كانت قرارات مساء ما قبل البارحة بمثابة الاستكمال الدائم لمنهج الإصلاح، والخطوات الثقيلة نحو التفاؤل بمستقبل السعودية على مختلف الأصعدة. التغيير دوماً يمثل مساحة من التفاؤل والشعور بأن القادم دوماً سيكون أجمل وأكمل، التغيير والحراك الدائم إشارة لافتة إلى أن مشوار العمل لن ينتهي وأن قدراتنا الوطنية ستساهم بين حين وآخر في مسيرة العطاء، ومتابعة المواطن المتعطشة والمستمرة لكل أمر ملكي تؤكد أنه متحمس لكل رؤية مستقبلية وتدوير مفيد وانطلاقة قوية نحو القادم من الأيام وضوء وطنه. يسير دوماً وطننا بهدوء وثبات، رغم ما يبثه الآخرون الحاقدون من أن أدنى حركة ستهزه وتربكه، الآخرون يظنون ويقولون ويكتبون ويحدثون الصراخ والجلبة، ينثرون من الحكايات ما أمكنهم ويصوغون الجمل المعلبة، لكنهم في آخر المطاف يقفون بصمت أمام ثقل هذا الوطن وقدرته على الحضور في أي وقت بالمثير والشجاع. قرارات المساء الفائت تؤكد أن القيادة السعودية الحديثة ومع كل حركة تغيير تضخ لمنظومة العطاء والعمل ما يكفي من الدماء الشابة، وتشرح بشفافية أنيقة أن رغبتها في التجديد والتطوير مستمرة وأنها أكبر من كل التحديات. يحب وطننا الكبير أن يكون دوما في الموعد وعند الحدث وبموازاة المشاريع الوطنية الكبرى للمضي نحو مستقبل منتظر، يمضي ويحدث التغيير والتطوير والتدوير والتجديد بمواصفات ثلاث طاحنة وطاعنة: «السرعة، الثقة، الهدوء». وتضيع من بعد هذه الثلاث السمان الأماني الخائبة للحديث الفارغ أو محاولة تمييع أن الغد أجمل. جوانب كثيرة شملها مساء التغيير وحزمة القرارات الملكية، وكانت وزارة الدفاع ذات الجانب الأكثر جذباً للأنظار وعيون الاهتمام لا سيما ونحن نعلم أن المخاطر المحدقة بمنطقتنا ووطننا تتطلب المبادرة ورفع مستوى كل المقدرات المادية والبشريةـ ومن ثم كان هذا الجانب يفصح عن إعادة صياغة حقيقة وصارمة لمنظومة دفاعنا بغية تحول عسكري رفيع المستوى. تجديد الدماء والرؤية المتألقة التي تطالع للسماء تقوداننا إلى مستقبل ثري بكل شيء، دعم الأمكنة بالكفاءات والشمول في التطوير وبناء مؤسسات الدولة بشكل متجدد يجعلنا لا نقول سوى أننا بالفعل نسير بخير والى خير نحو السعودية الجديدة في الرؤية والطموح والمستقبل. الأوامر الملكية الجديدة هي امتداد للنهج الراسخ والعميق المبني على الحرص على ان نكون أقوى وأكمل وأكثر تنوعاً وتطوراً وإثراءً وأعظم قدرة على مواجهة التحديات والإيمان بأن المستقبل مزيج من الصبر والنفع، وللحق فرسالة ما وراء هذه الأوامر رسالة تستحق من المواطن ان يتباهى بهذا الوطن الذي يمضي شجاعاً طموحا في آن واحد، عابراً نحو الإصلاح في كل أوجهه ومجالاته ومؤكداً أن المستقبل- مرة ثانية وثالثة- مستقبل ثري من دون شك وطموحات هذا الوطن الكبير لن تتوقف ولا حدود لها سوى السماء.
مشاركة :