دبي: علاء الدين محمود ضمن فعاليات مهرجان طيران الإمارات في نسخته العاشرة، عقدت في فندق إنتركونتيننتال أمس، جلسة حوارية مع الروائي إبراهيم نصرالله، حول روايته: «حرب الكلب الثانية».وطوف نصرالله بالحضور في عوالم روايته، مشيراً إلى أنها ولدت من قتامة السنوات التي عاشها الناس؛ سنوات الإرهاب والتطرف في العالم العربي، فهذه الظاهرة ملأت حياة البشر بالخوف من الحاضر والمستقبل، لافتاً إلى أن العرب يعيشون في الماضي، مؤكداً أن ما حدث خلال السنوات الماضية، أثبت تشبث البعض بقراءات معينة للماضي، تظهر أن تاريخنا يعج بالتطرف. قال نصر الله: «هذا هو ما تتحدث عنه الرواية التي تتناول الإنسان أيضاً في كل مكان، وليس فقط العالم العربي؛ إذ إن ظاهرة العنف كونية». ولفت نصر الله، إلى أن ظاهرة التطرف في العالم العربي موجودة حتى على مستوى التنظيمات السياسية، التي يمارس بعضها نفي الآخر.وأكد نصر الله صعوبة عملية الكتابة عن المستقبل، فهي عملية تتطلب التسلح بالعالم والمعرفة والقراءة المتجددة، من أجل تقديم اقتراحات لشكل الحياة في المستقبل. وتطرق نصرالله إلى عنوان الرواية الذي يحمل سخرية من الحروب وتاريخها، والتي تتسبب في فناء البشر، فالرواية بمثابة نص تحذيري من تحولات الحاضر، ومما يمكن أن تؤدي إليه في الغد.وتناول نصر الله بعض الفنون والأجناس الأدبية الأخرى، التي شكلت إضافة إليه في كتابة الرواية، ومنها انفتاحه على السينما والمسرح والتصوير الفوتوغرافي. وتحدث عن صعوبة اللغة بالنسبة للعديد من الروائيين. ونوه نصر الله بتضمّن الرواية لكثير من الفنتازيا والغرائبية والخيال العلمي، فالكتابة عن المستقبل ظاهرة غير عادية، وهو الأمر الذي يتطلب كتابة غير عادية ومختلفة.وذكر نصر الله أن العمل الأدبي والإبداعي لا يقترح حلولاً، بل يدفع إلى التفكير، وأن «حرب الكلب الثانية»، استهدفت التحرر من ثقل الماضي عبر التفكير العميق فيه، مشيداً بالأجيال الجديدة التي باتت تتجه نحو القراءة بشكل كبير أكثر من الماضي، مؤكداً وجود نهضة قرائية.وتحدث نصر الله عن علاقته بالتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، والتي جاءت متأخرة، وتحديداً قبل خمس سنوات، مشيراً إلى أن تلك الوسائل جعلته يقترب من الجيل الجديد، لافتاً إلى أن صفحته على «فيسبوك» أنشأها أحد المعجبين بكتاباته، متناولاً أهمية تلك الوسائل في التقارب بين الناس، محذراً من سهولة النشر والكتابة من دون إعداد جيد، وهو ما تتيحه وسائل التكنولوجيا الحديثة للجميع.
مشاركة :