من يزر الكويت هذه الأيام يجد مظاهر الاحتفالات في كل مكان، فقد لبست الكويت أبهى حللها، وازدانت شوارعها بالزينات والأعلام، وأضاءت سماءها الأنوار والعروض الليزرية البهيجة، والأناشيد الوطنية تصدح في حب الوطن، في أجواء من الحماسة والفرحة، معبرة عن شعب يحب الحياة، ويعتز بتاريخه المجيد. تعيش الكويت أياماً متواصلة من البهجة في شهر فبراير كل عام، تتزامن فيها الاحتفالات بأعياد وطنية مجيدة: الذكرى الـ57 للاستقلال والذكرى الـ27 للتحرير، والذكرى الـ40 لانطلاق وبث النشيد الوطني لدولة الكويت (وطني الكويت سلمت للمجد… وعلى جبينك طالع السعد) والذكرى الـ12 لتولي صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم، إثر مبايعة إجماعية تاريخية من أعضاء السلطة التنفيذية ومجلس الأمة الكويتي. ومن يزر الكويت هذه الأيام يجد مظاهر الاحتفالات في كل مكان، فقد لبست الكويت أبهى حللها، وازدانت شوارعها بالزينات والأعلام، وأضاءت سماءها الأنوار والعروض الليزرية البهيجة، والأناشيد الوطنية تصدح في حب الوطن، في أجواء من الحماسة والفرحة، معبرة عن شعب يحب الحياة، ويعتز بتاريخه المجيد، وبوحدته الوطنية، ويفتخر بقيادته التي ضربت أروع الأمثلة في النهج الدبلوماسي الحكيم والمبادرات الإنسانية، التي استحق أن يكون أميرها قائداً للعمل الإنساني. تشارك دولة قطر، قيادة وحكومة وشعباً، وبكل محبة وإجلال واعتزاز، في هذه الاحتفالات كمناسبات غالية على قلوب القطريين، ففرح الكويتيين فرح لكل القطريين، انطلاقاً من علاقات أخوية تاريخية عميقة ومشرفة، تشكل نموذجاً خليجياً وعربياً للعلاقات بين قيادتين ودولتين وشعبين . وعندما نتناول هذه العلاقات إنما نتحدث عن تاريخ عميق التجذر للعلاقات الأخوية بين شعبين، هناك تاريخ مجيد للعلاقات السياسية المبنية على تشاورات واعية ومتبصرة لمصالح البلدين، بين حكام قطر والكويت، على مر التاريخ السياسي للخليج، تمتد جذورها إلى ما قبل حقبة النفط وإلى اليوم، وزادتها الأحداث والخطوب التي مرت على البلدين قوة ومتانة. وهناك العلاقات التجارية العريقة التي كانت قائمة على تجارة اللؤلؤ والصيد واقتصادات البحر، وهي علاقات قديمة نمت وتطورت مروراً بعصر النفط والغاز، وصولا إلى الحجم التجاري الضخم اليوم، ممثلاً في زيادة حجم الاستثمارات المشتركة في ميادين السياحة والخدمات وصناعات البتروكيماويات ومواد البناء والتموين وغيرها، وارتفاع عدد الشركات التجارية والعقارية والصناعية، وبخاصة في ظل استمرار الأزمة الخليجية وتصاعدها. لقد أصبحت الكويت، بالنسبة إلى قطر اليوم بعد حصار الأشقاء، بمثابة المتنفس الصحي السليم والضروري لقطر: سياسياً واقتصادياً وثقافياً وفنياً وسياحيا واجتماعياً وإعلامياً، فصارت مقصداً تجاريا مهماً لرجال الأعمال في قطر، هناك ما يشبه الطفرة في العلاقات التجارية والاستثمارية، وطبقاً لتصريح سعادة السفير الكويتي في قطر: حفيظ محمد العجمي، فإن الاستثمارات المشتركة بين البلدين فاقت الـ7 مليارات دولار في كل من القطاعين العام والخاص، وتوجد 140 شركة كويتية مملوكة بنسبة 100% لمستثمرين كويتيين، ويبلغ عدد الشركات القطرية الكويتية المشتركة في قطر 126 شركة، بإجمالي نحو 400 شركة كويتية قطرية مشتركة. كما تعد الكويت اليوم مقصداً سياحياً مفضلاً لدى العائلات القطرية والشعب القطري عامة، وكذلك فإن ما يجمع البلدين يتعدى العلاقات الاقتصادية إلى روابط النسيج الاجتماعي القوية والمكونة من تشابه العادات والتقاليد والثقافة الاجتماعية وعلاقات القرابة والمصاهرة والمصير الواحد والأمن المشترك في إطار مجلس التعاون. ختاماً: وإذا كانت قطر أسهمت في تخليص الكويت من القبضة الصدامية الغاشمة 1990، فإنها اليوم قيادة وحكومة وشعباً، تنظر بإجلال وإكبار واعتزاز إلى الموقف الكويتي الحكيم والنبيل من الأزمة، ولا يسعني في الختام إلا أن أبارك وأهنئ الكويت بأيامها الوطنية المجيدة، راجياً لها المزيد من الرخاء والتقدم في ظل قيادتها الحكيمة، سلمت الكويت وسلم أميرها، ودامت أفراحك يا كويت. * كاتب قطري
مشاركة :