أرجع القاص حسين الملاك تغييب قاصين مبدعين «ذكورا، وإناثا» من أبناء الأحساء، في كتابه النقدي «ثرثرة المرايا»، الصادر عن نادي الباحة الأدبي أخيرا، إلى 4 أسباب هي: التوقف عن القراءة النقدية بشكل مفاجئ، وذلك بطلب من أحد زملائه القاصين، انتقاء قصص لمعالجة قضايا تخص المرأة فقط، عدم امتلاكه مجموعات قصصية لبعض القاصين والقاصات، قراءات المجموعة لم تكن حديثة، وآخرها كانت قبل عامين، متعهدا بتدارك ذلك مستقبلا. تناولت قراءة الملاك، في نصوص قصصية لـ10 قاصين، وقراءتين في مجموعتين قصصيتين لاثنين من القاصين، جمعتهم هوية المكان، وهي الأحساء، وهم: أحمد العليو، حسين العلي، طاهر الزارعي، عبدالجليل الحافظ، عبدالله النصر، ناصر الحسن، عبدالله النصر، أمينة الحسن، زهراء المقداد، زهراء موسى، شمس علي، خديجة النمر. المرأة مهزومة أبان الملاك، خلال حديثه في حفل توقيع ومناقشة كتابه، بتنظيم من أصدقاء السرد في الأحساء بالتعاون مع المقهى الثقافي بفرع جمعية الثقافة والفنون في الأحساء، أن لكل قاص بنية سردية خاصة في كتابته للقصة، وقد استغرق في قراءتها وجمعها قرابة 3 أعوام، مشيرا إلى أن فترة إجازة طباعة المجموعة في أدبي الباحة امتدت أكثر من عام، ملمحا إلى أنها كانت فترة طويلة، حتى إنه قد نسيها، على حد قوله، بيد أنه تلقى اتصالا هاتفيا من إدارة النادي أخيرا، يبلغه بصدور قرار النشر، وأبان أن المرأة في النص السردي مهزومة، تعيش معاناة واقعية، ونظرتها تشاؤمية للحياة، بينما الرجل مختلف نوعا ما، حتى إنه يصور المأساة التي تعيشها المرأة بنوع من الواقعية. إغفال تقنيات السرد انتقد المشرف على المقهى الثقافي الدكتور محمد البشير، تناول الملاك في مجموعته الأسماء الأحسائية فقط، واصفا ذلك بالسلبية، مضيفا بقوله: يجب ألا نحصر القصة في قاص أحسائي، أو أحسائية، فيما أكد عبدالله الشايب أن ذلك يعتبر مفخرة للسرد في الأحساء، ويجب أن يسوق لذلك حتى يكونوا سفراء في خارج الأحساء بالتعبيرين الكمي والكيفي، مستشهدا بانضمام الأحساء لشبكة المدن المبدعة في اليونيسكو على مستوى العالم في الحرف اليدوية والفنون الشعبية، وأن الأحسائيين قادرون ولديهم حراك أدبي، لتسجيل الأحساء مبدعة أدبيا. وذكر أمين الغافلي أن الكتاب عبارة عن قراءة للقصة قراءة تفسيرية «شرح» مبسط، وكأن القصة لغز يحتاج إلى تبسيط، ويجب ألا يتعامل الناقد مع القصة هكذا، بل من خلال 3 علاقات، هي علاقة القاص بالنص، وعلاقته بالمنهج النقدي، وعلاقته بالسياق الاجتماعي للقصة، مع التأكيد على ربط مقدمة القصة ربطا منهجيا بالتحليل والخاتمة، والبحث عن «القصدية» في النص، مشيرا إلى أن من اشتراطات القاص معرفته بصناعة الشخصيات في القصة، ووظائفهم وأدوارهم في صناعة الحدث والحبكة والأسلوب والزمن والأفعال. ووصف القاص جعفر عمران، خلال مداخلته، القراءات بأنها كتبت بروح القاص، وليست بروح الناقد، لخلوها التام من طرح السلبيات والنقد البناء، إذ كانت هذه القراءات إيجابية ناعمة، يغلب عليها الطابع الاجتماعي أكثر منها فنيا، بجانب إغفالها إظهار تقنيات السرد المختلفة.
مشاركة :