إحالة مدّعي الجلوس مع النبيّ في أحد فنادق المدينة إلى هيئة التحقيق والادّعاء العام

  • 10/28/2014
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

صراحة متابعات : أكدت شرطة منطقة المدينة المنورة ضبط شخص ادّعى جلوسه، وتحدّثه مع الرسول صلى الله عليه وسلم في أحد فنادق المنطقة، وقال المتحدث الإعلامي لشرطة المنطقة العقيد فهد الغنام إن الشخص المذكور سلّم من قِبل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمنطقة إلى مركز شرطة أحد، وجارٍ إحالته إلى هيئة التحقيق والادّعاء العام. جاء ذلك بعد تداول عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي لمقطع فيديو، يعود لشخص يزعم فيه أمام مجموعة من الأشخاص أنه يرى النبي صلى الله عليه وسلم يقظة، ويتحدّث معه، ويبلغهم أنه جلس وتحدّث مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه كان معه في أحد الفنادق بالمدينة، وأنه يراه في كل مكان، ويزعم كذلك أنه يذهب ببعض الزوّار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويرونه، ويتحدّثون معه. وإلى ذلك وجّه الرئيس العام الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ بالتحرّي عن صحة المقطع المصوّر، والشخص الذي يظهر فيه، فيما أقر ذلك الشخص -بعد القبض عليه- بصحة ما ورد في المقطع من أقوال وأفعال منكرة، ونشره لهذه الخرافات، وتضليل الزوّار لمدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتمّت إحالته للجهات الأمنية لاستكمال ما يلزم لعرضه على الشرع المطهر ردعًا له ولأمثاله. أوضح بذلك المتحدّث الرسمي للرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقال إن ما قام به صاحب المقطع المصوّر يُعدُّ تضليلاً للناس عامةً، ولزوّار مدينة رسول صلى الله عليه وسلم خاصة، ومحاولة لإفساد عقائدهم بهذه الخرافات الادّعاءات المنكرة. وعلمت مصادر  أن المدّعي كان يعمل معلمًا في إحدى حلقات تحفيظ القرآن، وعمل أكثر من 20 سنة معلمًا في إحدى مدارس المدينة، ثم عمل مديرًا إلى أن تقاعد وقال الدكتور مسعود بن بشير المحمدي خطيب مسجد قباء وعضو هيئة التدريس بالمعهد العالي للأئمة والخطباء بجامعة طيبة: إن من خصائص الشريعة الإسلامية صفاءها وخلوها من الخرافة والأساطير، كما قال عليه الصلاة والسلام: (تركتكم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلاّ هالك). وبيّن ان الشريعة واضحة تجعل العقل البشري مذعنًا لحقائقها، بما فيها من خصاص ومحاسن، ونظرة إلى واقع الأمور والأشياء بمنظار الوسطية. وأضاف: «لمّا فتح المسلمون بلادًا شتّى، وامتزجت ثقافات تلك الحضارات بحضارة الإسلام، وانتشرت الترجمة لكتب ومصادر فكر، ومعتقدات تلك الحضارات انتقلت أفكار خاطئة ومعتقدات باطلة مبنية على الخرافة إلى بعض المسلمين وهم مشتغلون بجمع زخم تلك الحضارات، واندس قوم باسم تهذيب السلوك ودسوا من تلك الخرافات والترهات ما يرون أنهم يصلحون به سلوك المسلم، وما زال هذا حال الأمة رغم الجهود العلمية التي قام بها علماء الإسلام عبر القرون المتتالية.» واستطرد: «في هذه الديار المباركة نعيش نهضة علمية وثقافية لا يعكر صفوها ورقيها انحرافات أشخاص كانحراف ذلك الخرافي الذي تناقلت وسائل التواصل خبره حيث جمع عدد من الحجاج في فندق بالمدينة ليقنعهم بأكاذيب وخرافات نوقن أن الدين الإسلامي وعقيدته منها براء، وممّا قاله ذلك الخرافي، ادّعاؤه أنه جلس مع رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأن الرسول موجود في كل مكان، ويزعم أن فاطمة -رضي الله عنها- تلازم أمره طوال وجودها في المدينة، وأن ضعف محبة الإنسان للنبي عليه الصلاة والسلام هي التي تحرمه مشاهدة النبي عليه الصلاة والسلام عيانًا في اليقظة». وأكد الدكتور المحمدى بطلان ما زعمه صاحب هذا المقطع، وقال إن قوله عليه الصلاة والسلام: (من رآني في المنام فسيراني في اليقظة) هذا الحديث ورد بثلاثة ألفاظ، فسيراني في اليقظة فكأنما رآني في اليقظة، فقد رآني في اليقظة حيث فسر المحققون من أهل العلم الحديث بتفسيرات مشتهرة أحدها أنه على التشبيه والتمثيل، ودل عليه قوله في الرواية الأخرى فكأنما رآني في اليقظة. ثانيها أن معناها سيرى في اليقظة تأويلها بطريق الحقيقة أو التعبير، ثالثها أنه خاص بأهل عصره ممّن آمن به قبل أن يراه، رابعها أنه يراه يوم القيامة بمزيد خصوصية لا مطلق من يراه حينئذٍ ممّن لم يره في المنام. وبيّن أن ما زعمه هذا الخرافي من أن فاطمة -رضي الله عنها- معه إلى آخر ما افترى كذب صراح لا يقبله عقل سليم، ولا يؤيده أثر عن أحد من سلف الأمة، ولا يقره ذو علم، ولا يقبله ذو ثقافة مستنيرة بنور الكتاب والسنة، والمؤسف في الأمر أنه بلغني أن هذا المخرف كان معلمًا في مدارس تحفيظ القرآن بالمدينة، بل وتبوأ مناصب في مدارسها التابعة لوزارة التربية والتعليم. ودعا إلى إظهار أهمية ما تبذله وزارة الشؤون الإسلامية مشكورة في الديار السعودية من خلال دعاتها وأئمة المساجد والخطباء من نشر للمعتقد الصحيح وتوعية الحجيج، وتعريفهم بخطر الخرافة، وذلك بأسلوب حكيم سهل قريب إلى النفوس. وأكد أنه ينبغي على وزارة التربية والتعليم التمحيص في ما يلقى إلى الطلاب من بعض المعلمين، ولا يكتفى بتقرير موجه لا يدخل إلاّ حصة واحدة يسمع فيها جملاً من معلم ما، فلابد من إيجاد لجان متابعة فكرية وعقدية تتحرى وتنقب عن كل ذي فكر ضال أو صاحب منهج خرافي. وشدد على أنه ينبغي لوزارة الحج أن تشدد على حملات الحج بألاّ يستضيفوا أحدًا لوعظ الحجاج أو العمار إلاّ بموافقة ومتابعة من الجهات الرقابية المعنية، ولو اطلعت الوزارة على شيء من المخالفة فالواجب إنزال أشد العقوبات بالمسؤولين عن تلك الحملات، مشيرًَا إلى وجود نشاط دعوي داخل الفنادق يتخفى أصحابه به حتى على ملاك الفنادق بطرق ملتوية. ( المدينة )

مشاركة :