بحضور سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أبوظبي الرياضي، انطلقت أمس منافسات بطولة العالم للجوجيتسو للشباب والناشئين بدورتها التاسعة، التي تقام لأول مرة على الإطلاق في دولة الإمارات وفي القارة الآسيوية عموماً، وتستضيف نزالاتها صالة «مبادلة أرينا» على مدى ثلاثة أيام.توّج سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان خلال الجولة الافتتاحية للبطولة، الفائزين الذين ظفروا باسم دولة الإمارات بصدارة الترتيب العام للدول على مستوى البطولة في يومها الأول وفي سابقة عالمية تعتبر الأولى من نوعها، حيث حاز منتخبنا الوطني على 31 ميدالية ملونة (9 ذهبيات، و7 فضيات، و15 برونزية) مسطرين بنتائجهم بطولات المجد، ولافتين للأنظار بحماستهم وجاهزيتهم وتقنياتهم العالية التي كانت ثمرة للجهود المكثفة خلال المعسكرات التدريبية، والتجهيزات التي قدمها المدربون والفرق الفنية لتعزيز مستويات اللاعبين ودعمهم.وتعتبر بطولة العالم للشباب والناشئين واحدة من أقوى المنافسات العالمية على مستوى رياضة الجوجيتسو ضمن أجندة الاتحاد الدولي للجوجيتسو حيث شهدت المنافسات، نزالات بين فئتي الناشئين تحت 18 سنة، والشباب تحت 21 سنة.من جهة أخرى، أكد سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أبوظبي الرياضي، أن الدعم السخي والاهتمام الكبيرين اللذين يقدمهما صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يثمران عن نجاحات كبيرة ومنجزات تنموية لمسيرة الرياضة والرياضيين، مما كان له الدور الرئيسي والبارز لوصول أبوظبي إلى هذه المكانة العالمية المتميزة التي أهّلتها لاستضافة حدث دولي مهم مثل بطولة العالم للجوجيتسو للشباب والناشئين والذي جاء ليشكل إضافة جديدة لأجندة الفعاليات الرياضية في أبوظبي.وأشار سموه إلى أن أبوظبي رسخت حضورها كوجهة لمختلف الرياضات العالمية، واليوم باتت عاصمة رسمية لمجتمع الجوجيتسو بعد انتقال مقر الاتحاد الدولي للجوجيتسو إلى موطنه الجديد في أبوظبي، مما يعزز خطط استضافة مختلف الفعاليات الرياضية العالمية الداعمة لترسيخ التطورات الرياضية.وأشاد سموه بالمستوى المشرّف الذي قدمه لاعبو المنتخب الوطني، والقدرات الواعدة التي يتميز بها شباب الوطن خلال منافستهم والتي أكدت على مستوى الاحتراف الذي يتمتعون به مقارنةً بالرياضيين العالميين الذين توافدوا إلى أرض الدولة من مختلف دول العالم.وشهدت البطولة حضوراً دولياً واسعاً من مدربين وخبراء ومسؤولين لمتابعة حفل الافتتاح ومجريات المنافسات التي تعتبر محطة استراتيجية على طريق الاحتراف لدى اللاعبين.وحضر حفل افتتاح البطولة كل من باناجياتوس ثيودوروبولوس رئيس الاتحاد الدولي للجوجيتسو، سعادة عبد المنعم الهاشمي رئيس الاتحادين الآسيوي والإماراتي النائب الأول لرئيس الاتحاد الدولي للجوجيتسو، وأعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي للجوجيتسو، وسعادة محمد سالم الظاهري عضو مجلس إدارة اتحاد الإمارات للجوجيتسو، وسعادة محمد بن دلموج الظاهري عضو مجلس إدارة اتحاد الإمارات للجوجيتسو، إلى جانب منصور الظاهري عضو مجلس إدارة الاتحاد، ويوسف البطران عضو مجلس إدارة الاتحاد، وفهد الشامسي المدير التنفيذي لاتحاد الإمارات للجوجيتسو.ومن جانبه، قال باناجياتوس ثيودوروبولوس رئيس الاتحاد الدولي للجوجيتسو خلال حفل افتتاح البطولة: «يسعدني أن أرحب بكم جميعاً لنحتفل معاً بانتقال مقر الاتحاد الدولي رسمياً إلى أبوظبي التي قدّمت الكثير لرياضة الجوجيتسو وتستحق أن تكون موطناً لها في العالم».وأضاف ثيودوروبولوس، «تعد بطولة العالم للناشئين والشباب واحدة من أهم البطولات التي تقام تحت مظلة الاتحاد الدولي للجوجيتسو، وهي تكتسب أهمية كبرى هذه المرة كونها تقام في مدينة جديدة وقارّة جديدة أيضاً، ومن هنا فنحن نكسب كل يوم أرضاً جديدة، ونحقق أحلاماً جديدة، ونمضي في طريق تطوير اللعبة بثبات وقوة نحو توفير أفضل بيئة في العالم لرياضة الجوجيتسو».وأردف ثيودوروبولوس، «البطولة تتواكب هذا العام مع عام زايد القائد المؤسس لدولة الإمارات ونحن ننتهز هذه المناسبة لنهنئ الإمارات حكومةً وشعباً بهذه المناسبة ونؤكد للجميع أن الشيخ زايد ترك إرثاً حضارياً إنسانياً مميزاً تجاوز حدود الإمارات وأثّر في العالم كله، ولهذا فنحن أيضاً معنيون بالاحتفاء معكم بهذه المناسبة وفاءً لرجل نعتز به جميعاً».وفي كلمته خلال حفل افتتاح البطولة، تقدم عبد المنعم الهاشمي رئيس الاتحادين الآسيوي والإماراتي النائب الأول لرئيس الاتحاد الدولي للجوجيتسو، بخالص الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الراعي والداعم الأول لرياضة الجوجيتسو ليس في الإمارات فحسب، ولكن حول العالم.وقال الهاشمي في كلمته: «تأتي استضافة أبوظبي للبطولة هذا العام كثمرة لجهود بذلناها عبر السنوات لنشر ثقافة رياضة الجوجيتسو والمساهمة في بناء جيل قوي وواعد بدعم من قيادتنا الرشيدة وتحقيقاً لرؤيتها السديدة التي جعلت من أبوظبي وجهة عالمية للاعبي ومحترفي رياضة الجوجيتسو».وأضاف الهاشمي: «بطولة العالم للجوجيتسو للشباب والناشئين بتنظيم من الاتحاد الدولي للجوجيتسو وبالتنسيق مع اتحاد الإمارات للجوجيتسو تمثل إضافة نوعية بطابع دولي يثري أجندة فعاليات الجوجيتسو التي باتت أبوظبي وجهة عالمية لمتابعيها ومحبيها، وكلي أمل بأن يواصل الرياضيون الشباب من جميع أنحاء المعمورة تعزيز وتطوير مهاراتهم نحو تحقيق أرقام قياسية جديدة وإنجازات رائدة».واختتم الهاشمي كلمته بتأكيده بأن اتحاد الإمارات للجوجيتسو يفخر باستضافة هذه الفعالية العالمية وسيواصل جهوده لإثراء المشهد الرياضي العالمي بجميع الإمكانيات المتوفرة.والجدير بالذكر، أن أبوظبي تعتبر مجهزة بأكبر وأحدث الصالات والملاعب والبنى التحتية والمرافق الرياضية المصممة والمبنية بمقاييس عالمية. «عام زايد» و«اللوفر» على صدور الفائزين كان خيار الاتحاد الدولي للجوجيتسو وبالتنسيق مع اتحاد الإمارات للجوجيتسو باعتماد شعار «عام زايد» وتصميم قبة متحف اللوفر أبوظبي كتصميم أساسي لميداليات اللاعبين الفائزين واحداً من الأفكار المبتكرة التي تميّزت بها بطولة العالم للجوجيتسو للشباب والناشئين.وتعتبر هذه البادرة عنصراً مهماً يسلط الضوء على حالة الحراك الثقافي والفني الذي تعيش دولة الإمارات على وقعه بنمط وأسلوب عالمي، وهو ما يعتبر وسام فخر بالنسبة للّجنة المنظّمة من جهة، واللاعبين الذين سيزينون صدورهم ب«شعاع النور» من جهة أخرى، فاللوفر أيقونة بطولة العالم بنسختها التاسعة، وتأكيد على أهمية أبوظبي كوجهة رياضية وسياحية.ويأتي اختيار قبة اللوفر ضمن تصميم ميداليات الفائزين بالنظر إلى القواسم المشتركة التي تجمعها مع المعاني العميقة والمعنوية التي تعبّر عنها رياضة الجوجيتسو، فهما منصتان تلتقى تحت مظلتهما التجارب الإنسانية، متجاوزة بمخرجاتها حدود الجغرافيا والأعراق والتاريخ، فكلاهما، يستندان إلى القيم والهوية والتلاقي والتعليم، واكتشاف النفس والتطوير. الإمارات تحتفل بتراثها احتفت دولة الإمارات على هامش بطولة العالم للجوجيتسو للشباب والناشئين بتراثها وعاداتها وتقاليدها من خلال الفعاليات المصاحبة للبطولة، حيث استقبلت وفود اللاعبين والفرق الفنية والجمهور بعروض فنية وتراثية لتجسد لوحة فنية تعبر عن الحراك الثقافي الذي تشهده دولة الإمارات، إلى جانب تسليط الضوء وتعريف الحضور والمشاركين الوافدين من الخارج بالتراث الشعبي والموروث الذي تتمتع به الدولة.وتتضمن العروض المصاحبة، خيمة تراث إماراتية قدمت للضيوف القهوة العربية والتمور، والحلوى، وأصول الضيافة الإماراتية إلى جانب فرصة لالتقاط الصور التذكارية مع الصقور التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من المشهد التاريخي والموروث الشعبي الإماراتي. فخر الإمارات عبّر اللاعب الإماراتي خالد إسكندر البلوشي، الفائز بذهبية وزن تحت 56 كجم، عن سعادته وفخره بالفوز، قائلاً: «الحمد للّه أشعر بالفخر بحصولي على المركز الأول في البطولة، والفضل يعود بعد الله، سبحانه وتعالى، إلى المدربين الذين لم يدّخروا جهداً لتجهيزنا للبطولة».وأضاف البلوشي: «لقد احتاج الفوز إلى الكثير من الجهد والتدريب، واضطررت لانقاص وزني 8 كجم، لأستطيع المشاركة في هذه البطولة، لأعوض عدم مشاركتي خلال السنة الفائتة، وحتى لا أفوّت فرصة المشاركة على أرض وطني، فالفوز له طعم آخر في بلدي».وأهدى البلوشي فوزه لشيوخ وقادة الإمارات، وشكرهم على دعمهم الدائم للرياضة والرياضيين وخاصة الجوجيتسو، ولعائلته.من جانبه، ظفر اللاعب عمر الحوسني بالميدالية الذهبية لوزن 78 كجم، وهو شقيق الشهيد الجندي أول عبدالله أحمد عبدالله الحوسني، الذي استشهد خلال أدائه واجبه الوطني في اليمن.وقال الحوسني: «هذه الميدالية هي في المقام الأول هدية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولروح أخي الشهيد، وأتوجه بالشكر إلى كل من ساندني وأسهم في وصولي إلى منصة التتويج خلال مسيرتي الرياضية طوال الفترة الماضية».وأضاف الحوسني بأن المنافسات في هذه البطولة كانت قويةً جداً، وأثرت مسيرته الاحترافية من خلال منازلة لاعبين على قدرٍ عالٍ من الخبرة والإمكانات الفنية والتكتيكية التي استطاع بفضل التدريب والاستعداد المكثف الذي حظي به أن يتجاوز جميع التحديات ويظفر بالفوز، ليرفع اسم الدولة عالياً.وقالت اللاعبة هناء صالح الهنائي، الفائزة بذهبية وزن 40 كجم، أن التدريبات المكثفة التي سبقت البطولة أسهمت في تحقيقها الميدالية الذهبية، وعبّرت عن سعادتها البالغة بالمشاركة في بطولة العالم للجوجيتسو تحت مظلة المنتخب الوطني وعلى أرض الوطن.
مشاركة :