ياسمينا تغنّي للحب وبالخير يجدّد تألقه في مهرجان الفجيرة للفنون

  • 3/4/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الفجيرة: بكر المحاسنة بحضور الشيخ الدكتور راشد بن حمد الشرقي، رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، أحيت الفنانة المصرية الشابة ياسمينا، أمسية غنائية على شاطئ الكورنيش، ضمن فعاليات مهرجان الفجيرة الدولي للفنون بدورته الثانية. واستمتع الجمهور بأغاني الطرب القديم وذكريات الزمن الجميل التي قدّمتها ياسمينا وسط حشد كبير من عشاق الطرب ومحبي الشابة المصرية التي اشتهرت منذ ظهورها المتميز في مسابقة «آراب جوت تالنت».وافتتحت ياسمينا أولى أغنياتها بأغنية «عن العشاق» للمطربة الكبيرة أم كلثوم٬ فتألقت وسرقت الأضواء، وكان التناغم بينها وأعضاء الفرقة على أعلى مستوى.ونقلت ياسمينا الجمهور في أغنيتها الثانية للشحرورة صباح «زي العسل»٬ إلى مساحة أخرى من البهجة والعذوبة.وفي محطتها الثالثة عادت إلى كوكب الشرق، وغنّت «أنت عمري» وسط عاصفة من التصفيق والهتافات والإعجاب، ورذاذ المطر الذي يتساقط على خشبة المسرح.وكانت محطة ياسمينا الرابعة مع أغنية المطربة الكبيرة نجاة الصغيرة «الطير المسافر»، أما أغنية الختام فكانت لأم كلثوم أيضاً وهي «سيرة الحب».وأعربت ياسمينا عن سعادتها الغامرة بزيارتها الأولى إلى الإمارات من خلال المشاركة بالمهرجان، شاكرة حفاوة الاستقبال والتكريم.بعدها قدّم الفنان عبد الله بالخير حفله الغنائي الثاني ضمن المهرجان، لكن هذه المرة على مسرح كورنيش الفجيرة، حيث أطرب جمهوره بأجمل أغنياته. وقدّم أحمد البايض، فنان الخدع البصرية العديد من عروض الخفة والإيهام والتلاعب بالكروت. «الدان» فرحة الأعراس ضمن عروض الفنون الشعبية بالمهرجان، عرضت فرقة جمعية صيادي الأسماك بالفجيرة، على مسرح القرية التراثية رقصات ولوحات استعراضية لفن «الدان» الشعبي. وأبرزت الفرقة من خلال «فن الدان» التقاليد والعادات الإماراتية القديمة في الأعراس. وأكد سالم جاسم عبد الله اليماحي، رئيس قسم التراث بالجمعية ومسؤول الفرقة، أن «الدان» فن يعتمد على الأهازيج والأغاني التراثية القديمة، وأنه كان يستخدم في الأعراس والمناسبات والمهرجانات. رؤى للحياة ومواقف إنسانية بالنحت والتشكيل افتتح محمد سعيد الضنحاني، نائب رئيس هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، المشرف العام على مهرجان الفجيرة الدولي للفنون، بحضور محمد سيف الأفخم، رئيس الهيئة الدولية للمسرح، معرض التشكيل والنحت في دبا الفجيرة، بمشاركة خمسة عشر فناناً يمثّلون مدارس مختلفة. واطلع الجمهور على نتاجات حديثة للفنانين، شكلت بانوراما عامة عن رؤيتهم للحياة ومواقفهم الإنسانية والجمالية من الحياة. وقالت عزة القبيسي، القائمة على برنامج «بيت الفن»: إن المعرض يندرج في إطار فعاليات المهرجان ويشكل فرصة نادرة للتعرف إلى أحدث ما صنعه الفنانون في الاختصاصات المختلفة. بحيرات لونية مدهشة رسمها عبد الرحيم سالم، حضرت فيها التدرجات المتناقضة والمتجاورة للألوان الحارة والهادئة والمتمردة، كأن الفنان يعبر بمزج الألوان بعيداً عن الخطوط والأشكال التي تحدد ماهية الأشياء. وترك معتصم الكبيسي العفوية تمارس دورها في سبك المنظومات الانفعالية والبصرية على سطح القماش. في المنحى نفسه يمكن تصنيف تجربة السعودي عبد الله الشهري. غناء مؤلم لـ «لينا» استعادة قصة «لينا ما بيكر» الإفريقية التي أعدمت سنة 1945 في ولاية جورجيا الأمريكية، بعد أن قتلت سيدها لأنه اغتصبها، ليس بالأمر السهل.وطوال أكثر من ساعة ونصف الساعة، تمكنت ماكيدا سولومون بطلة عرض «من سيغني ل لينا؟» من إضفاء سحر خاص على كامل الجمهور في مسرح الفجيرة الذي جاء ليتعرف إلى هذه الممثلة التي سبقتها سمعتها. وخلال أقل من نصف ساعة، ساد جو من الوجوم على الجمهور قبل أن تبدأ شلالات الأداء الساحر بالتدفق على الخشبة، منذ اللحظة التي بدأت البطلة تصوّر فيها ساعة اغتصاب «لينا» على يدي سيدها، وتجسيد التوسلات والآلام التي سببتها هذه الفاجعة للسمراء الغضة التي حملت الأسى باكراً، ودفع ثمن جريمة لا تتحملها.أداء عالي المستوى، اشتغلت فيه سولومون على دقّ الأسافين داخل الروح البشرية، وهي توقظ قصة مضى عليها أكثر من نصف قرن، لكن لا تزال حاضرة. رائحة الدم كادت تشق طريقها إلى أنوف الحاضرين من روعة الأداء الماهر والحساس المثقل بالألم والتلاشي بوجع «لينا». المشهد الثاني الذي أجادت فيه ماكيدا هو تداعيات الاغتصاب على «لينا»، خاصة من خلال حركات جسدها المتألم والمتلوي من شدة الهمّ والوجع في آن. كانت البطلة تضع يديها على بطنها وتتلوى مع العبارات وطلب المساعدة، لكن بلا جدوى، حيث العار يشق طريقه بقسوة لا يترك أمام البطلة سوى الانتقام بوضع حد لحياة المجرم الذي أراد أن يعيد فعلته أكثر من مرة. المشهد الثالث المدهش في «من سيغني ل لينا؟» وهو من تأليف جايس لي ليديل، إخراج فاي إيلينجتون، تفعله ماكيدا عن سابق إصرار وتصميم، ويجسد اللحظات التي تصعد فيها إلى الكرسي الكهربائي كي تستسلم للإعدام في مجتمع لم يتوانَ عن نهش لحمها لمجرد أنها امرأة ضعيفة. البطل الناجي الوحيد من إعصار «لحيّالة» قضية محلية من إحدى القرى العُمانية حملها الأداء العالي للفنان عبد الحكيم الصالحي إلى منصة المهرجان في عرض «لحيّالة»، لتتحول إلى قضية عامة قد تحدث في أي مكان بالعالم. هي قصة قرية ينهار فيها السد بفعل إعصار مفاجئ لتعوض الحكومة سكانها بكرفانات متجاورة تثير عدة قضايا من وحي المصيبة الأساسية وهي الإعصار. والمناسبة هي حدوث منخفض جوي قوي يثير مخاوف الإعصار السابق الذي دمر القرية. في هذا الفضاء كتب المخرج العُماني محمد خلفان نصاً حمل عدة شخصيات منها الجد وحفيدته وهي حبيبة البطل، إضافة إلى حضور اسم الأب ومناجاته من قبل الابن لأنه كان ضحية الإعصار. تأخذ القضية الخاصة بالقرية مكان القضايا الكبيرة التي يمكن أن تحدث في أي مكان آخر، لذلك فإن البطل يتحول إلى شخصية عامة تلقي باللوم على الإدارات، ويسمى ذلك ضرباً من الآلام الصعبة التي يتحملها الناس العاديون في كل مكان تقريباً. في العرض تباعد بين الإمكانات الكبيرة للأداء الذي مثله الصالحي، والنص الذي لم يقبض على الحالة المونودرامية تماماً، كذلك ظهر التباين بين شيخة التي يصورها البطل بشكل كوميدي وشخصيته الجدية التي لم يكن منطقياً الارتباط بها وهي بهذا الشكل.

مشاركة :