مباراة العراق والسعودية تفتح أبواب عودة العلاقات الودية

  • 3/3/2018
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

قال الشاعر ابن الدمينة :قد يجمع الله الشتيتين بعدمايظنان كل الظن أن لا تلاقياهناك عبارة للفيلسوف الألماني غوته تقول (بالآمال الحلوة يصبح الفراق عيدا) فقد تحققت الآمال وتحول اليوم الذي أقيمت فيه المباراة التاريخية بين المنتخب العراقي والمنتخب السعودي على إستاد مدينة البصرة في المدينة الرياضية رلى عيد في العراق فقد كان الحضور كثيفا وصل إلى أكثر من 60 ألف مشجع ناهيك عن عشرات الآلاف كانت تتابع المباراة خارج الاستاد.كان هناك شوق عند الشعب العراقي لرؤية المنتخب السعودي لأن آخر مباراة بين المنتخبين كانت في سنة 1979 يعني قبل 40 عاما وقد كان الحضور من جميع المحافظات العراقية وهو مايؤكد أن الخلافات السياسية بين الأنظمة لاتنعكس على الشعوب وهو كشفت عنه المباراة حيث كان هناك ترحيب شعبي عراقي بالمنتخب السعودي رغم فوز المنتخب العراقي ومعنى ذلك أن الهدف ليس الفوز والخسارة ولكن الهدف من المباراة هو التواصل واللقاء بين الشعبين .الرياضة غالبا ما تكسر الحواجز السياسية وقد ترتب على هذه المباراة نتائج كثيرة فقد وافقت عدة دول عربية وكذلك أجنبية لأن تلعب منتخباتها في العراق وهو المدخل لإلغاء القرار الذي أصدرته الفيفا بمنع المنتخب العراقي باللعب في العراق نظرا لأن هناك مخاطر أمنية ولكن بعد نجاح مباراة المنتخب العراقي والسعودي تغيرت نظرة وفكرة الفيفا عن الوضع الأمني في العراق.أيضا هذا الترحيب الشعبي العراقي بالمنتخب السعودي يؤكد أن الشعب العراقي يرفض السيطرة والهيمنة الإيرانية وهو يريد أن يعود العراق إلى الحضن الخليجي والعربي والمتضرر الوحيد من هذه المباراة هو النظام الإيراني.إن المتوقع أن تشهد العلاقات السعودية العراقية انفراجا كبيرا بعد هذه المباراة فقد كان الاستقبال الرأئع للشعب العراقي للمنتخب السعودي دافعا قويا لتطوير العلاقات بين البلدين ولذلك نقول إن مباراة لكرة القدم قد تحقق نتائج أكثر إيجابية من المؤتمرات والاجتماعات السياسية .هناك حاجة للتواصل مع الشعب العراقي كرويا وليس من خلال مؤتمر إعادة إعمار العراق الذي لايلمس ولايعبر عن نبض الشارع ولذلك نأمل أن يكون هناك لقاء كروي بين منتخب الكويت والمنتخب العراقي في استاد البصرة وهي حتما سوف تحقق نتائج أفضل من المؤتمرات السياسية وقد تكون مدخلا للتقارب بين الشعوب فهناك رغبة في عودة العلاقات الودية مع الشعب العراقي فهناك علاقات عائلية ونسب واجتماعية بين الشعبين ولكن نظام الطاغية المقبور صدام هو من دمر هذه العلاقة ولذلك ينبغي على الحكومة العراقية أن تبادر إلى إزالة الرواسب النفسية التي ترتبت على الغزو العراقي وأن تنسف المناهج الدراسية القديمة وتفتح صفحة جديدة والأكيد أن الشعب العراقي تعب من الحروب والخلافات وهو يريد أن يتواصل مع محيطه الخليجي والعربي وغالبية الشعب العراقي ترفض السيطرة والهيمنة الإيرانية .إن من يتحمل مسؤولية ما حدث أثناء الغزو العراقي للكويت هو النظام العراقي البائد وقد تمت محاكمته وإعدام رموزه وفي مقدمتهم الطاغية المقبور صدام ولذلك نأمل أن تعود العلاقات إلى سابق عهدها عندما كان الكويتيون يقضون العطلة الأسبوعية في البصرة فهي قريبة جدا وتستغرق ساعتين فقط ولم تكن في ذلك الوقت التنظيمات الإرهابية والسيارات المفخخة والأحزمة الناسفة التي هي ماركة مسجلة باسم التنظيمات الإرهابية مثل كلاب النار داعش والقاعدة وكذلك المليشيات الشيعية فهذا الفكر المتطرف الإرهابي سواء شيعي أو سني هو من دمر العلاقات بين الشعوب فقد كان الأمن مفقودا في العراق منذ الحرب العراقية الإيرانية التي بدأت في سنة 1980 وبعدها اجتياح الكويت وحرب التحرير وبعد ذلك حرب تحرير العراق والإطاحة بنظام الطاغية المقبور صدام وانتشار الإرهاب وطبعا لاتزال هناك فلول لتنظيم داعش في العراق والتي نأمل أن تقضى على الإرهاب نهائيا ويعود السلام للعراق حتى تعود السياحة للعراق ويعود السواح الكويتيين والخليجيين إلى البصرة وبغداد ومختلف المدن العراقية الجميلة.نأمل أن تكون مباراة المنتخب العراقي والسعودي هي فاتحة خير وبداية صفحة جديدة في العلاقات بين الشعب العراقي وبقية الشعوب الخليجية وعودة العراق للحضن الخليجي والعربي رغم رفض النظام الإيراني ولكن إرادة الشعوب أقوى كثيرا من إرادة الأنظمة.أحمد بودستور

مشاركة :