في الوقت الذي تجاوبت فيه المحكمة العليا الإسرائيلية مع طلب الحكومة بتجميد هدم بيوت غير شرعية في مستوطنة غير شرعية، قرب بيت لحم، استولت قوات الاحتلال، أمس الأربعاء، على 24 دونما من أراضي قرية بورين في منطقة نابلس، بهدف شق طريق استيطانية، كما أخطرت بهدم عشرات المنشآت السكنية في الجفتلك، وسط غور الأردن في الضفة الغربية.وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس، إن قوات الاحتلال قررت وضع يدها على 24 دونما من أراضي بورين، من منطقة المربعة، بهدف شق طريق استيطاني يصل إلى مستوطنة «براخا» شرقي القرية. وأضاف أن القرار يهدد عشرات الدونمات المزروعة بالاستيلاء عليها، ويشدد من الحصار على قرية بورين المحاطة بعدد من المستوطنات، مشيرا إلى أن القرار ينعكس على التمدد العمراني للقرية من مختلف الجوانب. كما وجهت قوات الاحتلال، إخطارات بهدم عدد من المنشآت السكنية، في قرية الجفتلك بالأغوار الوسطى. وأفاد رئيس مجلس قروي الجفتلك أحمد غوانمة، بأن سلطات الاحتلال أخطرت بهدم مبان سكنية وبراكيات، بحجة عدم الترخيص.وفي السياق، قررت المحكمة العليا الإسرائيلية، صباح أمس، التجاوب مع مطلب الحكومة وتأجيل هدم البؤرة الاستيطانية «نتيف هأفوت» (درب الآباء)، حتى منتصف شهر يونيو (حزيران) المقبل. وبهذا تراجعت عن قرار سابق لها بإزالة البؤرة الاستيطانية التي تضم 15 منزلا، لأن المستوطنين أقاموها على أراض فلسطينية بملكية خاصة، ضمن ما يعرف بتجمع مستوطنات غوش عصيون جنوبي مدينة بيت لحم.وقد رحب المستوطنون بهذا القرار الذي اعتبره رئيس حزب «البيت اليهودي»، وزير التعليم نفتالي بنيت، مكسبا لحزبه. وقال إن القرار يتيح للحكومة أن تستغل الفترة المقبلة لإقامة مستوطنة جديدة في المكان. وقال: «أنا أريد أن أشكر اليسار الإسرائيلي، فهو صاحب الفضل في هذا التطور. فقد اعترضوا على إقامة البؤرة الاستيطانية وتوجهوا إلى المحكمة، ما اضطرنا أن نبذل كل جهد ممكن لاتخاذ القرارات المناسبة في الحكومة لصدهم والتوجه لإيجاد حل يساهم ليس فقط في توسيع الاستيطان، بل أيضا في إضافة مستوطنة جديدة».المعروف أن قوات الاحتلال لا تكتفي بما تنفذه من مشاريع استيطان على الأرض بل تقوم بمعاقبة الفلسطينيين الذين يتصدون لسياستها هذه. فقد اعتقلت فجر أمس الأربعاء، 18 فلسطينياً، عقب حملة اقتحامات واسعة لمنازل المواطنين في الضفة الغربية المحتلة؛ قبل أن تقوم بنقلهم لجهات غير معلومة. وتبين أن بين المعتقلين الطفل أحمد عدنان الخضور (14 عاماً)، ووالده اللذين احتجا على هدم منزليهما في بلدة بيتونيا غربي مدينة رام الله، والمسن علي مصطفى الوحش (81 عاما)، الذي يهددون بهدم منزله في بلدة الخضر جنوبي بيت لحم.
مشاركة :