم الأحد بالإعداد لاستخدام مواد سامة في الغوطة الشرقية حتى يتهموا دمشق فيما بعد باستخدام أسلحة كيماوية. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن قادة مقاتلي المعارضة "يعدون لعمل استفزازي باستخدام مواد سامة بهدف اتهام القوات الحكومية باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد السكان المدنيين". في المقابل، أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتابع الحرب ومقره بريطانيا، مقتل طفل نتيجة الاختناق في الغوطة الشرقية لكن مديره قال لرويترز عبر الهاتف إنه لا يستطيع تأكيد استخدام الغاز السام. ونشر فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي يظهر فيما يبدو جثة طفل ملفوفة في كفن أزرق وبعض الرجال عراة الصدر والصبية يكافحون من أجل التقاط أنفاسهم وحمل بعضهم بخاخات للمساعدة على التنفس. ومنذ الأسبوع الماضي تشن قوات الأسد والميليشيات الموالية لها، هجوما شرسا على الغوطة الشرقية وهي آخر معقل كبير للمعارضة المسلحة قرب دمشق. وطالب مجلس الأمن الدولي يوم السبت بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوما في كل أنحاء سوريا. وقال المرصد إن قصف الغوطة الشرقية يوم الأحد كان أقل كثافة عن الأيام الماضية لكن 14 شخصا لاقوا حتفهم. وفي الأسابيع الأخيرة، اتهمت الولايات المتحدة سوريا باستخدام غاز الكلور كسلاح مرارا. وتعرضت منطقة الغوطة الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة لهجوم كيماوي كبير في 2013. وفي العام الماضي، خلص تحقيق مشترك للأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى أن النظام السوري يتحمل مسؤولية هجوم في الرابع من أبريل نيسان 2017 باستخدام غاز السارين المحظور في مدينة خان شيخون التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة مما أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص. وخلص تحقيق سابق إلى أن قوات النظام مسؤولة عن ثلاثة هجمات بغاز الكلور في عامي 2014 و2015 وأن متشددي تنظيم "الدولة الإسلامية" استخدموا غاز الخردل. ح.ز/ و.ب (أ.ف.ب / رويترز)
مشاركة :