«يعجبني في كل ما ينظمه رامي ترجمته الدقيقة الصادقة عن مكنونات العواطف وخلجات القلوب وسبقه دائما إلى التجديد والابتكار والتلوين والافتنان في انتقاء الألفاظ والأوزان» بهذه الكلمات وصفت كوكب الشرق أم كلثوم أحمد رامي أكثر وأفضل من كتب الأغاني لها في مقال نشرته في مجلة الهلال يناير 1948 ونشر في كتاب مذكرات الأنسة أم كلثوم للكاتب الصحفي محمد شعير.غنّت أم كلثوم لرامى «الصب تفضحه عيونه.. وتنمّ من وجدٍ شؤونه» قبل عامين من الالتقاء معه. ولما عاد من باريس جاء يسمعها تؤدى الأغنية فى حديقة الأزبكية «وعرّفنى بنفسه فكان سرورى عظيمًا بلقياه». ثم حضر حفلًا آخر لها. وذات يوم، جاء إلى منزلها ومعه أغنية بالعامية: «خايف يكون حبك ليّه- شفقة عليّا- وإنتى اللى فى الدنيا ديّه- ضى عينيّا».تقول كوكب الشرق في مقالها الذي حمل عنوان «أحمد رامي»: «يدين رامي في حياته بالجمال الحنون والحنان الجميل ومن صفاته الوداعة والابتسام وعلى الدوام والوفاء لذات الوفاء ثم هو محدث ظرف لا يخلو مجلسه من نكته طريفة أو فكاهة يرويها منها «مر رجل بباب منزل فناداه صبي كان يقف هناك ورجاه أن يدق له جرس الباب لأنه لا يعلو له وسارع الرجل إلى إجابة الرجاء وما كاد يقد الجرش حتى جذبه الصبي وهو يجري قائلا «يلا نجري قبل ما يمسكونا».وتضيف أم كلثوم: «كم لرامي نوادر وفكاهات اهتزت لها مجالس الأنس والسمر وكم له من لفتات جميلة وطرائف عمرت بها الليالي الملاح».علاقة الود بين أم كلثوم وأحمد رامي استمرت لفترات طويلة وعندما توفيت أم كلثوم في 1975، دخل «أحمد رامي» في حالة اكتئاب شديدة، وكتب أجمل الكلمات وأعذبها في رثائها، ثم بعدها كسر القلم وهجر الشعر، لكن عندما طلبه الرئيس السادات في حفل تأبينها عام 1976، قال أجمل الكلمات في رثائها: «ما جال في خاطري أنّي سأرثـيها- بعد الذي صُغتُ من أشجى أغانيها -قد كنتُ أسـمعها تشدو فتُطربني -واليومَ أسـمعني أبكي وأبـكيهــا».
مشاركة :