ذكر الناقد والقاص سمير الشريف في ورقة نقدية لكتاب «ثرثرة خلف المحراب» للقاص حسين السنونة، أن نماذج القصة العربية تلتقي عموما في إطار القضايا والرؤى والوعي الجمالي، وهي خير معبر عن الواقع العربي العام، موضحا أن السنونة تعمق بالنفسي الاجتماعي، وناوش اليومي المعاش، ووقف مع المرأة، وأنصف الشخصيات المأزومة التي تستعيد ماضيها لتعيد تشكيل حاضرها من جديد، ووظف تقنية الراوي العليم وضمير المخاطب واللغة الشعرية والتقطيع السينمائي، والجملة القصيرة البعيدة عن الترهل.وأضاف: في قصته التي منحت المجموعة عنوانها «ثرثرة خلف المحراب» توظيف للحوار الداخلي / المونولوج، وكشف عن رغبات وأعماق الشخصية التي تحركت في فضاء نص مختزل، بعيدا عن الحشو، ووصف آسر للمكان باستخدام اللقطة السينمائية وضمير المتكلم.وتتراوح أحجام قصص المجموعة طولا، ولكنها تخلص لمضامينها الاجتماعية في نقد ترهل العمل الإداري، وطرح أزمة الإنسان المعاصر، وطرح حلول فنتازية ساخرة، والنعي على من يصدر أحكاما بناء على مظاهر الناس الخارجية، أو الركون للآراء المسبقة في إصدار الأحكام، لكن ما يلفت في بناء قصص المجموعة بوضوح من الجانب الفني هو الخروج على التقليدية المعروفة في البناء السردي للقصة القصيرة، ومحاولة هدم الشكل التقليدي لها.
مشاركة :