المغامر القطري سلمان الخنجي لـ «العرب»: حلمي القيام برحلة إلى القطب الجنوبي

  • 3/4/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

خاض المغامر القطري الشاب سلمان الخنجي -الذي يبلغ من العمر 26 سنة- رحلة مختلفة بروح مغامر ومحب لكل قطعة أرض في هذا البلد الطيب، فقرر أن يخلو بنفسه ناظراً إلى سمائها لامساً لترابها، خلال 14 يوماً سيراً على الأقدام. أراد من خلال هذه الرحلة الترويج للسياحة الداخلية، فقام بزيارة الأماكن الأثرية والسياحية، مع إبراز الجوانب التاريخية والجيولوجية والبيئية فيها.دعا سلمان الشباب القطري إلى ضرورة اكتشاف طاقاتهم الكامنة في داخلهم، عبر التجارب الجديدة والتحديات لاكتشاف المهارات رافعاً شعار: «حفز روحك وسيتبعها جسدك». أما عن الفريد في قصته فهو أن عائلته بأكملها تقاسمه شغفه الخاص بالمغامرة، فقامت والدته وزوجته بمشاركته في إحدى رحلاته، فتسلقوا جميعاً جبل كليمنجارو، الذي يقع في شمال شرق تنزانيا، بالإضافة إلى الدعم الذي يقدمونه له بعيداً عن الخوف والقلق. وللاقتراب أكثر من هذه العائلة القطرية المميزة، التي انصهر جميع أفرادها في عشق المغامرة، أجرت «العرب» هذا الحوار: من أين جاءت لك فكرة عمل رحلة سيراً على الأقدام حول الدوحة؟ ¶ جاءت الفكرة بعد الانتهاء من مغامرة تسلق جبل كليمنجارو، والذي يقع في شمال شرق تنزانيا عام 2015، بهدف التوعية للوقاية من سرطان الثدي، وكنت حينها مع الوالدة وأختي الصغرى وزوجتي، فبعد الانتهاء من الرحلة تمنيت لو كان لدينا في قطر آلية وجهة تسمح وتساعد الرحالة والمغامرين والسياح باستكشاف قطر بطريقة مختلفة، من خلال القيام بذلك عبر الأقدام والمرور بمناطق سياحية وثقافية جيولوجية متنوعة، والتخييم في هذه المناطق لاستكمال التجربة بشكل مختلف. ما الاستعدادات الصحية قبل بدء رحلتك التي قمت بها مشياً على الأقدام لمدة 14 يوماً؟ ¶ بدأت باتباع نظام غذائي نباتي، لأن هذا النظام يساعد على الحفاظ على نسبة المياه الموجودة في الجسم، حتى لا أصاب بالجفاف خلال الرحلة، لأن اللحوم والوجبات السريعة تسبب الجفاف، وهذا خطر على الجسم أثناء القيام بمثل هذه الرحلات. أما خلال الرحلة فاعتمدت على مواد غذائية بشكل أساسي وهي التمر وجوز الهند، بالإضافة إلى الفواكه، لأن فيها نسبة كبيرة من المياه، ومن الضروري الابتعاد عن المشروبات الغازية ومد الجسم بالسوائل بشكل دائم طوال الطريق وكذلك المياه. ما الذي اكتشفته خلال الرحلة؟ ¶ كانت الرحلة تجربة جيدة استطعت من خلالها التعرف بشكل أفضل على الطرق المناسبة للسير على الأقدام، وكذلك المناطق الملائمة للتخييم، وبفضل الله لم أواجه صعوبات خلال الرحلة نظراً لأنني خططت لها، ووضعت الأهداف المناسبة لكل يوم. ما المخاطر التي واجهتها أثناء هذه الرحلة؟ ¶ اختيار أماكن للتخييم آمنة ومعزولة عن السيارات، بالإضافة إلى انتباهي الشديد للطرق التي أسلكها مشياً على الأقدام، لأنه لا توجد طرق للمشاة في هذه المناطق. أما عن الزواحف التي ربما تتواجد بالبر، فتغلبت على هذا الأمر باختياري توقيت مناسب للرحلة بعيداً عن الأجواء الحارة. ما التدريبات التي حصلت عليها لخوض المغامرات بشكل عام؟ ¶ لا بد من اجتياز تدريب خاص على الإسعافات الأولية، واقتناء كل ما أحتاج إليه لإسعاف نفسي إذا -لا قدر الله- تعرضت لأية إصابات أثناء الرحلة. ما الذي أضافته هذه المغامرة لشخصيتك؟ ¶ عادة ما أبحث عن كل ما هو جديد في كل تفاصيل الحياة، فالشغف بالتجربة والمغامرة دافع قوي للقيام بكل هذه الأمور، التي قد ينظر إليها البعض على أنها خطيرة أو صعبة، لكن المؤكد أن هذه التجارب هي الإضافة الحقيقية لي، فالحياة يجب أن نملأها بالتجارب والمغامرات. بالإضافة إلى أنني تعرفت على مناطق كثيرة بالدوحة، وبحثت عن تاريخها مثل منطقة روضة راشد التي كانت ممتلئة بالأشجار، واليوم أصبحت شبه معدومة بسبب تعاملنا السيئ مع الطبيعة البرية في قطر. حدثنا عن روح المغامر التي بداخلك؟ ¶ روح المغامرة تأخذ الإنسان إلى آفاق وتجارب جديدة، ومن خلالها يكتشف قدراته الكامنة دائماً، ومن أكثر أبيات الشعر التي أتأثر بها في هذه المساحة، هي أبيات الشاعر التونسي: أبارك للناس أهل الصمود ومن يستلذ ركوب الخطر. كيف كان دعم الأهل، خاصة أن الأهالي دائماً ما يتولد لديهم القلق على أبنائهم من خوض المغامرات والتجارب الخطرة؟ ¶ أسرتي على العكس تماماً، حيث كنت أتلقى التشجيع والدعم منهم، إضافة إلى أنهم قاسموني حبي للمغامرة، فخضنا سوياً مغامرة تسلق جبل كليمنجارو، حينها أدركوا عشقي للمغامرة، كما أحرص على طمأنتهم أثناء الرحلة، من خلال هاتفي المتصل بالأقمار الصناعية. هناك العديد من النماذج التي ظهرت مؤخراً من الشباب القطري المُحب للمغامرات، فما تقييمك لدعم المجتمع بشكل عام للمغامرين القطريين؟ ¶ عدد المغامرين القطريين في ازدياد، ومع ذلك مفهوم التحدي وروح المغامرة لم تتبلور حتى الآن في المجتمع القطري، ولكن أتمنى أن توفر الدولة جهة تدعم المغامرين القطريين، خاصة وأن أغلبهم لديه القدرة على تحقيق أرقام قياسية في مجالات مختلفة باسم دولة قطر. هل هناك خطة لديك لخوض مغامرات أخرى قريباً؟ ¶ أخطط الآن لخوض مغامرة سفالبارد بجزيرة تابعة لدولة النرويج بالقرب من القطب الشمالي، وسأقوم بتسلق أعلى قمة في الجزيرة خلال شهر مارس المقبل، أما عن حلمي فهو القيام بمغامرة في القطب الجنوبي 1300 كم في 55 يوماً. والدة سلمان: قلقي لم يكن عائقاً أمام مغامرات نجلي قالت والدة المغامر القطري سلمان الخنجي، إنها كانت تحثه على خوض التجارب المختلفة منذ الصغر، وكان ينتابها القلق العادي مثل أي أم، لكن خوفها وقلقها لم يكن عائقاً أمامه في أن يصنع تجاربه بنفسه، مؤكدة أنه يجب على كل أم أن تطلق العنان لأبنائها وهي تراقبهم من بعيد ليكونوا أقوياء وقادرين على خوض تفاصيل الحياة بأنفسهم، لافتة إلى أن خوف الأمهات المبالغ فيه كثيراً ما يكون سبباً في تأخر أبنائهم عن تحقيق أحلامهم وطموحاتهم. وأوضحت أن أول رحلة قام بها سلمان وعمره 8 سنوات، كانت رحلة لدولة مصر مع مركز الإبداع الفني دون اصطحاب أي فرد من العائلة، وكان لهذه الرحلة أثر كبير فيه مما ساعده على الاعتماد على نفسه وتولد لديه حس المغامرة. أما عن مشاركته في تسلق جبل كليمنجارو، فقالت إنها سعيدة لأنها تقاسمت شغف المغامرة مع نجلها سلمان، وهذا ما يجب أن يتبعه أفراد الأسرة الواحدة كي يقتربوا أكثر من بعضهم البعض.;

مشاركة :