«العقم».. تعقيدات لها حلول

  • 3/4/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: راندا جرجسيُعرف العقم بأنه عدم إمكانية حدوث الحمل إطلاقاً، ولكن مع التطور الهائل في كافة المجالات الطبية، أصبح هناك الكثير من العلاجات والحلول المتوفرة لحل غالبية المشكلات التي يتعرض لها الزوجان، ولذلك يُنصح دائماً بمراجعة مختص الإخصاب في حال عدم حصول الحمل بعد مرور سنة كاملة على حياة زوجية منتظمة، حيث إن أسباب العقم تختلف عند السيدات عنها عند الرجال، كما تدخل أيضاً الأسباب الجينية والوراثية، وفي الكثير من الحالات يبقى السبب مجهولاً، وهذا ما يتحدث عنه الخبراء والأخصائيون في السطور القادمة:يقول الدكتور سعد غزال أسود، استشاري أمراض النساء والتوليد، إن العقم يؤدي إلى اضطراب حياة عدد كبير من المتزوجين في جميع أنحاء العالم، ليست استثناء بكل تأكيد، ويشير مصطلح العقم إلى عدم القدرة البيولوجية للفرد، ذكرًا كان أو أنثى، على إحداث الحمل، كما يلاحظ أنه بينما يعتقد معظم الناس أن مشاكل العقم تنبع من الأنثى، فإن السبب يمكن أن يرجع فقط إلى الرجل أو المرأة أو حتى كليهما على حدٍ سواء، وفي النساء، تشمل عوامل خطر العقم كلاً من الإباضة، انسداد قنوات فالوب، مشاكل الرحم، الأورام الليفية الرحمية، تقدم العمر، الضغط العصبي، وضعف النظام الغذائي، في حين أن انعدام الحيوانات المنوية أو تلفها، بالإضافة إلى خيارات أسلوب الحياة، تشكّل الأسباب الرئيسية للعقم عند الرجال، كما أن التدخين يعتبر سببًا للعقم، عند الرجال والنساء، وعلى وجه التحديد، فإن حدوث الحمل الطبيعي يكون صعبًا بمعدل الضعف لدى النساء المدخنات، كما يقلل من معدلات نجاح علاجات الخصوبة.تكيس المبايضيؤكد د.أسود على أن العقم يمثل مشكلة عالمية، إلا أن انتشاره أمر مثير للقلق، وبحسب أحدث النتائج التي توصلت إليها هيئة الصحة بدبي، فإن نحو 50% من النساء يواجهن مشاكل تتعلق بالعقم، كما توضح التقارير أيضًا أن نسبة المصابات اللواتي يبحثن عن العلاج سنويًا ستتضاعف من 5,975 حالة في عام 2015 إلى 9,139 حالة بحلول عام 2030، وتشكل متلازمة تكيس المبايض السبب الرئيسي للعقم، وتتسم هذه المتلازمة بخلل في الإباضة من حيث النمو الطبيعي للبويضات وإطلاقها من المبايض، كما يُلاحظ ذلك عادةً في النساء في سن الإنجاب حيث يؤدي الخلل الهرموني إلى تضخّم المبايض واحتوائها على جريبات أو تكيسات صغيرة، وتمثل التركيبة الوراثية للإناث وأسلوب حياتهن الرديء، مثل ارتفاع مستويات الضغط العصبي وزيادة وزن الجسم، العوامل الرئيسية المؤدية إلى متلازمة تكيس المبايض.السمنة المفرطةيشير د.أسود إلى أن زيادة الوزن المفرطة تضع حاجزًا رئيسيًا أمام حدوث الحمل، وإلى جانب ارتباطها بالعقم، فإن السمنة تندرج أيضًا ضمن أكبر التهديدات الصحية للنساء في المنطقة، ومع ذلك، وعلى الرغم من التقدم الطبي الهائل، إلا أنها ما زالت تشكّل تحديًا، حيث إن عدداً كبيراً من السيدات المصابات بزيادة الوزن يعانين من ضعف الخصوبة، كما تكون لديهن فرص أعلى للإجهاض، والإصابة بارتفاع ضغط الدم، تسمم الحمل، سكري الحمل، العدوى، تجلط الدم، والحاجة إلى تحفيز المخاض، ولذلك فمن المهم أن يكون جسم المرأة في وزن مناسب حتى يتمكن من إنتاج المستويات الصحيحة من الهرمونات، وتنظيم الحيض والإباضة، ولهذا ننصح السيدات باعتماد نظام غذائي صحي وممارسة التمارين الرياضية إذا كن يخططن للحمل، ومن هذا المنطلق، تجدر الإشارة إلى أن مرض السكري يمثل عاملاً مهماً آخر يؤدي إلى العقم.الزيجات المتأخرةيفيد د.أسود أن هناك عدداً متزايداً من المتزوجين في منطقة الشرق الأوسط، يتطلعون فقط إلى دخول مرحلة الأبوة والأمومة عندما يشعرون بأنهم مستعدون لها بنسبة 100%، ما يعني في كثير من الحالات تأخير الحمل، وأدت الزيجات المتأخرة أيضاً إلى تقدم العمر الذي يختار فيه الزوجان إنجاب أول طفل لهما، وكما هو معروف، مع تقدم العمر، تقل الهرمونات في كل من الذكور والإناث، ما يتسبب في انخفاض معدلات الخصوبة، وعلى الجانب الآخر فإن هناك حالات أخرى، تستعجل بعض الأسر السيدة المتزوجة حديثاً على الحمل في غضون ثلاثة أو أربعة أشهر من بعد الزواج، غير مدركين أن الأنثى لا تعتبر عقيمة ما لم تكن قادرة على الحمل لمدة لا تقل عن 12 شهراً.التلقيح الصناعييوضح د.أسود أنه في ظل تزايد معدلات العقم على الصعيد العالمي والإقليمي والمحلي، يرتفع الطلب أيضًا على خيارات العلاج، وأكثرها شيوعًا هو التلقيح الصناعي، وفي حين أن هذه العلاجات سجلت معدلات نجاح بنسبة 50% في المجمل، فمن المهم أن نلاحظ أنها تسبب آثاراً جانبية مثل الصداع، وتقلبات المزاج، والهبات الساخنة، وهناك أيضًا فرصة أكبر بكثير لحدوث ولادات متعددة اعتماداً على عدد الأجنة التي يتم نقلها إلى الرحم، ما يؤدي إلى زيادة خطر حدوث الإجهاض، تسمم الحمل، سكري الحمل، ولذلك تعد الخصوبة والعقم من بين الموضوعات الرئيسية التي يتم تناولها في مؤتمرات طب النساء والتوليد، المحلية والدولية حيث تسلط الضوء على القضايا الصحية الراهنة والتحديات التي تواجهها المرأة اليوم، وذلك انطلاقاً من هدف تحسين نتائج العلاج للمرضى من الإناث، لإعطاء فرصة المناقشات، وتبادل الأفكار وأفضل الممارسات، وكذلك استعراض الأدلة البحثية الحديثة، واستعراض المسار العام للعقم، وطرح خيارات العلاج المختلفة بشكلٍ منهجي، بما في ذلك التلقيح الصناعي، ومزايا وعيوب كل خطة علاج.نصائح إرشاديةيوصي د.أسود الشريكين المتزوجين حديثاً، بضرورة الانتظار عاما كاملا على الأقل، قبل استشارة طبيب أو طلب العلاج، مع اعتماد أسلوب حياة صحي، والحفاظ على اللياقة البدنية، والإقلاع عن التدخين، والنوم الجيد، وإعطاء فرصة للعملية الطبيعية، حيث إن هناك عددًا لا يُحصى من المتزوجين يذهبون لعيادات النساء والتوليد، طلباً لخيارات علاج العقم في وقت مبكر في هذه العملية، ما يترك فرصة أقل لحدوث الحمل بشكلٍ طبيعي في خلال عام، ومن ناحية أخرى، يجب عدم الانتظار لفترة طويلة، كما ينبغي أن يكون الحد الأقصى للانتظار هو 12 شهراً، وبعد ذلك يتم طلب استشارة من مختص.معدلات الخصوبةيوضح الدكتور هومان فاطمي، اختصاصي الطب التناسلي، أن الخصوبة تبدأ بالانخفاض للنساء من حوالي سن الـ30 عاماً، وتشهد انخفــاضاً حاداً بدءاً من سن الـ35، ومع تقدم المرأة في السن، ترتفع احتمالات انخفاض إمكانية الحــــــمل الطبيعي وذلك لأن كافـــــــة البويضــــات تبــــدأ بمسار شـــيخوختها قبل انقطاع الطمث، أما بالنسبة للرجل فالأمر مختلف، حيث يمكنه أن يظل خصباً لفترة أطول بكثير من السيدات، وعلى الرغم من أن خصـــوبة الذكور تنخفض أيضا مع التقدم في السن، ولكنها تحدث بشكل تدريجي، وعلى الرغم من أن هناك العديد من الرجال الذين يحافظون على خصوبتهم بعد سن الـ50، إلا أن هناك نسبة تعاني من اضطرابات في الحيوانات المنوية تزيد مع التقدم في السن، ويمكن أن يؤثر انخفاض خصوبة الذكور على صحة الأطفال الذين سيولدون منهم، كـــما تعتمد إمكانية الحمل بطريقة سريعة على العمر، حيث إن النساء يكنّ أكثر خصوبة بين سن الـ20 و 24، ويمكن أن يستغرقن وقتاً أطول في نجاح الحمل عندما يصلن إلى أواخر الـ30 أو أوائل الـ40.نسب إنتاج البويضاتيشير د.هومان إلى أن كل امرأة تولد وفي جسمها كافة البويضات التي ستنتجها خلال حياتها، حيث لا تتمكن من إنتاج أي بويضات جديدة أثناء فترة حياتها، كما تشير الدراسات إلى أن أكبر عدد من البويضات تنتجه المرأة وهي لا تزال جنيناً في رحم أمها، حيث يبلغ عدد البويضات التي تحملها الأنثى، وهي جنين في الأسبوع العشرين حوالي سبعة ملايين بويضة، ينخفض هذا العدد عند ولادتها، ليصل إلى ما بين مليون ومليوني بويضة عند وصول المرأة لمرحلة البلوغ، حيث يصبح لديها عدد يتراوح بين 300 و500 ألف بويضة، فيتم إطلاق بويضة في كل موعد تبويض استعداداً للحمل، وتبدأ مرحلة نقصان البويضات الطبيعية، ولا تنضج طول فترة خصوبة المرأة إلا حوالي 300 بويضة، وعند نفاد مخزون البويضات يتوقف إنتاج هرمون الأستروجين من المبيضين، وتبدأ مرحلة انقطاع الطمث، ومع التقدم بالعمر، تبدأ بويضات المرأة بالتدهور تدريجيا وذلك لأن المبيض يشيخ، ولهذا السبب فإن بويضات المرأة الأصغر بالعمر فيها احتمالات أقل أن تحمل تشوهات وراثية تسبب تشوهات خلقية.تأثير العمريذكر د.فاطمي أن خطر الإجهاض أقل بكثير أيضا للشابات، فهو يحدث بنسبة 10% للنساء في العشرينات من عمرهن، و12% في أوائل الـ 30 عاماً، و18% لمن هن في منتصف أو أواخر الـ 30 عاماً، وتقفز نسبة خطر الإجهاض إلى نحو 34% للسيدات في الأربعينات من عمرهن، و 53% في سن الـ 45 عاماً، وغالبا ما يكون الحمل أسهل جسديا للنساء في العشرينات من العمر لأن هناك مخاطر أقل للمضاعفات الصحية مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري، كما تقل في هذا العمر احتمالات وجود مشاكل أمراض النساء، مثل الأورام الليفية الرحمية، والتي غالبا ما تصبح أكثر إشكالية مع مرور الوقت، كما تقل احتمالات الولادات المبكرة أو الولادات المبتسرة، بالإضافة إلى ولادة أطفال منخفضي الوزن عند الولادة لدى النساء الشابات منها لدى السيدات اللواتي تجاوزن سن الـ 35 عاماً. فحص الأجنة يعتبر إجراء فحص الأجنة قبل التعشيش من التقنيات المتطورة، التي تساعد على كشف العديد من الأمراض الجينية والتأكد من خلوها من أمراض وراثية كأمراض الدم، ضمور العضلات وأكثر من 240 مرضاً، ومعرفة نوع الخلل الوراثي الذي يؤدي للإصابة بأحدها، والذي يحمله الأبوان، وبالتالي يتم انتقاء الأجنة الطبيعة السليمة وإرجاعها إلى الرحم، ما يزيد من فرص الحمل إلى 70%، والتأكد من سلامة الجنين قبل حدوث الحمل.

مشاركة :