هلا تريثت قليلاً لم أختتم بعد كلامي وكلامي غائر مثل الندوب من الشمال إلى الجنوب سيدي: المعذرة ليس لديّ المقدرة والفصاحة مقدرة في فمي ماء غزير والمياه، عكرة المياه، عكرة يعود إلى بودابست ولكن قلبه وعقله معلقان بل باقيان بالوطن فنجده يرسل أشجانه من هناك بقصيدته (فلسطين.. عراق.. إلخ). ماذا بعد؟ ها نحن نفترش الأرض وندفن فيها موتانا أشلاء مزقا لا نعرف من! أشلاء فوق الأرض أشلاء تحت الأرض وسعير ينقضّ مدن تنهد فوق أشلاء الاشلاء وماذا بعد! غزوة (أباتشي) تشتد تنزل الرحمة دونها أصداء الرعد قطيع بقر كنا نسعى لملاذ في أحراش (أريزونا) بعد عام ماذا بعد؟ ما زال يردد ماذا بعد! وقال في رثاء عبدالرحمن المنيف: مددت يداً معروقة فتساقطت أحرف من زهر ونور من دوحة الدهر منك، وإليك عميق حبنا من نجد «المنيف» من صحبك الذي قرأ كل سطر واحترق في «متاهات» التيه والرمل المداف بوادي السواد رأيتك في دمشق طودا من الأنوار ودوائر سوداء حجبت أشجار الغوطة فانهال ملح أسود وحكايا من دارين ودواوين السرد حين رأيتك، ملتاعاً والشوق موثوق بين يديك لرمل منثور بين الصفحات وأصواتا من مدن الملح يا فارسا، يا رافع الرأس ليس هذا اليوم يومك فالحلم في الطريق وإن صعب الدرب لا تغادر ترجل بفخر وضم التراب وضم القلوب وضم العذاب تركت لنا سفراً وألف جواب فالصقر مهما نأى عن وكره عن عزه، عن أرضه يوما إليه بقلوبنا خير المآب يعود إلى الرياض وإلى أصدقائه ويلتفون حوله ويؤسس مع مجموعة من الفنانين التشكيليين (جماعة ألوان للفنون التشكيلية) ليصبح الفنان سعد العبيد هو دينمو الجماعة ولكن الرئاسة أو الأبوة لليحيا بحكم خبرته السابقة السامقة والتي تبدأ نشاطها بمبادرات شخصية، ونجدها ترشح اليحيا شخصية عام 1424هـ لتكريمه من قبل الجماعة نظير جهوده الطويلة في مجال الفنون التشكيلية على مدى أكثر من نصف قرن. وقبل هذا التاريخ بثلاث سنوات أجدني وأستاذنا عبدالكريم الجهيمان برفقته مسافرين إلى سوريا لنقضي بضعة أيام في قرية (دير عطية) ونلتقي مع الروائي الكبير عبدالرحمن منيف والشاعر محمد العلي. ونحضر معاً معرضاً للفنان السوري (مروان قصاب باشي) المقيم في ألمانيا. والذي يتولى عادة رسم لوحات أغلفة روايات المنيف. ليقيم - اليحيا - بعدها صيف عام 1421هـ/ 2000م معرضاً شخصياً في بيروت بدعوة من رئيس جمعية الفنانين اللبنانيين للرسم والنحت مارون الحكيم. وتجري معه هنادي حشاش مقابلة صحفية تنشر في صحيفة عكاظ عدد 13539 29 رمضان 1421هـ يقول فيها: «... أنا عندي لوحات رسمتها في (بودابست).. ككل فنان رسمت ما تفاعلت به مع المجتمع الذي أحاط بي.. كذلك في (بودابست) كانت هناك حرية فكرية تسمح للفنان بمزاولة عمله دون قيود أياً كان نوعها... وقسم من اللوحات لا يسمح الوضع العام بعرضه فقد تناولت فيه موضوع المرأة إنما ليس بابتذال بل كقضية وليس من ناحية جسدية... ». وقال: «.. إن الفن التشكيلي بحد ذاته فن نخبوي، ومع وسائل الأعلام الحديثة وانتشارها الواسع ومع تنوعها بين محلي وفضائي بدأ هذا الفن يحصد شعبية جيدة حتى بات ضرورة من ضروريات الحياة لأنه يطرح فكراً ورأيا.. والإنسان بدون ممارسة فكره ورأيه لا يصبح إنسانا متكاملاً.. ». وقال عن بداياته: هوايتي الرسم منذ كنت صغيراً جداً أعيش في منطقة الزبير.
مشاركة :