أحمد علي الحمادي تلتفت القلوب حولها محبة، مبتهجة،مباركة لها أيامها الوطنية المجيدة، ويتبارى الجميع في تقديم صدق الوداد، الدعاء والمحبة يوم عيدها.. كيف لا؟ وهي الكويت، أم العطاء وأرض السخاء وأهل الشيم.الخامس والعشرون من فبراير، يوم تتطلع فيه قلوب الخليجيين والعرب لدانة غالية من دانات الخليج العربي، إنه عيد استقلال الكويت الغالية على الجميع، وبالتالي فليس غريباً أن تجد الاحتفاء به في كل القلوب التي أحبت الكويت. والإمارات التي مشت مع شقيقتها الكويت درباً طويلاً، ضاربة جذوره في عمق الأخوة والجيرة والتاريخ والمصير المشترك كانت من أوائل من شاركوا الكويت وقادتها وشعبها أفراحهم المباركة في فبراير الجميل، الذي تزدان أيامه بأيام تحمل ذكرى البهجة ورائحة المجد. الكويت التي ومنذ القدم منحت العرب جميعاً كل محبتها، وإخلاصها ومساندتها التامة في السراء والضراء احتفلت قبل أيام بالذكرى السابعة والخمسين لعيدها الوطني، والذكرى السابعة والعشرين للتحرير، والذكرى الثانية عشرة لتولي أمير الإنسانية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم في التاسع والعشرين من يناير عام 2006. وحينما يسأل البعض عن سر هذا الحب الكويتي؟ فيمكنني أن أقول الكثير والكثير.. فالكويت السبّاقة علماً والرائدة ثقافة وانفتاحاً كانت أول من احتضن أبناء الخليج على مقاعد الدراسة، أو وفّرت لهم الأسباب الأولى لينهلوا من حروف العلم وأبجديات الكتابة، الكويت التي علمتنا أن نحب (الورق والقلم) هي من فتحت نوافذ عقولنا للمعرفة وقلوبنا للثقافة والفن والجمال. فما زالت ذاكرتنا ذهبية ثرية بشعراء الكويت كأحمد العدواني مؤلف النشيد الوطني الكويتي وفهد العسكر أحد رواد الشعر العربي وفائق عبدالجليل وعبداللطيف البناي، وبأغنيات الكويت وأصوات الراحلين والباقين مثل عائشة المرطة وعوض الدوخي وشادي الخليج وغريد الشاطئ وحسين جاسم وسناء الخراز وعبدالكريم عبدالقادر وصالح الحريبي ومصطفى أحمد وغيرهم من الفنانين الرائعين القديرين الذين ارتبطنا بأغانيهم والأوبريتات الوطنية التي أتحفونا بها في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي. ومسلسلات جمعت الكبار والصغار، الأسرة، الجيران، والفريج كله على «حبّابة» و«إلى أبي وأمي مع التحية» وروائع خالد النفيسي ومريم الغضبان وحياة الفهد وغانم الصالح وعبد الرحمن العقل وغيرهم، وهل ننسى «خالتي قماشة» وسحرها على الجميع... أم «بساط الفقر» الذي طالما حلقنا به حول العالم مع الراحل الكبير عبد الحسين عبد الرضا وسعاد عبد الله، أو «درب الزلق» أشهر مسلسل كويتي كوميدي أنتج عام 1977 والأشهر والأبرز خليجياً وعربياً على الإطلاق والذي جمع العمالقة الذين ذكرناهم سلفاً مع سعد الفرج وعلي المفيدي وعبد العزيز النمش. الكويت هي المسرح الخليجي الأول الذي كنّا ننتظره أول أيام العيد كما ننتظر العيدية والحلوى، وهنا لا ننسى المسرحي الكويتي الكبير الذي وضع اللبنة الأولى لبناء المسرح الإماراتي وهو الراحل صقر الرشود الذي توفّي في الإمارات عام 1978 إثر حادث مروري بمعية فناننا الراحل سلطان الشاعر الذي فقد بصره في الحادث.. الكويت هي مجلة «العربي» التي تربى وتثقف عبر صفحاتها الناصعة آلاف وآلاف من العرب، من المحيط إلى الخليج منذ عام 1958، والكويت هي الثقافة والأدب بقاماتها الكبيرة التي أثرت عالمنا العربي بالفكر التنويري وكان الأمل يحدوها بغدٍ عربي أفضل. الكويت أو وطن النهار بأبراجها الشهيرة الشاهقة المطلة على مياه خليجنا العربي منذ عام 1979 وبأسواقها العتيقة الممزوجة بعبق الماضي وأصالة الحاضر كالمباركية وسوقي الحريم والسلاح، حبها يسكن في كل بيت وفي كل قلب، وصباحها مشرق في عهد صباح «الخير» أمير القلوب والإنسانية والحكمة. الكويت التي فرضت محبتها بمواقفها المشرّفة الإنسانية للعرب جميعاً ولكل من احتاج يوماً السند والمعين، لم تنس وقوف الإمارات إلى جانبها في محنتها عام 1990 التي وبقيادة الأب المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، آزرت الكويت واحتوت أهلها الطيبين إبّان الاحتلال العراقي، وفتحت لهم القلوب قبل البيوت، مقدمة لهم المحبة والرعاية المزدانة بالكرم وصون الجميل. وما زالت الإمارات على عهدها بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة - حفظه الله ورعاه - محبة للكويت، مقدّرة مواقفها العربية الأصيلة بقيادة صباح الخير والإنسانية والعطاء.. راجية من المولى القدير أن يديم على الكويت وأرضها وسمائها وقيادتها وأهلها وحاضرها ومستقبلها السلام والأمان والازدهار والخير كلّه. Ahmed.alhammadi707@gmail.com
مشاركة :