في سياق الأبدية نحن نسكن الزمان والمكان يسكننا، كما يقول الفلاسفة، والإنسان لا يصير أطول قامة من أسلافه إلا إذا اعتنى بموروثهم، وخلد وصاياهم، وحين تتفقد كتب التاريخ ومعاجم البلدان لن تجد إلا جبلا واحدا يعرف بـ «جبل حِزنة» في محافظة بلجرشي وتلتف حوله قرى حزنة، وشعب الفقها، والمصنعة، والمدان، جبل مسكون بالأساطير والحكايات والذكريات، أبرزها أنه انفصل عنه شدا فحزن عليه فسمي حزنة وأن من يريد أن يصبح شاعرا يبيت ليلة بحزنة إذ تسقيه عيون الجبل الحكمة والفصاحة وسرعة البديهة، ورد حزنة في شعر العرب والصعاليك منهم تحديدا «ألا ليت لي من ماء حزنة شربة، مبردة باتت على طهيان» وطهيان طرف من الجبل مشرف على أودية تهامة وماؤه بارد ونقي.
مشاركة :