نسرين حجاج تكتب: مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة 2018

  • 3/1/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

نُقش على المعابد الفرعونية تاريخ المرأة المصرية القديمة كيف كانت المرأة الحاكمة حتشبسوت وكليوباترا وغيرهن من سيدات تربعنا على عرش مصر القديمة .وجود مهرجان لأفلام المرأة فى أحضان المحافظة الجميلة أسوان لهو المهرجان المناسب فى المكان المناسب فتحية للقائمين على الإختيار لأن المرأة فى أسوان كما علمت من الرجال الأسوانيين لها شأن عظيم فى أسرتها .هذه السنة كانت الدورة الثانية فى عمر المهرجان والتى أهدت إلى المرأة الجزائرية المناضلة جميلة بوحيرد كرمز للمرأة المكافحة .وتصادف وجود المهرجان فى دورته الثانية مع وجود أول وزير ثقافة إمرأة وإنه لحدث جلل أن حقبة الثقافة تتولاها إمرأة مسؤولة عن ثقافة مصر الدكتورة إيناس عبدالدايم .والتى ذكرتنا فى كلمتها بأن هذه الدورة تتزامن مع ختام عام المرأة الذى أطلقه السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى لتمكين المرأة المصرية .فيلم الإفتتاح "البحث عن أم كلثوم إخراج شيرين نشاط وشوزا عزارى والبطوله ياسمين رئيس له رؤية خاصة فهو فيلم يعالج محنة المخرجة الإيرانية التى تعيش فى المنفى وتعانى من فلسفة إثبات الوجود فى عالم من الرجال وتدور أحداثه حول هذا الصراع الداخلى والخارجى فالقهر التى تعانيه أثر على طريقة تناولها وإنهائها للفيلم التى تخرجه وهو عن حياة وفن سيدة الغناء العربى "أم كلثوم" وكانت تريد أن تجعل أم كلثوم برؤيتها الخاصة حتى لو لعبت فى أحداث حياتها لتخرج بالنهاية التى تريدها .ومن الأفلام المؤثرة التى عرضت خلال المهرجان فيلم "مستكة وريحان" سيناريو وإخراج دينا عبدالسلام تمثيل عزيزة فاضل وعلى درويش وماجد عبدالرازق وتدور أحداثه حول الأرملة مستكة المسلمة ذات السبعين سنة فى نفس العمارة التى يقطنها ريحان الأرمل المسيحى الذى يبلغ من العمر سبعة وستين سنة ولأن أولادهما نادرا ما يقومون بزيارتهم فقد تأقلم الجاران مقاومة الملل والعزلة بطرقهم الخاصة وقد نال هذا الفيلم جائزة فى المهرجان .مجموعة الافلام المختارة مابين متوسط وأقل من المتوسط ولكن هناك أفلام جاءت بفكره جديدة مما زاد من التشويق لرؤية باقى الأفلام .وجاء فيلم الختام "بلاش تبوسنى" إخراج أحمد عامر تمثيل ياسمين رئيس ومحمد مهران وسوسن بدر بفكرة جديدة وهو تناول تاريخ البوس فى السينما المصرية ومحاكاته مع العادات والتقاليد فى المجتمع من خلال الأحداث التى تدور حول المخرج "تامر" الذى يتعرض لصدمة عند تصوير فيلمه الأول بسبب انسحاب بطلة الفيلم "فجر" أثناء التصوير وقرارها اعتزال التمثيل وارتدائها الحجاب بعد مشهدها الأخير فى الفيلم الذى يتخلله قبلة تعد محورية فى الأحداث ووسط ضغوطات من المنتج الذى يخاف على أمواله والصحافة التى تنشر أخبار اعتزال الفنانة "فجر" يكتئب "تامر" لأنه لا يعرف كيف ينهى فيلمه.دانى جلوفر كان هو المفاجأة الحقيقية لى فى هذا المهرجان فلم أتصور يوما أن هناك ممثلاً أمريكيًا بهذا الكم من التسامح والأخلاق العالية الراقية والتواضع أمام الكبير والصغير وأمام الكاميرات وخلفها ويخرج معنا بدون حراسة ويتكلم وهادئ الطباع ويتصور مع الجميع ولا يتذمر من كثرة الصور بل ويلعب مع الأطفال بالشارع ويظهر كم الحب والتسامح فى صوره .على النقيض تمامًا من المناضلة جميلة بوحيرد التى كانت تتنقل بما لا يقل عن خمس من أفراد الحرس لشركة الأمن الخاصة "فالكون" .سألت أصدقاء جزائريون هل تتحرك جميلة بوحيرد بهذا الكم من الحرس فى الجزائر وهل هى مستهدفة إلى الآن..فأجابوا بالنفى وقالوا بالعكس هى تخرج وتدخل بمفردها وليست مستهدفة وتعيش بأمان والحمدلله ثم قالوا أنتم المصريين "صراحة مبالغين فى هذا الشأن"، فلم أتخيل أننا مبالغين بالفعل حتى استرجعت ما حدث من جميلة ومن تأمينها ومن عصبيتها وتذمرها معظم الوقت خارج حدود الكاميرات مع من يطلبون التقاط الصور معها أو لمطالبها الشخصية وأنا كنت من هؤلاء وبرفضها انسحبت على الفور ولم أكررها للعجرفة التى سمعتها فى نبرة صوتها ولكنها عند الختام وأمام الكاميرات تصورت مع الجميع وأظهرت الود أمام الكاميرات المطالبة للتصوير معها .فبرؤيتى الشخصية ما فعلته الفنانة المصرية العظيمة "ماجدة الصباحى" ودورها فى فيلم جميلة خلد اسم وكفاح جميلة برغم وجود الكثيرات من المناضلات فى هذه الحقبة التاريخية فى تاريخ نضال الجزائر وهذا ما علمته من صديقاتى الجزائريات أن الجزائر مليئة بالمناضلات أمثال جميلة بوحيرد فى نفس توقيت كفاحها .إلا أن دور الفيلم وأداء ماجده ودور إذاعة "صوت العرب" فى ذلك الوقت كان هم السبب الأول فى معرفة العالم بقضية جميلة لأننا لا نعرف جميلة الحقيقية إننا نعرف جميلة التى كانت بالسيناريو ، وحتى لا أكون مبالغة فسأتكلم عن نفسى .سأقول بأن حبى لجميلة طوال هذه السنوات والذى ولد من فيلم ماجده وحافظت عليه طوال هذه السنوات ، جاءت جميلة الحقيقية لتهدمه فى أسبوع فكانت أمام عدسات الكاميرات شئ وبالكواليس خارج نطاق الميديا شيء آخر ولمن سيقول نعذرها لسنها الكبير. نعم سأعذرها، ولكن سأفتخر بالقديرة ماجدة الصباحى التى تعاملنا جميعًا بعيدًا عن الكاميرات والميديا بمنتهى الحب والدفء وبصوتها الهادئ الحنون وهى من هى وهى بنفس سن جميلة بوحيرد تقريبًا.فتحيّة منى أيها المناضلة والفنانة القديرة "ماجدة الصباحى".تنظيم المهرجان تنظيم المهرجان هذه الدورة شابه بعض من عدم الالتزام بالمواعيد وعدم احترام للضيوف فى مواقيت الندوات.الطامة الكبرىعند عودتنا للقاهرة تم تركنا بالأوتيل ولم يحترمنا ويقدرنا فرد واحد من إدارة المهرجان وكنا أربعة أفراد أستاذة ماجدة خيرالله الكاتبة والناقدة وهى بقدرها وقيمتها وأيضًا هى كانت من ضمن لجنة تحكيم المهرجانا.إسماعيل مراد المخرجا.مشيره من شركة توزيع أفلاموانا نسرين حجاجوبعد التواصل لأكثر من نصف ساعة مع مسئول التحركات فى المهرجان وقولنا وقال انتهى الموضوع بمكالمته قال لنا: "تعالوا إنتم وأجروا عربية واحنا هندفعلكم" .نزلت علينا هذه الجملة كالمطرقة على رؤوسنا جميعا لأنها مهينة لأشخاصنا كمهنيين هل نحن ننتظر توفير المال فانتظرناكم..بل إنه الاحترام والالتزام فنحن ضيوف المهرجان واحتراما للبروتوكول المتبع يأتى أتوبيس المهرجان بوقت كافى ليأخذ الضيوف ويذهب بهم للمطار ويتم تيسير كل شئ لهم .وصممنا على أن ندفع نحن المال للسائق من "نقودنا الخاصة" والا نتكلم مع المنظمين فى هذا الشأن بعد إهانتنا بهذه الطريقة .فلو تم إخبارنا أن على الجميع التوجه للمطار كنا توجهنا جميعا ولكن أن يتم تجميع البعض وترك البعض ثم يقولون إنتظرونا ثم يتم تأخيرنا قبل الطائرة بساعه والطريق يأخذ نصف ساعه للمطار فهذا غير مقبول وأعتقد بل أكاد أجزم أن هذا التصرف لو حدث مع أحد قيادات الوزارة أو مع أحد الضيوف من الفنانين لكان هناك شأن اخر .ولولا أننا تصرفنا واستأجرنا "عربة خاصة" لتحمل "شنطنا" جميعا وتأخذنا للمطار وبعلاقاتنا كلمنا مسؤولين لأننا تأخرنا على موعدنا بالمطار والحمد لله دخلنا وتم التعامل معنا بمنتهى الإحترام وكان بانتظارنا العميد خالد الذى ساعدنا فشكرا له ولكل من ساعدنا بمطار أسوان.. وشكرا لإدارة المهرجان التى تركتنا بالنهاية لمجرد أن المهرجان إنتهى .وشكر واجب للخلوقة الوزيرة د.إيناس عبدالدايم التى تفاعلت مع رسالتى لها على الواتساب على الفور وقالت ماذا تحتاجون سألبيه على الفور وبرغم أن المهرجان لا يتبع الوزارة إلا بالرعاية فقط إلا أنها أبدت الاستعداد للتدخل الفورى .كنت أتمنى الا أبوح بهذه الكلمات ولكن لتفادى ذلك فى دوراتهم التالية وأيضا لأننى صريحة ولا أجامل أحدافأذكر السلبيات لنتعلم من أخطائنا وأذكر الإيجابيات لنعطى الحق لأصحابه وهناك من إمتدح وهلل للمهرجان فكان لزاما على أن أحترم قلمى والمهنة التى أنتمى إليها برغم ان صراحتى ستزعج الكثيرون وفقهم الله للقادم .شكرا:للمجهود المبذول من إدارة المهرجان وبرغم الصغرات التى ذكرتها إلا أننى لا أنكر أبدا المجهود فهناك مجهود واضح من اختيارهم للجان المشاهدة مرورا بالندوات الرائعة مثل ندوة المرأة فى سينما يوسف شاهين والتى أدارها المخرج والمنتج شريف مندور وفى هذه الندوة ذكرت د. سامية حبيب الدور الخالد الذى لعبته الفنانة القديرة ماجدة ودور إذاعة صوت العرب فى تعريف العالم بقضية المناضلة جميلة بوحيرد وكنت اتمنى من إدارة المهرجان دعوتها فيتم تكريم جميلة المصرية وجميلة الجزائرية ولكن هذه وجهة نظرهم التى احترمناها.أيضا ندوة المساهمة النسائية العربية المتصاعدة فى مستقبل السينما العربية والذى قدمها ا. إبراهيم العريس الناقد والباحث السينمائى وكانت ثرية جدا وكانت المداخلات أكثر من رائعة فهو متعاطف مع قضايا المرأة وأب لبنات فكانت مشاركته مثمرة جدا، ومنتدى نوت لقضايا المرأة وما تخلله من ندوات وورش مؤثرة فى الحضور .على هامش المهرجان سأذكر المؤتمر الصحفى الذى عقد للإعلان عن تأسيس إتحاد المهرجانات السينمائية المصرية أسوة بالإتحاد المغربى .شارك فى المؤتمر من أعضاء اللجنة التأسيسية المخرج عمر عبدالعزيز رئيس إتحاد النقابات الفنية ورئيس اللجنة العليا للمهرجانات المصرية ود.خالد عبدالجليل مستشار وزير الثقافة لشؤون السينما ورئيس المركز القومى للسينما والمخرج مسعد فودة نقيب السينمائيين ورئيس اتحاد الفنانيين العرب والناقد الأمير أباظة رئيس مهرجان الإسكندرية والسيناريست محمد عبدالخالق رئيس مهرجان أسوان الدولى لأفلام المرأة والكاتب الصحفى حسن أبوالعلا مدير المهرجان والناقدة ماجدة موريس عضو مجلس إدارة مؤسسة نون للثقافة والفنون المنظمة لمهرجان شرم الشيخ السينمائي ومرفت عمر المدير الفني لمهرجان الإسكندرية السينمائي والكاتب الصحفي محمد قناوي المتحدث الرسمي باسم اللجنة التنسيقية..ويهدف اتحاد المهرجانات المصرية إلى:- إعتبار الاتحاد مشارك أساسي في تنظيم المهرجانات السينمائية المصرية على الصعيدين المحلي ، والدولي - المساهمة في تأسيس تنظيم المهرجانات السينمائية الدولية وخلق حالة من التواصل القوي والمؤثر مع اجهزة الدولة من وزارات ومحافظات والاجهزة التنفيذية والدفاع عن مصالح المهرجانات لدي جميع أجهزة الدولة - إرساء سبل التعاون والتنسيق بين منظمي المهرجانات المصرية - تبادل الخبرات والتنسيق بين منظمي المهرجانات - خلق حوار مع المؤسسات الداعمة للمهرجانات ،من أجل تحقيق أكبر استفادة ودعم للمهرجانات المشاركة فى الاتحاد - فتح سبل الحوار والتشاور مع مختلف الفاعلين فى الحقل السينمائى داخل وخارج مصر- توثيق تجارب المهرجانات الدولية السينمائية ونشر إصدارات ومنشورات- الحرص على سمعة ومصداقية المهرجانات المشاركة في الاتحاد - خلق شراكات مع مهرجانات على الصعيد الدولى والعربىوإنتهى العرس الثقافى بإيجابياته وسلبياته ونتمنى أن يكون القادم أقوى وأن تحل الثقافة المصرية بثوب جديد يليق بكلمة "تحيا مصر"وأخيراً وكلمة لكل مسؤول :يجب أن نهتم بالضيوف الأجانب وأيضا الضيوف المصريين وأيضا الكبير والصغير فالاحترام لا يتجزأ ولا تفرقة عنصرية بالثقافة ، فالثقافة تتضمن المعارف والعقائد والفنون والأخلاق والقوانين والعادات فهى الرقى الذى نستظل بظله جميعا .

مشاركة :