نجحت المرأة في الآونة الأخيرة أن تحتل مكانة كبيرة في إثبات قدرتها على تحمل المسئولية وتضرب كل القواعد العلمية بأن القدرات البدنية للرجال أعلى من النساء  وذلك بقدرتها على الجمع بين أكثر من عمل تربية أطفال وتحمل مسؤولية  إدارة منزل بالإضافة لحياتها العملية الخاصة بها .   ولكني أتوقف كثيرا عند مفهوم أشيع بين مجتمعاتنا العربية بالخطأ وهو "النساء ناقصات عقل ودين" خطأ كبير أن نترجم الشرع ونحرفه وفق شرقية البعض ...   فما هو ناقص المقصود به ركن من أركان الصوم للسيدات في توقيتات معينة ولا يقصد بها نقص في طاعتها ..   كما أنه يخطر في ذهني سؤال بصفة دائمة لماذا ينظر للمرأة القوية التي ترغب في الاستقلال في المجتمع الشرقي علي أنها تفعل جرمًا وينظر لقوتها إنها شخص جريء أو يخرج عن معايير المجتمع  ..   إلي متي سوف نخضع لنظرية شرقية البعض والسخريات المنتشرة علي مواقع  التواصل الاجتماعي للمرأة القوية أنها تأخذ الدور ...فهي فعلت ما عجز عنه الرجل فيجب دعمها .   ففي كثير من الأحيان يكون اختيار القوة والاستقلال ليس خيار المرأة لرغبتها في خروج عن المعايير فهناك من وجدت نفسها في وضع يحكم عليها بمسؤولية ما فقررت أن تواجه العالم لتعيش، ففي مثل هذه الحالة أيعقل أن تكون امرأة رغب العالم في أن يهزمها بقدراته  فأصبحت شخصا مسؤولا، أيحق لشرقيتك عزيزي أن تراه مجالا لسخرية أو أن تراها تأخذ مكانك فمن الممكن أن يكون مكانك بالنسبة لها بحثت عنه ولم تجده فقررت أن تواجه العالم بدورين  ١/دورها الفطري كامرأة . ٢/دورك المكتسب من العالم لها وهو ليس اختيارها    لا يجب أحبتي أن ننظر للأمور بمنطق العرف هذا من قديم الأزل لأن الزمن يتغير والأشخاص السابقين كانوا أكثر ثقافة ومسؤولية في النظر للأشياء فيجب أن نتقدم مع الاقتضاء بهم، وليس سلب حق وحرية واتهام بكسر أعراف ومعايير لمعتقدات زائلة ...   ولا يغيب عنا نوع آخر من قوة المرأة هو رغبتها في أن تلم شمل ولا تفرق أسرة فإن كانت في تلك الحالة امرأة بصورة ضعيفة كما يراه البعض صحيح لا تقوي، علي هذا حتي وإن كان معه شخص مسؤول..    فالتوازن أحبتي يصنع فقط المساواة ولكن يصنع أيضا عدل الحياة وتوثيق لتكريم الله للمرأة في كتابه العزيز وتوثيقا لتكريم المرأة فالإسلام ...   هي ليست مخلوقا ضعيفا فهي من ربت الدكتور والمهندس والصحفي وكل شخص ناجح قوي  وكل رجل قوي لا يمكن أن ينشأ بنجاحه هذا وقوته هذه  دون امرأة قوية أينما كانت هذه المرأة بأي صورة الأم الأخت الزوجة ...   نحن نحتاج لتغيير أعراف ومعتقدات كبيرة فليس كل عرف صحيح ولا محبب لأنه ليس قرآنا أو كتابا سماويا أنزل يجب التزامه  فهو قابل للتغيير باختلاف الزمن والأحداث والأشخاص ...   طوبي للرحماء أصحاب الفكر المتحضر