كابول - (أ ف ب): أسفر تفجير انتحاري بسيارة مفخخة ضد موكب لقوات اجنبية في شرق كابول صباح أمس الجمعة عن مقتل فتى وجرح 22 مدنيا، بعد أيام على إعلان الرئيس الأفغاني خطته لعقد محادثات سلام مع طالبان، بحسب ما أعلنت وزارة الداخلية. وأظهرت صور عرضتها التلفزيونات المحلية أضرارا بالغة في واجهات المنازل المجاورة بينما أشار شهود إلى انفجار قوي. وهرعت قوات الأمن إلى المكان فيما ساعد المارة في نقل الجرحى، وقال شهود عيان لفرانس برس إن سيارات الاسعاف استغرقت نحو نصف ساعة للوصول. وأفاد مصور وكالة فرانس برس بأن السلطات أردت حصانا أصيب بجروح بالغة في المكان. وقال المتحدث باسم الوزارة نجيب دانيش «قرابة الساعة 09.00 انفجرت سيارة في حي قابيل باي واستهدفت موكبا لقوات أجنبية». وأضاف أن الشرطة تجري تحقيقا. وأشار نائبه نصرت رحيمي إلى أن الانفجار تسبب بمقتل فتى يبلغ 12 عاما وإصابة 22 مدنيا بجروح. وقالت بعثة الدعم الحازم التابعة لحلف شمال الأطلسي في كابول لفرانس برس إنها تتحقق من وقوع مصابين أجانب في الانفجار. ولم تعلن أي جهة على الفور مسؤوليتها عن الهجوم في كابول التي تعتبر من بين المدن الاكثر خطورة في افغانستان للمدنيين مع تصعيد هجمات حركة طالبان وتنظيم الدولة الإسلامية. ويأتي التفجير بعد يومين على عرض السلام الذي تقدم به الرئيس أشرف غني الاربعاء أمام حركة طالبان والذي يتضمن اقتراحا للاعتراف بها كحزب سياسي يشارك في الانتخابات. وكشف غني عن خطته في خطاب ألقاه خلال افتتاح المؤتمر الثاني لعملية كابول الإقليمية الساعية إلى إحلال السلام في هذا البلد هذا الأسبوع، بحضور مسؤولين من واشنطن. ورحب السفير الأمريكي لدى كابول جون ار باس بـ«الموقف الشجاع» للرئيس اشرف غني و«التزامه بتسوية سلمية عبر التفاوض»، بعد نزاع استمر 16 عاما بين الحكومة المدعومة من الأمريكيين والمتمردين. واعتبر مسؤولون أن المسؤولية تقع على عاتق طالبان للرد على هذا العرض. وأتى اقتراح غني غداة إعلان طالبان استعدادها لخوض محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة للتوصل إلى «حل سلمي» للنزاع. ولم يصدر رد كامل لطالبان على عرض غني، لكن الانفتاح الظاهر على المفاوضات من قبل كلا الطرفين، يثير تفاؤلا حذرا. وينتشر في البلاد 16 ألف جندي أجنبي في إطار قوات الحلف الاطلسي غالبيتهم من الأمريكيين لدعم وتدريب القوات الافغانية كما انهم يشاركون في عمليات باسم مكافحة الإرهاب. ومنذ نوفمبر ضاعف الجيش الأمريكي الغارات الجوية على مواقع طالبان ومعسكراتهم للتدريب ومراكزهم لإنتاج المخدرات. وبالرغم من التفاؤل، لا تزال كابول في حالة تأهب قصوى خشية من وقوع مزيد من العنف. ويستعد الأمريكيون من جهتهم لمزيد من القتال في الربيع القادم.
مشاركة :