إبداع بحريني خارج عن المألوف وحضور كبير للمطاعم الصغيرة والرواد

  • 3/1/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تشكل المهرجانات والفعاليات الترفيهية أحد أبرز ملامح المشهد السياحي اليوم في البحرين التي اتجهت نحو تعزيز القطاع السياحي بما ينسجم مع رؤية 2030، وجعل هذا القطاع أحد أبرز دعائم التنمية المستدامة. ويبرز مهرجان البحرين الدولي للأطعمة في نسخته الثالثة كواحدٍ من أهم المهرجانات الترفيهية الذي اتخذ مكانه على أجندة الفعاليات السنوية بعد أن نجح في أول نسخة منه في استقطاب نحو 25 ألف زائر ليرتفع هذا العدد في نسخته الثانية الى نحو 127 ألف زائر.إذ يمنح هذا المهرجان أصحاب المطاعم والمقاهي ومنافذ بيع المآكولات المتنوعة منصة لاستعراض مشاريعهم المحلية وترسيخ مكانة البحرين كمركز خليجي في فن الطهو والمآكولات. هذا العام يبرز الحضور البحريني بشكل لافت بين 88 مطعماً ومقهى متنوعاً ما بين مأكولات الشرق الأدنى والهندية والايطالية والايرانية والتركية وغيرها. ولعل اللافت بهذا الحضور هو العنصر النسائي والشباب البحريني على وجه الخصوص بعدما كان التعامل مع قطاع الأطعمة حكراً على الأجانب.«الأيام» التقت عدداً من المطاعم البحرينية المشاركة واستطلعت آراءهم حيال هذا المهرجان. أم علي: «المهرجان فرصة هامة للتعريف بمنتجاتنا»ترى عواطف الدوسري - التي تميزت بتقديم برامج طهو الأطباق الشعبية والخليجية على شاشة قناة البحرين - أن مهرجان البحرين الدولي للأطعمة يشكل فرصة كبيرة ومهمة بالنسبة للعاملين في مجالات الأطعمة والتعريف بأطباقهم، إذ يستفاد منه كمنصة لتسويق إنتاجهم لاسيما بالنسبة للبحرينيين الذين اتجهوا نحو مشاريع صغيرة مثل طبخ الأطعمة والولائم في البيوت. وهي واحدة منهم من خلال ركنها المعروف باسم «تراثي» للمأكولات الشعبية. تقول الدوسري «هذه المهرجانات مهمة جداً، وقد اعتدت على المشاركة في هذه المهرجانات كأحد أدوات التسويق الهامة بالنسبة لنا الى جانب أدوات الإعلام الاجتماعي مثل موقع (انستغرام) ـ لذلك أرى أهمية كبيرة لمثل هذه المهرجانات التي تفتح أمامنا فرصة لتعريف الناس بأطباقنا». شكل طهو الطعام بالنسبة لأم علي في البداية كهوايةٍ حاولت تشكيل أولى خطواتها عبر التعلم من الأم ومن ثم أم الزوج قبل أن تتجه نحو تطوير هذه الهواية عبر الاطلاع على المآكولات الشرقية المختلفة. وبنكهة بحرينية يشاطرها طيبة نساء البحرين لم تدعنا أم علي أن نغادر قبل تذوق «الخنفروش» مع قهوة بمذاقٍ خاص. تقول الدوسري «بدا طهو الطعام بالنسبة لي أقرب للهواية، كنت أتعلم من والدتي وبعد ذلك أصبحت زوجة وأمًّا، إلا أن الطبخ لم يكن فقط أحد المهام المنزلية بالنسبة لي بل هواية وشغف اتجهت لتطوير تجربتي نحو الخروج من إطار المآكولات الخليجية فقط». وتضيف «بالطبع هناك مناسبات وفترات يزداد الطلب على مآكولات وحلويات محددة، وهذا يحتم التنوع والإبداع في تقديم الأطباق تماشياً مع حجم الطلب على هذه الأطعمة». «ساندو».. إبداع يقف وراءه أربعة بحرينيين قرروا أن يخرجوا عن المألوف!ليس وحده العنصر النسائي من يتصدر الحضور البحريني في صنع الأطعمة في مهرجان البحرين الدولي للأطعمة اليوم، بل من يشاهد شاباً بحرينياً وهو يطهو اللحوم بطريقة مبتكرة يدرك أن قطاع صناعة الأطعمة قادر على جذب الشباب البحريني متى ما توفر الدعم والفرص المناسبة لخلق ما يعرف بالأعمال الصغيرة الذي تعتمد عليها اقتصاديات عدة في خلق فرص عمل داخل بلدانها. سلام بوحجي اتخذ من طهو الطعام هواية قبل أن يتخصص بها ويقرر أن يبتكر طريقته بطهو الطعام مستفيداً من خبرات مطاعم عالمية عدة. يقول بوحجي «يقف وراء مطعمنا الذي يعرف باسم (ساندو) وهي اختصار لكلمة (ساندويتش) فكرة لأربعة شباب بحرينيين قررنا أن نبتكر شيئاً جديداً ومميزاً بين الأطعمة، ما يميز طعامنا هو اللحوم التي تطهى لمدة 24 ساعة ثم يتم تعريضها لموقد الشوي ومن بعدها يتم تقطيعها لشرائح صغيرة جداً قبل أن يتم إضافة نكهات متعددة لها لتوضح في قطع خبز وتقدم للزبائن، وأهم ما في الأمر أن اللحوم التي يتذوقونها قد تم طبخها ليوم كامل». ويضيف «هذه الفكرة مستقاة من عدة مطابخ عالمية ومنها المطبخ الأمريكي والفرنسي وبلمسات بحرينية».يؤكد بوحجي أنه قد تم تأجيل افتتاح مطعمهم لحين انتهاء المهرجان الذين وجدوا فيه فرصة تسويقية مهمة لطرح أطعمتهم والتعريف بمطعمهم من خلال هذا المهرجان الذي يرى أن تنظيمه جيداً ويشكل فرصة للالتقاء بالزبون مباشرة.وعندما سألنا بوحجي حول تقبل الناس لمشاهدة شاب بحريني خلف طاولة المطبخ يعد الطعام أجاب «الناس هنا فخورون بنا، ويعجبون بتذوق طعامنا، كما أن طريقة طهو الطعام تجذبهم وتجعلهم يرغبون بشراء وجباتهم من مطعمنا». ويتابع «لقد أردنا منذ البداية ان يكون مطعمنا بحرينياً، 80% من الذين يعملون معنا هم بحرينيون، وما نحاول عمله هو تحفيز الشباب البحرينيين على العمل معنا، الشباب البحرينيون الذين يعملون يبدون متحمسين للعمل معي كوني بحرينياً ويشاهدوني أقوم بطهو الطعام وتنظيف المكان لجانبهم، يشعرون أننا فريق واحد».وعندما سألناه عن الدعم الذي يمكن أن يتلقاه الشباب البحريني ما اذا قرروا أن يؤسسوا عملاً صغيراً أجاب «بالطبع هناك دعم، معظم المعدات الموجودة لدينا حصلنا عليها بفعل دعم (تمكين) وكذلك دعم رواتب البحرينيين، ولولا هذا الدعم لما تمكنا من عمل هذا المشروع، وهذا يحتم أن نقدم الشكر على هذا الدعم الكبير، يخطئ من يعتقد أنه لا يوجد دعم عندما يتجه الشخص نحو فكرة تأسيس مشروع صغير، لكن عليه أن يتجه ويطلع على فرص دعمه وجدوى مشروعه».قبل أن نغادر «ساندو» التقينا أشخاصاً أوروبيين قصدوا مطعمه لتناول وجبة العشاء وسألناهم حول انطباعاهم عن الطعام ورؤيتهم شاباً بحرينياً يطهو لهم بنفسه، فأجابوا «الطعام أكثر من جيد، لقد سمعنا عن المكان وأردنا أن نجربه بأنفسنا، وبالتأكيد هذا عمل إبداعي ونحن سعداء أن نتذوق طبقاً خارجاً عن المألوف من صنع بحريني». عبدالرحمن: «المهرجان منصة تعريفية هامة واخترنا الطهو بالنتروجين كأسلوب ابتكاري غير متوفر في الخليج»وجد مشروع «نيترو بايتز» من مهرجان البحرين الدولي للأطعمة فرصة لتعريف الجمهور بمنتجاتهم والتي تعتمد على طهو الطعام بالنتروجين. يقول عبدالرحمن «هذه طريقة حديثة وغير متوفرة في الخليج، وهي التي تعتمد على التبريد، وقد وضعنا ثلاث أفكار سوف ننطلق من خلالها في السوق بعد أربعة شهور من الآن، وفي كل فعالية نقوم بالمشاركة للتعريف بهذا الأسلوب الابتكاري غير الحديث وغير المتوفر في منطقتنا». ويضيف «نحن ثلاثة شباب بحرينيين قررنا أن نستقطب فكرة الطهو بالنتروجين المستخدمة في دول أوروبية وفي الولايات المتحدة، بالطبع الأمر جديد بالنسبة للناس، لكن ما نريده هو تطوير الفكرة كي يعتاد الناس عليها ويصبحوا أكثر تقبلاً لها، هناك شركات عرضت الدعم ولكننا نحتاج أن نقدم أكثر من فكرة أمامهم كي يثقوا بجدوى الدعم». وحول المشاركة في مهرجان البحرين الدولي للأطعمة، قال عبدالرحمن «بالطبع هذا المهرحان بغاية الأهمية بالنسبة لنا كمنصة تعريفية نخرج للناس من خلالها، وهذا المهرجان بات يكتسب أهمية كبيرة، إذ يستقطب الزوار من دول مجاورة وكذلك الأجانب المقيمين في دول مجاورة، وهذا يشكل رصيداً تعريفياً هاماً بالنسبة لنا». سارة: «المهرجان فرصة كبيرة لعرض إبداع البحرينيين في مجال الأطعمة»عبارات شعبية خُطت على ألواح إعلانية داخل أروقة المهرجان مثل «حدي جوعان» و«دق عليه»، وغيرها من العبارات المرتطبة ذهنياً بالطعام، «جودي» هو اسم مطعم تملكه وتعمل فيه البحرينية سارة جمعة التي عملت لسنوات في قطاع البنوك قبل أن تتفرغ لهواياتها وتؤسس مشروعها الصغير الذي ابتكرت فيه عدة أطباق بالاعتماد على وصفاتها التي تتخذ من الطعام الصحي خطاً لها. تقول سارة «لقد تخصصت بالمأكولات الصحية وكذلك المأكولات الشرقية، وتمكنت من تطوير عملي لأصبح قادرة على تزويد الحفلات والمناسبات وكذلك وجبات صحية للموظفين ضمن عقود شهرية.ما يلفت الانتباه أن سارة هي من تعمل بيدها على طهو الطعام وليس الاعتماد على العاملات لديها. تقول سارة: «بالطبع عندما تقوم بالعمل بنفسك الأمر يختلف، لقد تركت عملي السابق واتجهت الى هذا المجال الذي أحببته وأردت العمل فيه وتأسيس مشروعي، وأشعر بمتعة كبيرة للقيام به، الطبخ عمل إبداعي، وقد حظيت بدعم أسرتي للاتجاه لهذا المجال».ترى سارة أن المشاركة في هذا المهرجان بغاية الأهمية إذ يشكل فرصة للالتقاء بالجمهور والتعريف بالمنتج، بالاضافة الى أن المهرجان بأجوائه العائلية والترفيهية وموقعه المتميز يشكل أسلوباً خارجاً عن المألوف ليس فقط للزوار الذين يرغبون بتناول الطعام فحسب، بل ايضا للمطاعم والمقاهي المشاركة.وعندما سألناها عن رأيها بالحضور البحريني اللافت كجهات مشاركة قالت «بصراحة أشعر بالانبهار، هناك عدة أفكار إبداعية ومنتجات تعكس مدى ذوق البحريني وحرصه على تطوير منتجه، وقد شكل المهرجان فرصة لعرض هذا الإبداع المتميز، وأشعر بالفخر كوني بحرينية مشاركة الى جانبهم في هذا المهرجان الدولي الذي نتطلع دوماً لتطوره كأحد أبرز الفعاليات السياحية والاجتماعية في البحرين».

مشاركة :