أكدت الأمم المتحدة استمرار المعارك، أمس، في الغوطة الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة رغم «الهدنة الإنسانية» التي أعلنتها روسيا، فيما طالبت واشنطن موسكو بأن تستخدم «نفوذها» على النظام السوري لكي يوقف «فوراً» هجومه على الغوطة على الرغم من إصدار مجلس الأمن الدولي السبت قراراً بوقف فوري لإطلاق النار في سوريا لمدة شهر.وقال الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية جينس ليرك للصحفيين في جنيف «القتال مستمر هذا الصباح وفقاً للتقارير الواردة إلينا من الغوطة الشرقية»، مضيفاً أنه لا يزال من المبكر الحديث عن أي عمليات إغاثة للمدنيين في ظل تواصل الاشتباكات. وأوضح ليرك أن «الأمم المتحدة حشدت (جهودها) وهي مستعدة لدعم قوافل الإغاثة بشكل فوري لدخول عدة مناطق في الغوطة الشرقية لدى سماح الظروف بذلك». وأضاف «نحن جاهزون ولدينا خطط لإجلاء مئات الحالات الطبية في أقرب وقت ممكن». لكنه أكد «استحالة» سماح الأمم المتحدة في الوقت الحالي بإطلاق أي عمليات إغاثة للمدنيين في ظل استمرار المواجهات. وكان مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ذكر في بيان امس، أن التقارير أشارت إلى مقتل 30 شخصاً على الأقل، منهم نساء وأطفال، خلال اليومين الماضيين، كما أفادت أيضاً بقصف مخزن تابع للهلال الأحمر العربي السوري في دمشق الاثنين. وأضاف أنه ومنذ التاسع عشر من فبراير/ شباط تصاعدت الأعمال القتالية ما أسفر عن مقتل 500 شخص وإصابة 1500 بجراح في الغوطة الشرقية التي تضررت فيها 24 منشأة طبية نتيجة القصف والقذائف. وذكر أنه خلال الفترة نفسها أدت الهجمات على مدينة ومحافظة دمشق إلى مقتل 14 شخصاً وإصابة 214 بجراح.من جهته، أكد الناطق باسم منظمة الصحة العالمية طارق ياسرفيتش للصحفيين أن لدى وكالته اسماء ألف شخص بحاجة إلى الإجلاء من الغوطة الشرقية حيث تم تصنيف حالات 600 منهم بأنها «معتدلة أو شديدة» الخطورة.من جهة أخرى، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر نويرت، في بيان إن «النظام السوري وداعميه الروس والإيرانيين يواصلون الهجوم على الغوطة الشرقية، وهي ضاحية لدمشق مكتظة بالسكان، على الرغم من النداء الذي وجهه مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار». وأضافت أن «النظام يزعم انه يحارب إرهابيين ولكنه عوضاً عن ذلك يروّع مئات آلاف المدنيين بالغارات الجوية والقصف المدفعي والصاروخي وبهجوم بري يلوح في الأفق. إن استخدام النظام لغاز الكلور كسلاح لا يؤدي إلا إلى زيادة السكان المدنيين بؤساً». وأكدت نويرت أن «روسيا لديها النفوذ لوقف هذه العمليات العسكرية إن هي اختارت احترام التزاماتها المنصوص عليها في قرار وقف إطلاق النار الصادر عن مجلس الأمن الدولي»، مشددة على أن «الولايات المتحدة تدعو الى إنهاء العمليات الهجومية فوراً، والسماح بصورة عاجلة لفرق الإغاثة بمعالجة الجرحى وإيصال المساعدات الإنسانية إلى من هم في أمسّ الحاجة إليها». (وكالات)
مشاركة :