أميركا وفرنسا تتوعدان بـ «ردّ حازم» على «الكيماوي» السوري

  • 3/3/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عواصم - وكالات - توعّدت الولايات المتحدة وفرنسا، أمس، بـ «ردّ حازم» في حال ثبت استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية، بعدما دعت واشنطن إلى تشكيل لجنة أممية جديدة للتحقيق في استخدام هذه الأسلحة في أعقاب تقارير عن تعرض الغوطة الشرقية المحاصرة لهجمات بغاز الكلور. وأعلن الإليزيه، في بيان، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ذكّر، خلال اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، بأنه «سيكون هناك رد حازم في حال استخدام موثق لوسائل كيماوية أدى الى مقتل مدنيين، وذلك بالتنسيق مع حلفائنا الاميركيين»، وأن باريس وواشنطن «لن تتسامحا مع الإفلات من العقاب» في هذا الجانب. وأوضح أن ماكرون وترامب «اشترطا التطبيق الفوري للقرار 2401 الذي أقر بالإجماع في مجلس الأمن (الأسبوع الماضي)، وقرّرا العمل معاً من أجل تطبيق القرار بهدف وضع حد للأعمال الحربية وإيصال مساعدات إنسانية وإجلاء جرحى ومرضى». ولفت إلى أن الهدنة «تم اختراقها بشكل متكرر»، وأنه «إزاء مواصلة القصف من دون تمييز بحق مدنيين، وخصوصاً في الغوطة الشرقية، وتدهور الوضع الإنساني بشكل متواصل، فإن رئيس الجمهورية ونظيره الأميركي شددا على ضرورة أن تمارس روسيا ضغوطاً قصوى من دون التباس على النظام السوري حتى يعلن بوضوح التزامه احترام قرار مجلس الأمن». وفي اتصال هاتفي آخر، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وترامب، وجوب «محاسبة» النظام السوري على الهجمات وعمليات القصف على المدنيين في الغوطة الشرقية. وأفادت المستشارية الألمانية، في بيان، بأن ميركل وترامب «اتفقا على ضرورة التزام النظام السوري وحلفائه الروس والإيرانيين بالتطبيق الفوري والكامل لقرار مجلس الأمن 2401... هذا القرار يطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في سورية». ودعا الجانبان، موسكو «إلى وقف مشاركتها في عمليات القصف على الغوطة الشرقية وحض نظام الأسد على وقف العمليات العسكرية ضد مناطق المدنيين». واعتبر ترامب وميركل، أن «النظام السوري يجب أن يحاسب على التدهور المتواصل للوضع الإنساني في الغوطة الشرقية، وهذا ينطبق على استخدام نظام (الرئيس بشار) الأسد أسلحة كيماوية، كما على الهجمات على المدنيين وتجميد المساعدة الإنسانية». وكانت الولايات المتحدة طلبت، وفق مشروع قرار إلى مجلس الأمن، تشكيل لجنة جديدة للتحقيق في استخدام أسلحة كيماوية في سورية بعد تقارير عن تعرض الغوطة لهجمات بغاز الكلور، فيما اجتمع ديبلوماسيون في الأمم المتحدة للتباحث في مشروع القرار الأميركي بعيد أيام على إعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان وطبيب أن طفلاً توفي، وأن 13 شخصاً على الأقل واجهوا صعوبات في التنفس ببلدة في الغوطة بعدما تعرضت لقصف من قوات النظام. ويدعو مشروع القرار الأميركي إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية تحت اسم «آلية التحقيق الأممية المستقلة» (يونيمي) تكون مدة تفويضها سنة واحدة ومهمتها «تحديد المسؤولين عن شن هجمات بالسلاح الكيماوي في سورية»، لكنَّ ديبلوماسياً في المنظمة الدولية أكد أنه من المستبعد كثيراً أن توافق روسيا على مشروع القرار أو تسمح بتمريره. في المقابل، حذّرت موسكو واشنطن من «وسواس» اتخاذ الأسلحة الكيماوية «ذريعة لتوجيه ضربات صاروخية إلى المنشآت الحكومية السورية». وفي ستوكهولم، قالت وزيرة الخارجية السويدية مارغوت فالستروم إن الثقة في مجلس الأمن «تضررت بشدة»، لافتة إلى أن روسيا تنتهك قرار الهدنة في سورية، بعدما صوّت المجلس بالإجماع، الأسبوع الماضي، على وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً عبر بيان قدمته السويد والكويت. وأضافت أن «الاشكالية تتمثل الآن في أن نظام الأسد يواصل قصفه للمدنيين بمساعدة روسيا، لذلك فهو ينتهك قرار وقف إطلاق النار هذا»، مؤكدة أن وقف إطلاق النار لمدة 5 ساعات يومياً «لا تكفي». وتابعت: «عندما تتفق الدول في مجلس الامن على بيان، كالذي حصل هذه المرة بالإجماع، فإن هذا القرار ينبغي تنفيذه، وما لم يتم ذلك فسيكون من المستحيل اتخاذ القرارات. أما بالنسبة لما يعنيه ذلك لمصداقية وسلطة مجلس الأمن فقد تضررت... تضررت لسوء الحظ، مصداقية المجلس بشكل خطير لأنه لم يتمكن خلال 7 سنوات من التوصل الى شيء، لم يتخذ قرارات كان يمكن لها أن تساعد كل هؤلاء الناس الذين يعانون في سورية». وفي جنيف، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين إن الضربات الجوية على الغوطة وقصف مقاتلي المعارضة لدمشق، «يشكلان على الأرجح جرائم حرب ينبغي إحالتها للمحكمة». وأضاف أمام مجلس حقوق الإنسان، أن «على مرتكبي الجرائم في سورية أن يعلموا أنه يجري تحديد هوياتهم وأن ملفات تعد بهدف محاكمتهم جنائيا في المستقبل». على صعيد آخر، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن قوات النظام سيطرت على قريتي حوش زريقة وحوش الضواهرة في منطقة المرج على المشارف الشرقية والجنوبية الشرقية من الغوطة. مقتل 14 من القوات الموالية للأسد في قصف تركي على عفرين دمشق، أنقرة - وكالات - قتل 14 عنصراً من القوات الموالية للنظام السوري في قصف تركي استهدف قرية كانوا يتمركزون فيها إلى جانب المقاتلين الأكراد في منطقة عفرين. وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن بأنه «قتل 14 عنصراً على الأقل من القوات التابعة للنظام و3 مقاتلين أكراد في قصف جوي تركي استهدف موقعين لهم في قرية جما شمال غرب عفرين» ليل أول من أمس. من جهته، أكد الناطق باسم «وحدات حماية الشعب» الكردية في عفرين بروسك حسكة، استهداف الطيران الحربي التركي نقطتين لتمركز «الوحدات الشعبية» التابعة للجيش السوري في قرية جما، مشيراً إلى سقوط قتلى وجرحى. في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع التركية مقتل 41 جندياً تركياً و116 عنصرا من «الجيش السوري الحر» منذ انطلاق عملية «غصن الزيتون». وأوضحت أن القوات التركية «تمكنت من القضاء على 2295 إرهابياً» منذ بدء العملية وتحرير مساحة 615 كيلومتراً من سيطرة «التنظيمات الارهابية». بدورها، أفادت «وكالة دوغان للأنباء»، بأن القوات التركية و«الجيش الحر» أطلقا عملية للسيطرة على بلدة راجو في عفرين. بيونغ يانغ تنفي تعاونها «كيماوياً» مع دمشق سيول - رويترز - نفت كوريا الشمالية وجود تعاون مع النظام السوري في شأن الأسلحة الكيماوية، معتبرة أن الولايات المتحدة «اختلقتها للضغط على البلاد». ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية، ليل أول من أمس، عن ناطق في معهد أبحاث الدراسات الأميركية في وزارة الخارجية الكورية الشمالية، إن الولايات المتحدة «اختلقت حجة لا معنى لها» عن مساعدة بيونغ يانغ لدمشق في إنتاج أسلحة كيماوية. وأضاف: «مثلما قلنا بوضوح مرات عدة... جمهوريتنا لا تطور ولا تنتج ولا تخزن الأسلحة الكيماوية وتعارض استخدام الأسلحة الكيماوية نفسها». وكانت واشنطن أكدت، خلال مؤتمر نزع السلاح الذي أقيم أخيراً تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف، ذكرت أن هناك تاريخا من العلاقات بين دمشق وبيونغ يانغ في ما يتعلق بنشاط الصواريخ ومكونات الأسلحة الكيماوية. وذكر تقرير سري للأمم المتحدة في شأن انتهاك كوريا الشمالية للعقوبات المفروضة عليها أنه جرى اعتراض شحنتين كوريتين شماليتين كانتا في طريقهما إلى وكالة حكومية سورية مسؤولة عن برنامج البلاد للأسلحة الكيماوية في الشهور الستة الماضية. «يونيسف» تتوقع وصول قافلة مساعدات إلى دوما غداً عواصم - وكالات - أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، أمس، أن الحكومة السورية «قد تسمح بدخول قافلة مساعدات لنحو 180 ألف شخص في بلدة دوما في الغوطة يوم الأحد (غداً)». وقال مدير المنظمة في الشرق الأوسط خيرت كابالاري، في مؤتمر صحافي في جنيف، إن «هناك اتفاقات مبدئية للسماح بدخول مزيد من القوافل لخدمة المزيد من السكان، لكن لا يوجد اتفاق بشأن إجلاء نحو ألف شخص هناك يحتاجون مساعدة طبية عاجلة». وأضاف «هناك مؤشر من الحكومة السورية بالسماح بقافلة مساعدات (غداً)، ونأمل أن يتحول هذا المؤشر إلى التزام ملموس، نحن مستعدون للتحرك»، محذراً من أن مستويات من سوء التغذية الحاد، وهي أخطر مراحل سوء التغذية، زادت 10 أمثالها في الأشهر الستة الماضية بين أطفال الغوطة الشرقية. إلى ذلك، ذكرت منظمة الصحة العالمية أن 84 مريضاً، بينهم أطفال، في الغوطة الشرقية «لهم الأولوية القصوى للإجلاء الطبي من بين ألف مريض ومصاب يحتاجون للعلاج في المنطقة المحاصرة»، مشددة على ضرورة إجلاء المرضى أصحاب الحالات الحرجة. ولا تزال الغوطة تعاني من استمرار القصف رغم إعلان موسكو أمس عن هدنة رابعة ولمدة 5 ساعات، إذ أظهرت لقطات فيديو سكاناً في المنطقة ذاتها، أمام حطام البنايات، يؤكدون أنهم لم يشهدوا أي توقف للقتال، لافتين إلى تواصل الضربات الجوية وسقوط البراميل المتفجرة. وأعلن عدد من سكان الغوطة، وفق مقطع الفيديو، أنهم لا يريدون مغادرة منطقتهم عبر ممرات إنسانية، وذلك بعدما اقترحت موسكو فتح مثل تلك الممرات، الأمر الذي اعتبرته واشنطن «مزحة»، لأن قرار وقف إطلاق النار «معطَّل».

مشاركة :