حموضة المعدة..أعراض تستوجب العلاج

  • 3/4/2018
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: راندا جرجس الحموضة أو حرقة المعدة هي ظاهرة عرضية عابرة ولا تثير قلقاً، ولكنها تسبب الإزعاج لمن يعاني من الإحساس الدائم بالحرقة بشكل يومي بصورة عامة، ويحدث ذلك نتيجة تناول بعض المأكولات، في قناة الطعام (المريء) التي توجد تحت عظم القصّ قليلاً، أو خلفه، كما يزداد سوءاً عند الانحناء للأمام أو عند الاستلقاء، كما يمكن أن يُصاحب الحموضة الشعور بأعراض متعددة كصعوبة البلع، السعال، التهاب الحلق المزمن، أو آلام المعدة، كما تزداد الحموضة عند النساء وقت الحمل، ولذلك تستوجب علاجاً طبياً وبعض الوصايا الوقائية.يقول الدكتور روهيت كومار اختصاصي الجراحة العامة إن حرقة المعدة التي تظهر في فترات متقاربة، أو بمعدل يومي، تمثل علامة تنبيه مسبقة لمرض الجزر المعدي المريئي، وهو مرض تسترجع فيه أحماض المعدة، وأحياناً عصارات المرارة أيضاً، إلى المريء، ويستطيع معظم الناس التأقلم والتعايش مع الإحساس بعدم الراحة الناجم عن الحرقة بواسطة إدخال تغييرات في نمط الحياة، وتناول أدوية يتم تسويقها دون حاجة إلى وصفة طبية، ولكن، إذا كانت حرقة المعدة حادة، فإن كل ما تقدمه هذه الأدوية التخفيف المؤقت، أو الجزئي، للأعراض المصاحبة لها، والتي تتمثل في الشعور بحريق وألم في منطقة الصدر، أسفل عظمة القصّ، وربما تظهر علامات الحموضة في أحيان متقاربة وتشتد في ساعات الليل. أسباب حرقة المعدة يفيد د. كومار أن الصمام الحَلقي الموجود في أسفل المريء يفتح عند البلع، وهو حلقة عضلية حول الجزء السفلي من المريء، يفسح المجال أمام الغذاء والشراب للمرور عبره إلى داخل المعدة، وبعد ذلك، يعاود الانغلاق، ولكن إذا ما فُتح الصمام ذاتياً، أو إذا كانت العضلة ضعيفة، فربما تتحرك أحماض المعدة إلى الأعلى، الخلف، أو إلى داخل المريء فينتج الشعور بالحرقة، ويشتد تسرب الأحماض إلى الأعلى عند الاستلقاء أو الانحناء إلى الأمام، وفي بعض الحالات تكون حرقة المعدة علامة مسبقة على مرض الجزر المعدي المريئي، أو أمراض أخرى بشكل عام، مثل الفَتْق الحجابي أو فتق الفُرجة الحجابية، حيث يندفع جزء من المعدة إلى جوف أسفل الصدر، وإذا ما كان الفتق كبيراً، فإنه يزيد من حدة أعراض حرقة المعدة، من خلال إضعاف الصمام الموجود في أسفل المريء. عوامل تزيد حرقة المعدة يذكر د. كومار أن هناك العديد من العوامل التي تزيد من شدة حرقة المعدة أو تسبب الحموضة، ومن بينها:* بعض الأنواع المحددة من الأطعمة، كالغنيّة بالدهنيات، الأطعمة الحارّة، الشوكولاتة، الكافيين، البصل، صلصة البندورة (الكاتشب)، الوجبات الدسمة، والنوم بعد تناول الأكل مباشرة.* التدخين، والمشروبات الغازية، النعناع، والمشروبات الكحولية.* تناول أدوية معينة مثل: المهدئات، الأدوية المضادة للاكتئاب، الأدوية الحاصرة للكالسيوم لمعالجة ضغط الدم المرتفع.* الوزن الزائد، حيث إنه يؤدى إلى توليد ضغط إضافي زائد على المعدة والحجاب الحاجز، وهو العضلة الكبيرة التي تفصل بين جوف الصدر، وجوف البطن، ما يؤدي إلى فتح الصمّام الموجود في أسفل المريء فيفتح الطريق أمام أحماض المعدة للرجوع إلى داخل المريء، وربما يسبب تناول وجبات دسمة أو غنيّة بالدهون ظاهرة مماثلة.* الفتق الحجابي، وخاصة إذا كان ولوج جزء من المعدة إلى منطقة الصدر بدرجة كبيرة نسبياً، فربما يتسبب بإضعاف إضافي لعضلة الصمام في أسفل المريء، ما يفاقم وجود الحموضة أكثر.* الحمل، وهو يعد ضغطاً إضافياً على المعدة، ويزيد من إنتاج هورمون البروجسترون الذي يعمل على إرخاء معظم عضلات الجسم، بما في ذلك عضلة الصمام السفلي للمريء.* الربو، على الرغم من أن الأطباء لم يجزموا بعد، بشأن وجود علاقة مباشرة بين الربو وبين حرقة المعدة، فإن السعال المصاحب للربو يسبب صعوبة في التنفس، والإخلال في توازن الضغط داخل الصدر والبطن، ما يُحفز ارتجاع الأحماض المِعَدِيَّة إلى المريء، كما أن بعض الأدوية المستعملة لمعالجة الربو، والتي تقوم بتوسيع المسالك التنفسية، تؤدي أيضاً إلى إرخاء الصمام في أسفل المريء فتنجم عن ذلك ظاهرة الجَزر المعدي المريئي، وربما تساهم ظاهرة جزْر أحماض المعدة هذه في اشتداد أعراض الربو، إذ يسحب المريض كمية صغيرة من أحماض المعدة خلال الشّهيق، فتتضرر المسالك التنفسية.* داء السكري، حيث يعتبر الخزل المعدي أحد المضاعفات الناجمة عن مرض السكري، وهو خلل يتمثل في احتياج المعدة إلى فترة زمنية أطول حتى تتم التفريغ، وفي حالة بقاء محتويات المعدة لفترة أطول من اللازم، تبدأ هذه المحتويات بالصعود نحو المريء والتسبب بوجود الحموضة. تشخيص الحموضة ويؤكد د. كومار أن تشخيص حرقة المعدة يعتمد بشكل عام وبصورة أساسية على وصف مفصل لمجموع الأعراض لدى المريض، ولكن، إذا ما كانت الأعراض حادة بشكل كبير، ولا يستجيب جسم للمريض للعلاج، أو إذا كان الطبيب يشك في إصابة المريض بمرض الجزر المعدي المريئي أو أي مرض آخر، فربما يحتاج إلى إخضاع المريض لعدد من الفحوصات الطبية الإضافيّة، منها التصوير بالأشعة السينيّة (رنتجن X - ray) مع الباريوم، والتنظير الداخلي، وفحوص لمستوى (تركيز) حموضة المعدة، وفي الحالات العادية، يعالج مرض الارتجاع المعدي المريئي بنجاح باستخدام الأدوية، وفي حالة إجراء اختبار للمريء عن طريق التنظير الداخلي، فمن غير المحتمل الحصول على أي معلومات تؤدي إلى تغيير العلاج، وفي الوقت نفسه، تتضاءل فرصة حدوث مضاعفات للشخص المريض نتيجة لهذا الإجراء والشعور بالتعب. مضاعفات الحموضة يشير الدكتور ديباك دوبي، اختصاصي الطب الباطني، إلى أن الشعور المستمر بحرقة المعدة يعد بمثابة جرس إنذار، إذ إنه يستلزم علاجاً فورياً، ففي بعض الحالات يحتاج إلى التدخل الجراحي، حيث إن أعراض حرقة المعدة تكون مقلقة إذا عانى منها الشخص مرة أو مرتين في الأسبوع لمدة تزيد على شهر، كما يمكن أن تترتب على الإصابة به عواقب وخيمة مثل:* تتسبب عصارة المعدة، على المدى الطويل، في مهاجمة الأغشية المخاطية بشدة بفعل تأثيرها الكاوي، ومن ثم تظهر التهابات وتقرحات مؤلمة وزوائد جلدية تعمل على تضييق المريء، وبالتالي تصبح عملية البلع أصعب.* في حالات نادرة يؤدي ارتجاع عصارة المعدة إلى حدوث تغييرات خبيثة في الأنسجة والإصابة بمرض «مريء باريت»، وفي أسوأ الحالات تؤدي إلى الإصابة بسرطان المريء.* يُحدث أيضاً أوجاعاً في البطن، وصعوبة في الأكل، وفقد الوزن، والغثيان والقيء، وظهور أي من هذه الأعراض يستدعي مراجعة الطبيب.* تأخير في عملية إفراغ المعدة، بالإضافة إلى السكري والقرحة الهضمية، ربما يؤدي إلى خلل في عمل العضلات أو الخلل العصبي.* كما يحدث إعاقة تفريغ المعدة، بسبب تناول بعض أنواع الأدوية الأفيونية المفعول، مثل مضادات الاكتئاب أو الهيستامين، ما يؤدي إلى عودة الأحماض المِعِدية إلى المريء.* الإصابة بمتلازمة «زولينجر إيليسون»، وهي أحد المضاعفات النادرة، وتتمثل في إنتاج أحماض المعدة بغزارة، والتي تزيد بدورها من خطر رجوع هذه الأحماض إلى المريء. وسائل علاجية * يؤكد د. دوبى أن علاج حرقة المعدة يتم تحديده تبعاً لأسبابها ومدى تكرارها وشدتها وأعراضها، فبالنسبة للأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض حرقة المعدة في بعض الأحيان، عادةً ما يكفي اللجوء إلى استعمال بعض العلاجات المنزلية مثل بيكربونات الصوديوم، أو بعض الأدوية المضادة للحموضة، أما بالنسبة للذين يعانون ارتجاع عصارة المعدة، فإنه يتعين عليهم استشارة الطبيب إذا استمرت الأعراض أربعة أسابيع على أقصى تقدير، كما أن هناك علاجاً بالعقاقير التي فعاليتها تكمن في كبح الأحماض المعدية، وفي الحالات المتفاقمة يتم إجراء عملية جراحية يتم خلالها ربط المريء مع المعدة بطريقة تجعلها أشبه بصمام، ولكن معظم الحالات تعالج بالأدوية الآتية:* مضادات الحموضة التي تساعد على الحد منها، وتوفر راحة سريعة من الأعراض ولكنها لا تستطيع علاج شفاء المريء الذي تضرر من حمض المعدة.* مثبطات مسقبلات H2 التي تقلل من حموضة المعدة، وهي توفر الراحة لمدة طويلة ولكنها لا تعمل بسرعة كمضادات الحموضة.* مثبطات مضخة البروتون التي تقلل من حموضة المعدة. طرق وقائية يقول د. دوبي إن هناك بعض العلامات المرتبطة بالإصابة بحرقة المعدة، والتي يحتاج المريض لتجنب حدوثها، كالتجشؤ، والإحساس بالطعم المر والحمضي في الفم، والسعال أحياناً والشعور بضيق التنفس في مراحل متقدمة، كما أن تقدم العمر وزيادة الوزن المفرطة من أهم أسباب الإصابة، ولذلك فإن الوقاية تبدأ بتقليل كمية الطعام، مع تناول 4- 5 وجبات صغيرة في اليوم، وعدم تناول أي مأكولات قبل النوم مباشرة، كما يجب أن يكون السرير مرتفعاً بنسبة 30 درجة، بحيث لا يتم ارتجاع الأحماض من المعدة إلى المريء، كما أن عدم التزام المريض بذلك، يؤدي في بعض الحالات إلى نزيف، وآلام شديدة تعادل آلام الجلطة القلبية، أو يحدث ضيق بالمريء، وفي الحالات الشديدة يسبب السرطان، وذلك إذا تغيرت بطانة المريء من ابيتيل المريء إلى ابيتيل الأمعاء، كما يجب تجنب التدخين، والشوكولاتة، والقهوة، والشاي، وعصائر الليمون والبرتقال، والمأكولات الحارة، والمشروبات الغازية والكحولية، مع المحافظة على وزن صحي، وتجنب ارتداء الملابس الضيقة التي تزيد الضغط على البطن وتجنب الاستلقاء بعد تناول الوجبة. علاجات بديلة إهمال العلاج والوقاية من الإصابة بالحموضة يزيد من حدوث المضاعفات، ويقلل من نسبة الشفاء التي تعتمد في المقام الأول على نوعية الطعام الذي يتناوله من يعانى حرقة المعدة، ولذا فإن هناك بعض الطرق للحد من هذه المخاطر بالوقاية ببعض العلاجات البديلة مثل: تناول المأكولات التي تحتوي على عناصر كابحة للحمض، كالحليب أو البقدونس، وأيضاً التي تحتوي على عنصر «الكالي» كي تعمل على تخمد الحمض، بالإضافة إلى العلاج بالزيوت العطرية، ممارسة الرياضة بانتظام، تقنيات الاسترخاء والتدليك.

مشاركة :