في خطوة فجرت قلقا دوليا، وغضبا واسعا في أنحاء العالم، خشية اشعال حرب تجارية عالمية، كشف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن خطة فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب و10% على الألومنيوم، مما دفع منظمة التجارة العالمية، ولأول مرة، في تدخل نادر وغير مسبوق، للتحذير من من نشوب «حرب تجارية» ستكون الولايات المتحدة خاسرا فيها. وأعرب خبراء إقتصاديون في واشنطن، عن قلقهم من أن يوسع ترامب خططه لتشمل واردات أخرى، مما يورط الولايات المتحدة فى حرب تجارية أوسع، لم يشهدها العالم منذ فترة الكساد الكبير. مما سيكون له آثار اقتصادية مدمرة على الولايات المتحدة والعالم. وفي تدخل نادر وغير مسبوق، كشفت منظمة التجارة العالمية عن «قلق دولي» إزاء الإعلان عن خطط أمريكية لفرض تعريفات جمركية على الصلب والألومنيوم، وحذرت من نشوب «حرب تجارية ليس في مصلحة أحد».. وإذا كان بيان المنظمة العالمية، كسف عن «قلق وغضب دوليين»، فإن احتمال التصعيد الحقيقى في مواجهة الولايات المتحدة، قد بدأ مبكرا ، وهددت العديد من الدول الصناعية الكبرى برد انتقامى على مثل هذه الخطط إذا تم تطبيقها.. وقال زير المالية الفرنسى، برونو لومير، إن أوروبا سترد بشكل مشترك وقوى إذا مضت إدارة ترامب قدما فى خطط لفرض تعرفات جمركية على واردات الصلب والألومنيوم. الاتحاد الأوربي، حذر واشنطن، أن تلك الإجراءات الأحادية الجانب غير مقبولة، وسيكون لها تأثيرًا كبيرًا على الاقتصاد الأوروبى والشركات الأوروبية مثل «فالوريك، وأرسيلور» فى إشارة إلى أرسيلور ميتال الأوروبية لإنتاج الصلب ومقرها لوكسمبورج.. وأكد الاتحاد أن «جميع الخيارات على الطاولة، وأن واشنطن يجب أن تتوقع ردا قويا وأحادى الجانب ومنسقا من الاتحاد الأوروبى». وفى كندا، التى تعتبر أكبر مصدر للصلب والألومنيون للولايات المتحدة، هددت وزيرة الخارجية، كريستيا فريلاند، بإجراءات عقابية إذا لم تعف واشنطن جارتها الشمالية من هذه الإجراءات التجاريةغير المقبولة تماما. صندوق النقد الدولى، رفض استخدام ذريعة الأمن القومى لتبرير القيود المفروضة على الواردات، وطالب الولايات المتحدة وشركاءها التجاريين على العمل معا بشكل بناء لخفض العوائق التجارية وحل النزاعات التجارية دون اللجوء الى مثل هذه الإجراءات الطارئة.. وحذر الصندوق من تداعيات خطط ترامب على الاقتصاد الأمريكي، وأن الإجراءات الحمائية التى يقترحها ترامب سيكون لها أيضا تأثير سلبى على الاقتصاد الأمريكى. وأن القيود المفروضة على الواردات التى أعلنها الرئيس الأمريكى من المحتمل أن تسفر عن أضرار ليس خارج الولايات المتحدة فحسب، بل أيضا للاقتصاد الأمريكى نفسه، وخصوصا قطاع التصنيع والبناء، اللذين يستخدمان الألمونيوم والصلب. تحذير صندوق النقد الدولي، تزامن مع تحذير وسائل الإعلام الأمريكية.. وقالت صحيفة نيويورك تايمز، الأمريكية، إن ترامب بدلا من أن يعمل مع حلفاءه فى أوروبا وكندا واليابان وكوريا الجنوبية فى مواجهة الصين فإنه أغضب أولئك الحلفاء الرئيسيين للولايات المتحدة ودفعهم للتهديد بإجراءات عقابية والتى قد تشمل تعريفات مماثلة على الصادرات الأمريكية. فعلى سبيل المثال تستورد كندا صلب أمريكى أكثر من ذلك التى تصدره للولايات المتحدة، مما يمنحها القدرة على الإضرار بالصناعة التى يقول ترامب أنه يرغب فى حمايتها.
مشاركة :