واس - مكة المكرمة / المدينة المنورة A A حذر إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور خالد بن علي الغامدي من أن يستعجل المرء في الحكم على الأشخاص بكفر أو بدعة أو فسق أو صلاح وتقوى وعلم، أو ينتقص من أعمال وجهود ويذمها بادي الرأي فيكون ممن خبط في عماية وهوى في جهالة، وظلم ولم ينصف وبخس الناس أشياءهم، وتعجل في كره وذم. وأفاد في خطبة الجمعة أمس أن العجلة شؤم ونذير وهن، وإن من أشنع مهالك الاستعجال أن يستبطئ العبد نصر الله للأمة وتمكينه لدينه فييأس من روح الله ويقنط من رحمته ويضعف أمام الباطل ويتنازل عن مبادئه وثوابته ويستعجل مراحل النصر التي لا يمكن أن تتم في عشية وضحاها وهي محكومة بسنن كونية وشرعية لا تتبدل ولا تتغير، أويستبطئ رزق الله فيستعجله بما حرم الله من شهوات البطون والفروج، وكم من أناس سقطوا في الفتنة وحرموا من الإنصاف بصفات الكمال من العفة والورع والأمانة والصدق بسبب استعجالهم الخوض فيما حرم الله ولم يكبحوا نهمة أنفسهم فتعجلوا سخط الله عليهم. وأبان أن العجلة آفة العقول والألباب، وهي تورث فساد الرأي والتدبير والنهي، ولفت الانتباه إلى أنه يكون خلق التأني والتؤدة والرزانة، هبةٌ ومنةٌ من الله على عبده، كما يدل عليه حديث أشج عبد القيس حيث قال له النبي صلى الله عليه وسلم ((إن فيك لخصلتين يحبهما الله الحلم والأناة)). وفي المدينة المنورة، أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير، أن الشريعة جاءت بالوسطية والتيسير والتخفيف والتسهيل والتوسيع والسماحة ورفع الحرج على المكلفين وأنه ليس المقصود بالتيسير تتبع رخص المذاهب الفقهية وأقوال العلماء واختيار الأسهل منها بل المراد الرخص الشرعية التي جاء الدليل الشرعي بالترخيص فيها لأهل الأعذار كالمريض والمسافر والصغير إلى غير ذلك من الرخص والتخفيفات في سائر الفرائض والواجبات. وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها: «إن الفتاوى الشاذة والأقوال الساقطة التي تصدر من غير المؤهلين تهدم الإسلام والدين وتثير البلبلة والفتنة وتفتن ضعاف العقول والعلم والدين وتظهر الحق في صورة الباطل والباطل في صورة الحق».
مشاركة :