نشر موقع "الجزيرة نت" تفاصيل ما يجرى مع وفد حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، خلال زيارته للقاهرة في أطول زيارة للحركة. وتحدثت وسائل إعلام ونشطاء فلسطينيين عن أن الوفد يتعرض لما يشبه "عملية احتجاز" من قبل السلطات المصرية. وكشفت مصادر داخل الوفد، وأخرى مطلعة على تفاصيل لقاءاته بالقاهرة، وحقيقة لقاء رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية بالقيادي المفصول من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) محمد دحلان. ويزور وفد برئاسة هنية العاصمة المصرية منذ التاسع من الشهر الجاري، وانضم للوفد قياديون وصلوا للقاهرة الأسبوع الماضي على دفعتين. ونفت المصادر ما نشرته وسائل إعلام فلسطينية ونشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي عن احتجاز الوفد من قبل المخابرات المصرية، وقال مصدر بالوفد "كل ما أشيع بالإعلام عن احتجاز الوفد، أو التعتيم الإعلامي عليه غير صحيح". وكان نشطاء فلسطينيون ذكروا أن الوفد يعيش وضعا مشابها لاحتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في السعودية، والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية في مصر أحمد شفيق في الإمارات. طالت جلسات قادة حماس في القاهرة. عيون كل خصوم الحركة مصوّبة نحو السلاح، بما في ذلك قيادة السلطة، وعيونها على حاجات الناس ورفض التخلي عن سلاحها. معادلة معقدة توقعناها منذ الحسم العسكري صيف العام 2007. يبقى أن الجميع يدير حساباته بالمياومة في ظل وضع المنطقة المعقد والمرتبك. — ياسر الزعاترة (@YZaatreh) 25 فبراير، 2018 كما أثار محللون وكتاب صحفيون فلسطينيون أسئلة عن طول مدة إقامة وفد حماس في القاهرة، وطالبوا قياداتها المجتمعة في مصر والخارج بالكشف عن حقيقة ما يجري في مصر. لكن المصدر -الذي شدد على عدم التطرق لهويته- قال للجزيرة نت إن الوفد التقى إعلاميين ونقابيين مصريين، معتبرا الحديث عن عملية احتجاز الوفد "غير صحيحة إطلاقا". وعن الأنباء عن منع المخابرات المصرية وفدا برئاسة هنية من مغادرة القاهرة لإجراء جولة خارجية، اكتفى المصدر في الوفد بالقول إن هنية لم يكن يخطط لجولة خارجية انطلاقا من القاهرة، وإن جدول أعماله تضمن لقاءات مع المسؤولين المصريين، وقيادات الحركة في القاهرة قبل العودة لقطاع غزة خلال الأيام المقبلة. غير أن مصدرا فلسطينيا من خارج الوفد قال للجزيرة نت إن هنية كان يخطط فعلا لجولة خارجية، لكن المسؤولين المصريين فضلوا أن يبقى في مصر، وأنهم سهلوا التحاق قيادات الحركة به وعقد اجتماعات المكتب السياسي لحماس في القاهرة. وعن سبب طول مدة الزيارة غير المسبوق بالنسبة لوفد من حماس، قالت المصادر إنه وإضافة إلى لقاءات الوفد مع وزير المخابرات المصرية، كانت هناك لقاءات داخلية لقيادة الحركة، حيث عقد المكتب السياسي عدة اجتماعات في القاهرة. وبحسب مصادر في الوفد، فإن مباحثاتهم مع المخابرات المصرية ركزت على ثلاثة عناوين: الأول الوضع الصعب والمتفاقم في غزة، وانعكاسه على كل مناحي الحياة المعيشية والصحية والتعليمية وغيرها، وضرورة التحرك العاجل لوقف المعاناة هناك، وضرورة فتح معبر رفح ليتمكن الناس من الحركة. وقال إنه تمت متابعة دخول البضائع والوقود للقطاع، حيث بدأت شاحنات البضائع والوقود الوصول إلى قطاع غزة من مصر، ولفت إلى أن الجانب المصري وعد بفتح معبر رفح فترات أطول في المرحلة المقبلة، وقالوا إن سبب إغلاق المعبر مرتين بعد إعلان فتحه يعود للتطورات الأمنية في سيناء. والعنوان الثاني، كان المصالحة وما تواجهه من عقبات، وكيفية إنجازها والتغلب على هذه العقبات، حيث جرى الاتفاق على خطوات لتسريع المصالحة. أما العنوان الثالث فيتعلق بالموضوع السياسي وصفقة القرن، ولم يفصح المصدر عما إذا كانت مصر قد كشفت عن أي تفاصيل للوفد عن الصفقة، لكنه قال إن حماس أكدت موقفها الرافض لأي حلول تنتقص من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. مصادر وفد حماس في القاهرة نفت بشدة عقد أي لقاء بين إسماعيل هنية ومحمد دحلان، حيث أكد مصدر في الوفد أن هنية أكد أنه لن يلتقي دحلان، وأن هذا الموقف لا ينسحب على اللقاءات مع قيادات تياره في القاهرة وغزة. وأضاف المصدر أيضا "اللقاء مع سمير المشهراوي ليس جديدا، وحماس تعتقد بأن تيار دحلان في غزة مكون أساسي داخل القطاع، لا سيما في حركة فتح في غزة". وتابع "تيار دحلان يطرح نفسه كشريك في تحمل المسؤولية بالقطاع، وهذا قاسم مشترك بيننا وبينهم ضمن الإطار الفلسطيني". الأمر ذاته أكدته مصادر أخرى للجزيرة نت، وقال إن حماس رفضت كل المحاولات المصرية لترتيب لقاء بين هنية ودحلان، وبحسب المصدر فإن سبب تحفظ حماس على لقاء دحلان بالتحديد يعود "لما يمثله دحلان من ارتباطات وأدوار عدائية تجاه كل من تركيا وقطر والتيار الإسلامي في المنطقة بشكل عام". لكن المصدر قال أيضا "حماس تعرف جيدا أن أغلبية حركة فتح في غزة تدين بالولاء لدحلان، وأن عددا كبيرا من نواب فتح عن قطاع غزة قياديون في تياره". وبالرغم من تعدد تطمينات وتصريحات قيادات حماس عما يجري في القاهرة، فإن محللين سياسيين فلسطينيين يرون أن الإجابات حتى الآن لا تزال غير مقنعة عن كل ما جرى مع الوفد في القاهرة بعد 16 يوما من وصول هنية لها.;
مشاركة :