اشتباكات في ثاني أيام الهدنة وسكان الغوطة يرفضون مغادرتها

  • 3/1/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أنهت الخطة الروسية لوقف النار لساعات وإخراج المدنيين في الغوطة الشرقية يومها الثاني من دون نجاح يذكر، إذ اندلعت اشتباكات بين قوات النظام السوري ومقاتلي المعارضة على أطراف الغوطة، فيما لم يغادر أي مدني المنطقة. وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن القوات النظامية السورية حققت تقدماً أمس في اشتباكات مع مقاتلي المعارضة على الطرف الشرقي من معقل المعارضة المحاصَر. وأضاف مدير «المرصد» رامي عبدالرحمن أن الاشتباكات العنيفة مستمرة منذ منتصف ليل الثلثاء - الأربعاء عند أطراف الغوطة، موضحاً أن قوات النظام ووسط «قصف جوي ومدفعي عنيف على مناطق الاشتباك حققت تقدماً محدوداً في منطقتي حوش الظواهرة والشيفونية في شرق المنطقة المحاصرة. في المقابل، شهدت مناطق أخرى في الغوطة هدوءاً خلال ساعات الليل قبل أن يتجدد القصف الجوي صباحاً مستهدفاً مناطق عدة من بينها مدينة دوما، إلا أن القصف الجوي والمدفعي توقف مع بدء سريان الهدنة. ويُفترض أن تطبق الهدنة يومياً في التوقيت ذاته على أن يُفتَح خلالها «ممر إنساني» عند معبر الوافدين، الواقع شمال شرق مدينة دوما لخروج المدنيين لكنّ أحداً منهم لم يغادر الغوطة لليوم الثاني. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن بيان لجنرال في الجيش الروسي قوله إنه لم يتمكن أي مدني من مغادرة الغوطة اليوم(أمس) «نتيجة القصف الذي تشنه المعارضة»، كما اتهم الإعلام السوري الرسمي الفصائل المعارضة باستهداف معبر الوافدين بالقذائف، ما نفاه حمزة بيرقدار الناطق العسكري باسم «جيش الإسلام»، أبرز فصائل الغوطة. ونقل التلفزيون الرسمي أمس بثاً مباشراً من معبر الوافدين الذي بدا خالياً من حركة المدنيين سوى من بضع سيارات إسعاف، مجدداً اتهامه الفصائل المعارضة بمنع خروج المدنيين. وقال محمد أبو المجد (60 سنة) أحد سكان دوما: «لا أحد يخرج من أهالي الغوطة، نرفض هذا الأمر»، مضيفاً: «في حال خرجنا، أين يذهب الشباب؟ يأخذونهم إلى الجيش لقتال الشعب. وشعبنا يقتل شعبنا». وسأل: «ماذا تعني هدنة للساعة الثانية؟ تعني أن بعد الثانية يعود قصف الطيران ويزداد القتل». واعتبرت الناطقة باسم اللجنة الدولية لـ «الصليب الأحمر في سورية» إنجي صدقي، أنه «من الصعب أن يستخدم أي مدني ممرات العبور إذا لم تكن هناك ضمانات كافية»، مضيفةً «أن أسرة مؤلفة من أم وأطفال لن تخاطر بحياتها إذا لم يكن لديها ضمانات السلامة اللازمة». ولفتت إلى «خوف لدى المدنيين بسبب عدم وجود توافق بين الأطراف»، مؤكدةً أن الحل لا يقتصر على إخراج الحالات الحرجة من الغوطة «وإنما أيضاً بإدخال مساعدات طبية مناسبة ليتم علاجهم في أماكنهم». وأسفت لأن «خمس ساعات غير كافية لإيصال المساعدات»، مضيفةً: «نحن نحتاج الى ساعات طويلة من التحضير والانتقال من نقطة إلى أخرى وتفريغ المساعدات». وكانت «اللجنة» طلبت في وقت سابق السماح لها بالدخول الى الغوطة للمساعدة في علاج الجرحى. ووق مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، فإن أكثر من 700 شخص في حاجة إلى إخلاء طبي من الغوطة. إلى ذلك، طغى مشهد الدمار على شوارع مدينة دوما، التي خرج إليها بعض الأشخاص مستغلين الهدوء، فيما واصل عمال الإغاثة عملهم في البحث عن ضحايا تحت الأنقاض. وكان اليوم الأول من الهدنة شهد انتهاكات عدة، اذ قُتل مدنيان جراء قصف لقوات النظام. واستبقت الفصائل المعارضة في الغوطة، وبينها «جيش الإسلام» و «فيلق الرحمن»، إعلان الهدنة الروسي برفضها أي «تهجير للمدنيين أو ترحيلهم». وأبدت في الوقت ذاته استعدادها لإخلاء مقاتلي «هيئة تحرير الشام» مع أفراد عائلاتهم من الغوطة، بعد 15 يوماً من دخول وقف النار الذي أعلنه مجلس الأمن حيز التنفيذ الفعلي. ومنذ بدء التصعيد العسكري في الغوطة في 18 شباط (فبراير) الماضي، وثق «المرصد» مقتل حوالى 590 مدنياً ربعهم من الأطفال، ما أثار تنديدات واسعة من المجتمع الدولي والمنظمات الدولية. وطلب قرار مجلس الأمن من «كل الأطراف وقف الأعمال الحربية من دون تأخير لمدة 30 يوماً متتالية على الأقل في سورية، من أجل هدنة إنسانية دائمة» لإفساح المجال أمام «توصيل المساعدات الإنسانية في شكل منتظم وإجلاء طبي للمرضى».

مشاركة :